كواليس الاستعداد للانتخابات.. كيف تختار الأحزاب مرشحيها للبرلمان؟

مع اقتراب انتهاء الدورة البرلمانية لكل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب، بدأت الأحزاب السياسية سباق الاستعداد للانتخابات المقبلة، المقررة إجراؤها خلال النصف الثاني من عام 2025.

وتتحرك الأحزاب الكبرى والصغيرة ويقارب عددها نحو 88 حزب، لوضع قوائم مرشحيها، وسط تنافس واضح في وضع معايير اختيار تضمن كفاءة تمثيلهم داخل البرلمان المقبل.

انتخابات مجلسي النواب والشيوخ

وتنتهى الدور الحالية لمجلس الشيوخ في يوم 17 أكتوبر 2025، حيث انعقد أول اجتماع لهذا المجلس الحالي في أكتوبر 2020، وهو ما يستلزم أن تبدأ انتخابات المجلس الجديد قبل حلول يوم 18 أكتوبر المقبل.

أما مجلس النواب، تنتهى دورته الحالية يوم 11 يناير 2026، وذلك بمرور خمس سنوات على انتخابه وعقد اول اجتماع له في 11 يناير 2021، وهو ما يعنى أن يؤدى أعضاء مجلس النواب الجديد قبل يوم 12 يناير 2026.

مرشحو حزب مستقبل وطن في الانتخابات البرلمانية

وقال الأمين العام المساعد لحزب الأغلبية البرلمانية، الدكتور عصام هلال عفيفي، إن حزب مستقبل وطن يعتمد في اختياره لممثليه في البرلمان بالانتخابات البرلمانية على مجموعة من الأسس والمعايير التي يتم تحديدها وفقًا لهيكل الحزب ونظامه الداخلي.

آليات اختيار مرشحي البرلمان

ويضيف هلال في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، أن اختيار مستقبل وطن لمرشحيه، سيقع على مرشحي الحزب من بين الأفراد الذين يتمتعون بالسمعة الطيبة، والقدرة على التواصل مع المجتمع المحلي، لافتا إلى أن الحزب يولي أهمية للمؤهلات والخبرات السياسية والاجتماعية للمرشحين.

وتابع: الحزب سيراعي التوازن بين الجنسين والفئات المختلفة، حيث غالبًا ما يحاول الحفاظ على التوازن بين الجنسين، بالإضافة إلى تضمين ممثلين عن الشباب والأشخاص ذوي الإعاقة في قائمته.

التقييم للاختيار من بين الأسماء المطروحة، للترشح على قائمة مستقبل وطن سيكون، وفقًا للكفاءة السياسية، والقدرة على التأثير في المجتمع والبرلمان، مع التركيز على من لديهم تاريخ في العمل العام أو السياسي، حسب ما أشار إليه أمين عام الحزب.

بالمجمل، يعتمد حزب مستقبل وطن في اختيار مرشحيه على مزيج من الخبرات السياسية والاجتماعية، ويهدف إلى تقديم مرشحين قادرين على تمثيل الحزب والمشاركة الفعالة في العمل التشريعي.

التوافق مع أيدولوجيات الحزب

من جانبه، قال نائب رئيس حزب المؤتمر، الدكتور رضا فرحات، إن كل حزب سياسي يختار مرشحيه حسب نظامه الخاص، حيث يرى أن ترتبط الاختيارات بمدى التوافق بين توجهات المرشح وأيدولوجيات الحزب، وحسب شعبيته ومؤهلاته وثقله وشعبيته، في الدائرة التي يخوض الانتخابات فيها.

أضاف فرحات لـ“تليجراف مصر” أن حزب المؤتمر كلف أمناء المحافظات باختيار مرشحيهم، وفقا لنموذج معد لهذا الغرض، كما أنه تم استحداث المفوضية العليا للانتخابات البرلمانية في المنطقة المركزية برئاسة رئيس الحزب وعضوية بعض القيادات، لاختيار ممثلي الحزب في الاستحقاقات البرلمانية المقبلة.

اختيار الحزب للمرشحين، لا يجب أن يشترط المؤهل العالي بقدر اشتراط المستوى الثقافي خاصة في مجال السياسة والتشريعات والرقابة، هكذا يقول فرحات، حيث حدد اشتراطات أخرى متمثلة في إجادة القراءة والكتابة وأن يكون المرشح مثقفا وأن يكون لديه قبول شعبي في دائرته.

