السبت، 10 مايو 2025

05:37 ص

"ساد" الأمريكية تتخلى عن إسرائيل.. ماذا فعل صاروخ الحوثيين في تل أبيب؟

صاروخ حوثي- أرشيفية

صاروخ حوثي- أرشيفية

سيد محمد

A .A

أثار إطلاق صاروخ من اليمن للمرة الأولى منذ مهاجمة إسرائيل لمطار صنعاء وميناء الحديدة، حالة من الذعر في كل أنحاء إسرائيل والعديد من البلدات في وسط البلاد ومنطقة القدس، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض صاروخ واحد، بحسب القناة الـ13 الإسرائيلية. 

فرار جماعي من الشواطئ

وشهدت شواطئ مدينة تل أبيب حالة من الفوضى والهلع، اليوم، عقب إنذار بوجود صاروخ باليستي أُطلق من اليمن باتجاه الأراضي المحتلة.

وأفاد شهود عيان بأن المواطنين الذين كانوا يتواجدون على الشاطئ فرّوا بشكل جماعي بحثًا عن أماكن آمنة بعد تفعيل التحذيرات الرسمية من قبل السلطات المحلية.

ودوت صافرات الإنذار في أنحاء مختلفة من المدينة، مما أدى إلى حالة من الهلع العام، خصوصًا في المناطق الساحلية، وسط تخوفات من سقوط الصاروخ أو أجزاء منه على مناطق مأهولة.

يأتي هذا التطور في ظل استمرار التصعيد الإقليمي والتوتر العسكري بين إسرائيل وجماعة الحوثي، على خلفية المواقف المعلنة بشأن الحرب في قطاع غزة.

فشل لمنظومة ساد الأمريكية

وأوضحت القناة 14 العبرية أن هذه هي المرة الثانية خلال أسبوع التي يتم فيها تفعيل منظومة الدفاع الأمريكية "THAAD – ساد"، لكنها فشلت في اعتراض الصاروخ، فيما نجحت منظومة "آرو – السهم" الإسرائيلية في إسقاطه، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي.

وأشارت القناة إلى أن صفارات الإنذار دوت في أكثر من 200 موقع داخل إسرائيل، شملت القدس، تل أبيب، مستوطنات الضفة الغربية، ونتانيا، كما وقعت انفجارات عنيفة هزّت القدس وتل أبيب وجبال القدس، جراء إطلاق الصواريخ الاعتراضية، مما دفع ملايين المستوطنين للفرار إلى الملاجئ، ضمن الإجراءات التي أطلقتها "الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

كما تم تعليق حركة الإقلاع والهبوط مؤقتًا في مطار "بن جوريون" الدولي قرب تل أبيب، كجزء من الإجراءات الاحترازية في ظل تصاعد التوترات.

وزير الدفاع يهدد

هدد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس الحوثيين بعد إطلاق صاروخ تجاه شواطئ تل أبيب قائلاً: "يواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، وكما وعدنا، سنرد بقوة في اليمن وأينما كان ذلك ضروريًا". 

يائير لابيد: لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في انتظار صاروخ حوثي يُسبب كارثةً

في الوقت نفسه، قال زعيم المعارضة يائير لابيد: "لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في انتظار صاروخ حوثي يُسبب كارثةً وخسائر بشرية فادحة، أو أن تُواصل شلل الاقتصاد، على نتنياهو أن يكف عن الجبن والمماطلة، وأن يُوسّع نطاق الهجمات داخل اليمن، لا سيما على البنية التحتية ومواقع الإطلاق ومصانع الإنتاج، وأن يبدأ في إحباط الخبراء الإيرانيين وعناصر الحرس الثوري داخل اليمن الذين يدعمون الإرهاب، وأن يُوسّع نطاق الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الحيوية في البلاد، بما في ذلك شلل الكهرباء والمياه في المدن اليمنية، وأن يُغلق موانئ اليمن وجميع وسائل النقل البحري والجوي إليها، هناك طرق أخرى لإيذائهم بشدة، وكل ما نحتاجه هو حكومة فاعلة ورئيس وزراء لا يتعب ولا يخشى ظله".

محلل إسرائيلي: الفرار من شواطئ تل أبيب صورة نصر للحوثيين

وأوضح أفي أشكنازي، المحلل العسكري الإسرائيلي إن صور آلاف المدنيين الفارين من ساحل تل أبيب بحثاً عن مأوى هي صورة انتصار الحوثيين في اليمن، وهذه ليست صورة النصر فقط، بل هي صورة مضاعفة.

وأكد أشكنازي في تحليله بصحيفة “معاريف”، أن حادثة اليوم لا تقل خطورة عن حادثة الإطلاق الصاروخي في مطار بن جوريون من حيث صورة إسرائيل في العالم، والأضرار التراكمية التي ألحقتها بصناعة السياحة.

وأضاف  المحلل العسكري الإسرائيلي، أنه في الأيام الأخيرة وجدت إسرائيل نفسها وحيدة في مواجهة الحوثيين دون الأمريكيين، دون أحد، حتى ترامب أدرك أنه لن يخرج من قصة اليمن بسلام، لذلك فضل الانسحاب في الوقت المناسب وبكل أناقة، وترك إسرائيل للتعامل مع المشكلة.

وبين، أن الحوثيون امتداد لإيران، حيث تم تعيينهم وتشغيلهم وتدريبهم وتوجيههم من قبل إيران، ولكن النخبة السياسية في إسرائيل تصرفت منذ فترة طويلة بطريقة جعلتها تفضل خوض حروب الاستنزاف مع الوكلاء بدلاً من خوض حروب الاستنزاف مع رأس الأفعى.

وأشار أشكنازي إلى أنه يتعين على المستوى السياسي أن يقرر، إما الاعتراف بأنهم خسروا الحرب ضد الحوثيين، أو إرسال الطيارين مرة أخرى على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الإسرائيلية لقصف بعض صهاريج الصوامع وإخبار الرجال بأن إسرائيل قصفت مصنعًا للخرسانة وألحقت أضرارًا بالغة بالحوثيين، متسائلاً عما إذا كان هناك خزان وقود آخر متبقي في ميناء الحديدة لم يشتعل بعد ويمكن تصويره جيدًا.

search