الطبيعة تكشر عن أنيابها.. 5 أسباب لاحتراق لوس أنجلوس

حريق الغابات في لوس أنجلوس

A . .A

في مشهد أشبه بأفلام الكوارث، اجتاحت النيران حي باسيفيك باليساديس غرب لوس أنجلوس بسرعة مرعبة، محولة المنازل والمباني إلى رماد، بحسب تقرير نشره موقع BBC.

خمسة عوامل فجرت “الجحيم"

بدأ الحريق بمساحة 10 أفدنة فقط، لكنه اتسع نطاقه في غضون 25 دقيقة ليغطي أكثر من 200 فدان، واستمرت النيران في الانتشار على مدار الساعات التالية، لتصبح واحدة من أسوأ الحرائق في تاريخ المدينة، وفقًا لخبير الأرصاد الجوية جوناثان بورتر.

وبينما تقدر التكلفة الأولية لأضرار حرائق لوس أنجلو بمبلغ خيالي يتراوح بين 52 و57 مليار دولار، يتساءل الجميع عن السر وراء شدة هذه الحرائق وسرعة انتشارها.

علاقة “المطر” بحرائق لوس أنجلوس

يوضح الباحث في علم الحرائق بجامعة ادنبرة، أن الأمطار الغزيرة التي سبقت الحرائق ساهمت في نمو نباتات كثيفة، مما شكل وقودا مثاليًا للحرائق عند حلول فترة الجفاف.

“تقلبات المناخ المائي” وحرائق لوس أنجلوس

وتشير عالمة الحرائق ماريا لوسيا فيريرا باربوسا إلى أن التغير السريع بين الطقس الرطب والجاف، أو ما يسمى بـ "تقلبات المناخ المائي"، أوجد ظروفًا مثالية لانتشار حرائق الغابات.

وتؤكد الدراسات أن خطر هذه التقلبات الهيدرومناخية قد ارتفع عالميًا بنسبة تصل إلى 66% منذ منتصف القرن العشرين.

رياح سانتا انا.. النفّاث الناري الذي أشعل حرائق لوس أنجلوس

ولم تكن النباتات الجافة وحدها هي السبب وراء سرعة انتشار حرائق لوس انجلوس، بل لعبت رياح سانتا انا دورا مدمرا في تأجيج النيران ودفعها بسرعة هائلة تجاوزت 100 ميل في الساعة.

ويوضح روري هادن، أن رياح سانتا انا الجافة والساخنة أسهمت في تجفيف النباتات وزيادة قابليتها للاشتعال، مشكلة وقودًا مثاليًا للحرائق.

ولم تكتفِ رياح سانتا انا بتأجيج النيران ودفعها عبر التضاريس الطبيعية، بل حملت معها أيضًا "الشظايا النارية" (الجمر) إلى مسافات بعيدة، مسببة اندلاع حرائق جديدة في مناطق متفرقة.

وتسببت الشظايا النارية في إشعال عشرات المنازل في وقت واحد، مما أدى إلى تأثير دومينو كارثي، حيث أصبح كل منزل مشتعل مصدرًا جديدًا للشظايا النارية.

ووصف أحد الشهود المشهد بأنه "دوامة من الجمر"، حيث كادت النيران أن تودي بحياته أثناء محاولته الهروب من منزل صديقته المشتعل.