تأهل الأحزاب للكوادر السياسية

وفيما يتعلق بتأهل الأحزاب للكوادر السياسية للدفع بها في الانتخابات البرلمانية، أوضح الدكتور رضا فرحات: نعمل على تأهيل كوادر للعمل السياسي من خلال الندوات والصالونات الثقافية بجانب توعية أعضاء الحزب وعقد المؤتمرات بمشاركة الأعضاء والأمانات المختلفة.

وتستهدف الأحزاب السياسية، استقطاب ميول وتوجهات الناخبين، في الاستحقاقات، من خلال تقديم دورها المجتمعي، المتمثل في تقديمها للخدمات، وتواجدها في المناسبات وبين الجماهير على أرض الواقع، بجانب توفير فرص العمل، حسب ما قاله نائب رئيس حزب المؤتمر الذي أشار إلى أن الملاءة المالية للأحزاب تظل لها كلمة الفصل في الدور المجتمعي للأحزاب وتقديمها للخدمات، مما يُمثل عائقا كبيرا للأحزاب الضعيفة في الوصول للقواعد الجماهيرية.

حزب الإصلاح والنهضة من أوائل الأحزاب التي بادرت بالاستعداد مبكرا للانتخابات البرلمانية حيث أطلق الأحد الماضي، مبادرة "نخبة"، والتي تهدف إلى استقبال طلبات الترشح من الكفاءات الوطنية الراغبة في خوض غمار العمل البرلماني تحت مظلته.

وأكّد الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، أن عملية اختيار مرشحي الحزب لمجلس النواب تخضع لمنهجية واضحة تقوم على مبادئ الكفاءة والالتزام والانخراط المجتمعي، مشيرًا إلى أن الحزب يسعى لترشيح كوادر مؤهلة تمتلك القدرة على تمثيل المواطنين بفاعلية تحت قبة البرلمان، وتقديم حلول واقعية لقضاياهم.

وأوضح عبدالعزيز في تصريحات لـ“تليجراف مصر”، أن الإصلاح والنهضة، أطلق مبادرة "النخبة" لفتح الباب أمام الراغبين في الترشح، ضمن إطار شفاف يخضع لمراحل متعددة تشمل التقييم الفني والسياسي، والمقابلات المباشرة، واختبارات لقدرات المرشح في الإقناع، والفهم الدستوري والتشريعي، والاتصال الجماهيري. 

وأضاف أن الحزب يستند في ترشيحاته إلى رؤية برامجية وليس إلى المجاملة أو الشعبية المؤقتة.

إعداد قيادات سياسية

وأشار رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إلى أن تأهيل الكوادر السياسية لا يتم بشكل عشوائي، بل من خلال برنامج "القلة المؤثرة" وغيره من برامج الإعداد القيادي بالحزب، وهي تمثل برامج تدريبية داخل الحزب تهدف إلى إعداد قيادات سياسية وبرلمانية شابة، تجمع بين الخبرة والمعرفة، وتخضع لبرامج تدريبية في العمل النيابي وصياغة التشريعات ومهارات التفاوض والتواصل.

وشدّد عبد العزيز على أن أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها عضو البرلمان هي؛ النزاهة، والانتماء الوطني، والفهم العميق للقضايا العامة، إلى جانب القدرة على التعبير عن صوت المواطن، مؤكدًا أن البرلمان ليس مكانًا للوجاهة الاجتماعية بل ساحة للعمل والتشريع والمساءلة.

وفيما يخص استعدادات الحزب للانتخابات، أكد عبدالعزيز، أن الحزب بدأ منذ مطلع العام الحالي تنفيذ خطة متكاملة للتوسع الميداني في المحافظات، وتعزيز التواصل مع المواطنين، وإعداد برنامج انتخابي موحد يعكس أولويات المرحلة ويترجم احتياجات الشارع إلى سياسات واقعية.

الإصلاح السياسي

واختتم عبدالعزيز، تصريحه بالتأكيد على أن حزب الإصلاح والنهضة يخوض الانتخابات من منطلق وطني يعلي مصلحة الدولة، ويهدف إلى دعم مسيرة الإصلاح السياسي، عبر تمثيل برلماني جاد ومسؤول يعبّر عن نبض الناس، ويسهم في استقرار الحياة التشريعية وبناء دولة مدنية حديثة تستند إلى الكفاءة والعدالة.