
مصر وفلسطين.. مقاربة استراتيجية لدور إقليمي فاعل
لطالما كانت مصر ركيزة أساسية في الدفاع عن القضايا العربية، تاريخيًا ومعاصرًا، حيث كانت بمثابة حصن العروبة الذي تحطمت على أسواره كل الحملات التي حاولت النيل من الأراضي العربية. ففي أيام الحملات الصليبية على المشرق العربي، وكذلك في مواجهة الهجمات التترية المغولية التي اجتاحت دمشق وبغداد، كانت مصر الحصن المنيع الذي تصدّى لهذه التحديات.
مصر ومواجهة الطمع الصهيوني في فلسطين
منذ بداية القضية الفلسطينية، وقفت مصر في وجه الأطماع الصهيونية. بدأت المؤامرة على فلسطين عام 1876 مع بدايات الاستيطان اليهودي، حيث تمت صفقة بين ثيودور هرتزل، مؤسس الصهيونية وصاحب كتاب "الدولة اليهودية"، وعائلة روتشيلد التي تكفلت بدفع 20 مليون جنيه إسترليني للباب العالي لسداد ديون السلطنة العثمانية التي كانت تعاني أزمات مالية بسبب إسرافها.
كان ذلك جزءًا من مخطط يهودي بدأ بدعم بريطانيا للهجرة اليهودية إلى فلسطين، ثم احتلال بريطانيا لمصر عام 1882 بهدف تقزيم دورها الإقليمي وإبعادها عن متابعة ما يجري في فلسطين. بعد وعد بلفور عام 1917، الذي وعد بإنشاء وطن قومي لليهود، ازدادت معدلات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، حتى جاء قرار التقسيم الظالم في 29 نوفمبر 1947.
وبعد إعلان بن غوريون قيام دولة إسرائيل في 15 مايو 1948، هبت مصر والدول العربية، رغم الاحتلال، لنصرة فلسطين. ورغم قبول العرب بقرار التقسيم، لم تكتفِ إسرائيل بنسبة 51% من الأراضي، بل استولت على القدس الغربية، بما فيها حي الشيخ بدر، حيث أقامت مقر الكنيست، لتسيطر على أكثر من 78% من أرض فلسطين.
دخلت مصر الحرب بجيش قوامه 17 ألف جندي، واستطاعت في بداياتها اختراق خطوط العدو حتى 40 كيلومترًا من تل أبيب. لكن الدعم الغربي اللامحدود لإسرائيل، التي كان جيشها يضم 110 آلاف جندي، منهم 70 ألفًا من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، حال دون تحقيق النصر.
ثورة يوليو ودور مصر الريادي
مع ثورة يوليو المجيدة عام 1952، جعلت مصر القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها. ساهمت مصر في تحرير معظم الدول العربية من الاستعمار، وواجهت العدوان الثلاثي عام 1956، حيث خاضت معركة الشرف والكرامة ضد بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وسجل أبناء الجيش المصري بطولات في سيناء.في عام 1967، وبعد أن بنى الرئيس جمال عبد الناصر دولة حديثة متقدمة، شملت إنشاء 5000 مصنع، وجامعات، ومدن جديدة، واكتشاف ثروات الطاقة، تآمرت القوى الاستعمارية على مصر بسبب دفاعها الشرس عن فلسطين. ورغم نكسة 1967، خاضت مصر حرب الاستنزاف حتى 1970. ثم أكمل الرئيس أنور السادات المسيرة بانتصار حرب أكتوبر 1973، التي أعادت إحياء حقوق القضية الفلسطينية. لكن الضغوط الخارجية على القيادة الفلسطينية حالت دون قبول حلول السلام، فأصبحت القضية الفلسطينية قضية الفرص الضائعة.
مصر المعاصرة والدفاع عن فلسطين
في العصر الحديث، تواصل مصر الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني بقوة. رغم الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، تصدّت مصر لمخططات التهجير، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تشارك في ظلم الشعب الفلسطيني مرة أخرى.
هذا الموقف القوي أجبر إسرائيل على التراجع عن مخططات التهجير. وخلال القمة العربية الأخيرة في بغداد، سلطت وسائل الإعلام العربية والعالمية الضوء على كلمة الرئيس السيسي، التي أكد فيها أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون حل عادل للقضية الفلسطينية.
تظل مصر، بموقفها الثابت، درعًا للقضايا العربية، تسعى للأمن والاستقرار في محيطها العربي. حفظ الله مصر من كل سوء، وجعلها دائمًا رمزًا للعزة والكرامة

الأكثر قراءة
-
"بوسة ورقص وتوبيخ".. كواليس خناقة مسلم وزوجته في الصباحية
-
هل يحسم بيراميدز اللقب؟ .. المحكمة الرياضية تتدخل في أزمة قمة الأهلي والزمالك
-
بعد 24 ساعة زواج.. القصة الكاملة للخلاف بين مسلم ويارا تامر
-
إعفاء من الضريبة.. امتيازات قانونية لملاك العقارات القديمة (مستند)
-
شريكة سفاح الإسكندرية تكشف مفاجآت جديدة: القصة بدأت بـ50 ألف جنيه

مقالات ذات صلة
لماذا فشل نتنياهو في تغيير الشرق الأوسط؟
15 مايو 2025 03:32 م
تاريخ الصراع بين الهند وباكستان أسباب للأزمة الحالية
07 مايو 2025 11:09 ص
عبد الناصر ذو الظل الأخضر
30 أبريل 2025 01:46 م
ماذا يقصد نتنياهو بتغيير الشرق الأوسط؟
24 أبريل 2025 12:39 م
أكثر الكلمات انتشاراً