
بيت قديم
هناك بيوت لا تغلق أبوابها حتى حين نغادرها.
نخرج ونترك خلفنا أحذيتنا القديمة، كوبًا نسيناه في المطبخ، ستائر تحركها الرياح… ونظن أننا رحلنا.
لكن الحقيقة؟
أننا نعود مرارًا دون أن ندري.. نعود كلما اشتقنا، كلما نامت الذكريات، ثم صحت على صوت باب يُفتح من بعيد.
في ذلك البيت القديم…
كل شيء ما زال في مكانه، لكنّه لم يعد كما كان.
الظل الذي كان لنا وحدنا، صار مأوى للغبار، والضحكات المعلّقة على الجدران أصبحت باهتة، كأنها تعبَت من الانتظار.
في البيوت القديمة، لا نسكن الجدران، بل يسكننا الحنين.
كنتُ أمرّ من أمامه كثيرًا، دون أن أرفع رأسي. مجرد بيت قديم على ناصية الطريق.
جدرانه مُتعبة، شرفاته كأنها تتنفس بصعوبة، ونوافذه مغلقة منذ زمن.
لكنه اليوم استوقفني.
لا أعلم لماذا، لكنني شعرت فجأة أنني أعرفه… أو ربما كان يعرفني.
كأننا تقابلنا من قبل في حلم قديم أو ذكرى باهتة.
تقدّمت خطواتي نحوه بتردد، ووقفت أمام بابه الخشبي المشروخ.
لمستُ الباب بيدي، فشعرت بخشونة الزمان في ملمسه.
في صدري، ارتجفت ذكرة لطفلة كانت تجلس على السلم، تأكل قطعة كعك قديمة في صباح الجمعة.
ضحكتها تتردد في جدران السلم، ورائحة الشاي بالنعناع تطل من نافذة المطبخ.
في إحدى الغرف، كانت هناك أم تُغني لطفلها ليرتاح، وأب يراقب من بعيد بابتسامة.
وفي غرفة أخرى، دموع قديمة لا تزال تبتل بها الوسائد، وهمسات فُراق طُبعت على الحيطان.
البيت ليس من حجر فقط… بل من حنين. من وجعٍ دافئ يشبه حضنًا غاب فجأة.
خرجتُ وأنا أخطو على أطيافٍ منّي.
قلت في سري:
"نحن لا نترك الأماكن… بل نترك أجزاءً من أرواحنا تسكنها،
فتصبح البيوت القديمة مقابر ناعمة للحنين."

الأكثر قراءة
-
حبس عامل متهم بإنهاء حياة نجله بوسائل غير آدمية في سفاجا
-
ننشر أسماء 18 مصابا ومتوفيين في حادث طريق مطروح
-
يقود سيارة معاقين.. فحص أمني بكفر الشيخ يُرشد لضبط رجب هلال حميدة
-
بلاغات بالجملة ضد بدر عياد.. اتهامات بخدش الحياء العام والسب
-
خالد منتصر يكشف تفاصيل الحالة الصحية لـ أنغام.. هل أصيبت بالسرطان؟
-
أسعار اللحوم الحمراء اليوم الخميس 21 أغسطس 2025
-
أسعار الأسماك اليوم الخميس 21 أغسطس 2025
-
أسعار الدواجن والبيض اليوم الخميس 21 أغسطس 2025

مقالات ذات صلة
مطاردة في طريق الواحات.. حين تصبح القيادة للمرأة معركة بقاء
15 أغسطس 2025 03:44 م
علاقات باردة تحت شمس الظهيرة.. حين تبدو الحياة مستقرة لكنها تخلو من السعادة
09 أغسطس 2025 06:22 م
حين يصبح الحب معركة إثبات لا مساحة أمان
02 أغسطس 2025 05:39 م
حين تتحول العلاقة إلى عبء ثقيل
26 يوليو 2025 02:09 م
حين تتحول العلاقة إلى ساحة حرب نفسية.. كيف تحمي عقلك؟
22 يوليو 2025 03:02 م
فضل شاكر يعود إلى أسئلته القديمة الجارحة
14 يوليو 2025 04:57 م
لحظة إعلامية مرتبكة.. هل أجادت مها الصغير فن الاعتذار؟
08 يوليو 2025 02:53 م
"مليش بديل" عمرو دياب.. نشيد عاطفي لي ولك
05 يوليو 2025 04:15 م
أكثر الكلمات انتشاراً