متعة قاتلة في شوارع رمضان.. كيف تهدد البومب والصواريخ سمعك وأعصابك؟

مع حلول شهر رمضان، تزين الشوارع بالأضواء البراقة وتتراقص ألوان الفوانيس على وجوه المارة، إلا أن بهجة الشهر الكريم تترافق مع أصوات المفرقعات التي تتسلل إلى كل حارة وزقاق، ناشرة أجواء احتفالية قد تحمل في طياتها مخاطر صحية جسيمة.

ورغم ما تمنحه هذه الألعاب من سعادة للأطفال، إلا أنها قد تؤدي إلى إصابات خطيرة تصل إلى فقدان أحد الحواس أو إلحاق ضرر بالجهاز السمعي والبصري، مما يثير التساؤل حول أضرار استخدامها.

حوادث مؤلمة بسبب الألعاب النارية

خلال الأيام الماضية، شهدت مدينة شبين القناطر حادثًا مروعًا، حيث أصيبت طفلة بحروق شديدة في وجهها بسبب انفجار مفرقعة بالقرب منها. 

ولم تمضِ ساعات حتى وقعت حادثة أخرى في محافظة مختلفة، حيث فقد شاب عينه بالكامل جراء فرقعة الصواريخ بالقرب منه.

هذه الحوادث المتكررة تسلط الضوء على المخاطر الكبيرة لهذه المفرقعات، ما يستدعي تحركًا جادًا للحد من انتشارها وحماية الأطفال والمواطنين من أضرارها.

أضرار الألعاب النارية على الجهاز العصبي

بحسب تقرير صادر عن المعاهد القومية للصحة، فإن التعرض المتكرر لأصوات الانفجارات المفاجئة يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، مما يسبب:

• ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم
• الإجهاد العصبي المزمن
• الأرق ونوبات القلق

كما أن الانفجارات القوية قد تسبب نوبات هلع لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، خاصة عند الأطفال وكبار السن.

تأثير البومب والصواريخ على الأذن والسمع

تصل شدة الضوضاء الناتجة عن الألعاب النارية إلى أكثر من 150 ديسيبل، وهو مستوى كافٍ لإلحاق ضرر دائم بخلايا الأذن الداخلية، مما قد يؤدي إلى:

• فقدان السمع المؤقت أو الدائم
• طنين الأذن المزمن
• تمزق طبلة الأذن نتيجة الضغط الناتج عن الانفجارات القوية
• وفي بعض الحالات، تتطلب هذه الإصابات تدخلاً طبيًا عاجلًا، خاصة إذا كان الضرر شديدًا.

حوادث وحرائق بسبب غياب الرقابة

لا تقتصر مخاطر الألعاب النارية على الإصابات البشرية، بل تمتد إلى حرائق المنازل والمحلات التجارية بسبب استخدامها العشوائي، إضافةً إلى حالات بتر الأصابع أو فقدان أعضاء خارجية نتيجة سوء الاستخدام أو التعرض المباشر لهذه المواد.

وعلى الرغم من القوانين التي تمنع بيعها للأطفال، إلا أن ضعف الرقابة يسمح بانتشارها على نطاق واسع، مما يعرض حياة الكثيرين للخطر.

ضرورة التوعية والتشديد الرقابي

للحد من هذه الظاهرة، لا بد من تكثيف جهود التوعية حول مخاطر الألعاب النارية عبر:

• المدارس ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي
• تشديد الرقابة على بيعها وتداولها لمنع وصولها للأطفال والمراهقين
• فرض عقوبات صارمة على المخالفين للحد من استخدامها العشوائي