الأربعاء، 30 أبريل 2025

07:28 ص

روبوت الدردشة يزيح "الشيزلونج".. هل تختفي مهنة الطبيب النفسي؟

طبيب نفسي بالذكاء الاصطناعي

طبيب نفسي بالذكاء الاصطناعي

مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، أصبح لـ"شات جي بي تي" دور في علاج الاكتئاب، والمتابعات النفسية، والجدير بالذكر أن أغلب من اعتمدوا عليه في التشخيص النفسي والعلاج، يشعرون بأنه أفضل بكثير من الطبيب البشري.

ChatGPT يتفوق على الطبيب النفسي

كشفت دراسة علمية حديثة أن روبوت الدردشة الذكي “شات جي بي تي” يتفوق على الأطباء النفسيين في تشخيص الأمراض، وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فقد شملت التجربة 50 طبيبًا أمريكيًا، طلب منهم تشخيص عدد من المرضى، في حين طلب من البعض الآخر تشخيصهم بواسطة “شات جي بي تي”، ثم تم الإستعانة بالروبوتات بمفردها لتشخيص الحالات نفسها.

النتائج المنشورة في مجلة “جاما نتورك أوبن”، كشفت أن الروبوتات تمكنت بمفردها من تشخيص الحالات أفضل من الأطباء، حيث حقّق روبوت الدردشة متوسط درجات بلغ 90%، في حين حصل الأطباء الذين استعانوا بالروبوت على 76%، أما الأطباء الذين شخصوا الحالات بمفردهم حصلوا على متوسط درجات 74%.

أسباب اللجوء للروبوتات

ويبدو أن المرضى النفسيين سيودعون “الشيزلونج” ويتجهون إلى عالم الذكاء الاصطناعي، حيث تقول استشاري الطب النفسي، الدكتورة إيمان عبدالله لـ"تليجراف مصر"، إن الأشخاص يلجأون للعلاج النفسي، عبر “شات جي بي تي”، لعدة نقاط منها قلة التكلفة، وسيلة أكثر أمانًا لا تعتمد على المعلومات الشخصية، كما أنها متاحة على مدار اليوم، بخلاف الطبيب النفسي.

وأضافت إيمان أن العلاجات التي يتبعها “شات جي بي تي” غالبًا ما تكون خفيفة، وغير متعبة للمريض، على على ذلك، هي علاجات فورية من قشور علم النفس، تمنح للمريض شعور مؤقت بالسعادة والارتياح.

 على خلاف ذلك، نجد أن الطبيب النفسي البشري، ملتزم بجدول علاجي وخطة علاجية، وفقًا لحالة المريض وخلفيته المرضية، كما يلتزم المريض بالزيارة العلاجية والاختبارات التي يؤديها ويطلبها منه الطبيب، مشيرة إلى أن المعالج الرقمي لا يمكنه قياس مرحلة شفاء المريض، ووفقًا له فإن كلمة “أنا بخير” هي علامة على شفاء المريض الذي يتحدث إليه.

نقاط ضعف “شات جي بي تي”

وأشارت إلى أن “شات جي بي تي” يفتقر للعديد من أدوات المعالج النفسي، كالتشخيص، وترتيب أولويات العلاج، والخلفية الطبية للمريض، ومحدودية النصائح العلاجية والتي لا تتلاءم بالضرورة مع كل مريض.

على سبيل المثال علاج الاكتئاب يختلف من شخص لآخر، وفقًا للفئة العمرية والنوع، والحالة الاجتماعية.

وأضافت أن المريض في حاجة للتحدث الدائم مع شخص بشري، وهو الأمر الذي تلاحظه إيمان مع مرضاها الذين يخضعون لجلسات علاجية “أونلاين” نظرًا إلى بعد المسافات، وطلبهم الدائم للقاء حتى لمرة في الشهر.

الدكتورة إيمان عبدالله

وأكدت أنها لا تهاجم التكنولوجيا، بل بالعكس لها ميزاتها، لكنها قد تخلق مشكلات أخرى، مشيرة إلى أن تحدث المريض إلى روبوت في كافة تفاصيل حياته، يخلق مشكلات أخرى في الشخصية، ومنها التعجل الدائم، والأنانية، والاستغناء عن العلاقات البشرية الطبيعية.

فيما يأخذ الطبيب وقتًا في التعرف على المشكلة التي يعاني منها المريض، كما أنه غير متاح دائمًا.

وشددت إيمان على أن الروبوت لا يمكن أن يتفهم مشاعر البشر، أو يقوم بتشخيص الحالة بشكل دقيق، فالعديد من الحالات النفسية على رأسها الانتحار لا يمكن لروبوت الدردشة تشخيصه أو علاجه، فالشخص صاحب الميول الانتحارية، يجب أن يحجز في مستشفى بعيد عن أي آلية انتحارية.

التكنولوجيا لا تحل محل الإنسان خاصة في الجوانب النفسية، هو يتحدث  بعبارات تحمل في طياتها العاطفة وفقًا لاختبارات تجربية له لكنه لا يعالج، فقط يقوم بتقديم حل فوري ومؤقت.

انتهاء مهنة الطبيب النفسي

فيما يتعلق بانتهاء مهنة الطب النفسي، تقول إيمان: "إحنا مش خايفين على مهنتنا"، لأن الروبوت لا يمكن أن يحل محل الإنسان، أو يتفاعل بمشاعر صادقة مع البشر، يمكن أن يحل محل بعض المهن، لكن يبقى الجانب الإنساني والشعور بين البشر فقط.

العلاج مع الطبيب النفسي يكون إلزاميًا، حيث أشارت إيمان إلى أنها قد تلجأ في بعض الحالات على عقد اتفاقية موقعة مع المريض للالتزام بخطة سير العلاج، في حال حدوث أي مضاعفات أو انتكاسات ناتجة عن تخلف المريض عن الخطة العلاجية، بالتالي يكون هو المسؤول عن عواقب إهماله.

أما في “شات جي بي تي”، فتكون المساعدة متاحة في كل الأوقات، بلا ضغوط إلزامية، ما يُشعر المريض بالراحة واللامبالاة في تتبع خطة علاج منضبطة، ما يجعله غير ملائم للأمراض النفسية والذهانية، مثل الفصام والصرع وغيرهما.

search