السبت، 31 مايو 2025

06:38 م

ميناء جوي بلا تحليق.. قصة آخر طائرة يمنية دمرتها إسرائيل

الطائرة اليمنية الأخيرة في مطار صنعاء

الطائرة اليمنية الأخيرة في مطار صنعاء

سيد محمد

A .A

لم تكن حصيلة الهجوم الإسرائيلي على اليمن اليوم مجرد مخازن سلاح أو مدرجات هبوط طائرات، لكن تل أبيب طوت صفحة آخر الطائرات اليمنية في مطار صنعاء.

طائرة الركاب المدنيّة انتهت رحلتها الأخيرة على نحو مأساوي، على يد الطيران الإسرائيلي الذي حطمها داخل المطار الذي لطالما استقرت به وهو مطار صنعاء الدولي.

الخطوط الجوية اليمنية

الرحلة الأخيرة لآخر طائرات اليمن

وأوضحت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن الطائرة التي تم تدميرها على يد سلاح الجو الإسرائيلي، كانت قد هبطت قبل ساعة فقط على أرض المطار، بعد عودتها من رحلة جوية قادمة من الأردن. 

وبرر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عملية تدمير الطائرة الأخيرة، بأن الطائرات التي تعرضت للهجوم تستخدم من قبل جماعة الحوثيين لنقل عناصر روجوا لأعمال إرهابية ضد إسـرائيل". 

تدمير قبل لحظات من المهمة المقدسة

وأشارت الخطوط اليمنية إلى أن الاستهداف وقع قبل لحظات من صعود الركاب، الذين كانوا من حجاج بيت الله الحرام، إلى متن الطائرة في رحلة مجدولة حاصلة على كافة التصاريح الضرورية.

وكان مطار صنعاء يعتمد بشكل كامل على هذه الطائرة الوحيدة بعد أن دمرت غارات إسرائيلية سابقة ست طائرات مدنية أخرى في 6 مايو الجاري.

الخطوط الجوية اليمنية

الرحلات معلقة حتى إشعار آخر

أوقفت الخطوط الجوية اليمنية جميع رحلاتها الجوية حتى إشعار آخر، عقب تدمير آخر طائرة مدنية كانت تابعة للخطوط الجوية اليمنية.

من جانبه، أكد مدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشائف، أن تدمير الطائرة الوحيدة سيُسفر عن كارثة إنسانية، حيث سيُحرم المرضى من السفر لتلقي العلاج في الخارج، كما سيمنع بقية الحجاج اليمنيين الذين لم يغادروا صنعاء من أداء فريضة الحج لهذا العام.

هجمات سابقة وتدمير 3 طائرات

وفي بداية الشهر الجاري، هاجم سلاح الجو الإسـرائيلي مطار صنعاء الدولي، وقصف ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية الوطنية اليمنية.

قدرات الخطوط الجوية الوطنية اليمنية

تشكل الخطوط الجوية الوطنية اليمنية العمود الفقري للنقل الجوي في البلاد، وكان أسطول طائرات الشركة يتكون من حوالي خمس طائرات نشطة كان آخرها الطائرة المحطمة، معظمها من طراز إيرباص A320 وA310، إلى جانب عدد من الطائرات القديمة التي خرجت من الخدمة أو تم ركنها في حالة غير نشطة.

وشملت وجهاتها الدولية مدنًا رئيسية مثل القاهرة وعمان وجدة ودبي ومومباي، ولكن بسبب القتال والحصار المفروض على البلاد، لم يتبق سوى الرحلات الإنسانية والخاصة، والتي تم تشغيلها جزئيًا. 

طائرة يمنية

لمحة تاريخية وتطور الشركة

تعد الخطوط الجوية اليمنية شركة الطيران الوطنية لليمن، وتتخذ من مطار عدن الدولي مركزًا رئيسيًا لعملياتها منذ يناير 2021، نظرًا لاستمرار الحرب الأهلية في البلاد. كانت الشركة تتخذ من صنعاء مقرًا لها، لكن سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين على العاصمة دفعت لتغيير المركز الرئيسي.

تُقدم الخطوط الجوية اليمنية خدماتها لعدة وجهات في الشرق الأوسط، وأفريقيا، وآسيا، وهي عضو فاعل في الاتحاد العربي للنقل الجوي.

يعود تاريخ تأسيس الشركة إلى النصف الثاني من عام 1949، عندما اشترت حكومة المملكة المتوكلية اليمنية طائرتين من طراز "داكوتا دي سي 3".

مطار صنعاء الدولي

واستُخدمت هاتان الطائرتان في بادئ الأمر لنقل المسؤولين الحكوميين، والبريد، وأحيانًا رجال الأعمال بين المدن اليمنية الهامة، وكانت تُعتبر ملكًا للإمام أحمد حميد الدين، حاكم اليمن آنذاك.

مع توحيد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في عام 1990 وتأسيس الجمهورية اليمنية، وُضعت خطط لدمج خطوط الطيران التابعة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمدا) مع الخطوط الجوية اليمنية، وقد تم هذا الاندماج بالفعل في عام 1996.

شهدت الخطوط الجوية اليمنية توسعًا في أسطولها خلال التسعينيات، حيث أصبحت مشغلًا لطائرة إيرباص A310 في عام 1995 مع طائرتين مستأجرتين من طراز A310-200s، بينما بدأ العمل بطائرة إيرباص A310-300 في مارس 1997.

الطيران إلى اليمن في زمن الحظر

بالإضافة إلى شركة اليمنية، تعمل شركات صغيرة أخرى في اليمن، واليوم، وفي ظل الحصار والحظر الذي فرضته العديد من الدول على الرحلات الجوية من وإلى اليمن، أصبح قطاع الطيران في البلاد على وشك الانهيار. 

ويضطر معظم المسافرين الراغبين في مغادرة البلاد أو دخولها إلى القيام بذلك عبر طرق غير مباشرة، وغالبًا ما تكون عبر رحلات وسيطة في البلدان المجاورة، وقد أدى هذا الوضع إلى ارتفاع أسعار الرحلات الجوية هناك بشكل كبير ولم يعد بإمكان سوى الأثرياء السفر من وإلى البلاد.

search