ممدوح عباس.. "قائد طروادة" يقطع المؤن ويتخلى عن حماية القلعة البيضاء

ممدوح عباس
تحولات كبيرة في مسار علاقة رجل الأعمال ورئيس نادي الزمالك الأسبق، ممدوح عباس، مع القلعة البيضاء، على مدى سنوات عدة، تارة يصنف فيها نفسه “المنقذ” الذي جاء على “حصان طروادة” لحماية أسوار قلعة ميت عقبة من الخصوم والأزمات التي تحاصرها من كل جانب.
وتارة أخرى ينسحب فجأة ويتخذ حججًا لقراره المفاجئ بـ"الهروب الكبير" من مسؤولية الدفاع عن أسوار القلعة البيضاء، وتوفير المؤن والزاد بالمال والعتاد من اللاعبين لتأمين الفريق للاستمرار في ساحة المنافسة أمام خصومه من العتاولة مثل النادي الأهلي وبيراميدز.
ويمكن تلخيص التحول الكبير في علاقة ممدوح عباس، رئيس الزمالك الأسبق وأحد أبرز داعميه الماليين، مع القلعة البيضاء، في التحول من مقولة "أنا من صنعت الزمالك بأموالي، وأخشى أن يصبح الزمالك مثل الترسانة وأن يذهب في طريق لا رجعة فيه"، إلى التصريح الحاسم "لن آخذ على عاتقي أي التزامات جديدة".
علاقة نادي الزمالك، وبشكل خاص مجلس حسين لبيب مع ممدوح عباس، بدأت بحماس كبير وارتباط عميق بمصير النادي، وانتهت بحالة من الابتعاد، بعدما شعر بأن ما قدمه للنادي لم يُقدّر بالشكل الذي يستحقه، وسط تغيرات إدارية وصراعات داخلية أثرت على استقرار البيت الأبيض.
يعد عباس من أبرز الرؤساء الذين ساهموا في تمويل النادي خلال فترات حرجة، ما جعله يعتبر نفسه جزءًا رئيسيًا من مسيرة الكيان الأبيض.
اخشى أن يصبح الزمالك مثل الترسانة
وفي تصريح سابق لممدوح عباس عام 2017، قال“أنا من صنعت الزمالك بأموالي، وأخشى أن يصبح الزمالك مثل الترسانة وأن يذهب في طريق لا رجعة فيه”.

وكان عباس يمد الزمالك بالعديد من الأموال، حتى مساء أمس السبت 7 يونيو 2025، حين تحولت القصة، وكتب عبر حسابة الرسمي “تويتر” :“لن آخذ على عاتقي أي التزامات جديدة”.
امتناع مصروف ممدوح عباس
وأصبح الزمالك يواجه خطر مالي خلال الفترة الحالية، وذلك عقب امتناع رئيسه الأسبق، ممدوح عباس، عن تقديم أي دعم مالي إضافي للنادي، في خطوة أثارت قلقًا واسعًا داخل القلعة البيضاء.
ممدوح عباس والزمالك.. مسيرة دعم وتأثير لا تنسى
بدأ ممدوح عباس مشواره مع نادي الزمالك في فترة محورية من تاريخه، حيث تولى رئاسة النادي لأول مرة عام 2005، في وقت كان يعاني فيه الأبيض من أزمات مالية وإدارية معقدة.
وبفضل رؤية عباس الإدارية ودعمه المالي السخي، نجح عباس في تحقيق حالة من الاستقرار داخل القلعة البيضاء، وأسهم في تحسين أوضاع الفريق على المستويين المحلي والقاري.
لم يقتصر تأثير عباس على فترة رئاسته فقط، بل استمر في دعم النادي حتى بعد رحيله، من خلال المساهمة في تطوير البنية التحتية وتعزيز الاستثمارات داخل النادي، في خطوة كان الهدف منها وضع الزمالك في مصاف الأندية الكبرى.
ورغم التحديات والصراعات التي مر بها، ظل ولاء ممدوح عباس للزمالك حاضرًا بقوة، حيث حرص دائمًا على الدفاع عن مصالح النادي، والمساهمة في حل أزماته المالية، مؤكدًا في أكثر من مناسبة أن "الزمالك جزء من حياته".
رفض التعاقد مع محمد صلاح
من أبرز المحطات التي أثارت جدلًا في فترة رئاسة ممدوح عباس، كانت رفضه التعاقد مع محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي الحالي، حين كان لاعبًا شابًا في صفوف المقاولون العرب عام 2010.

رغم ما أظهره صلاح من إمكانيات فنية واعدة في ذلك الوقت، إلا أن إدارة الزمالك، بقيادة عباس، رفضت ضمه بسبب غياب رؤية واضحة حول مستقبله، إلى جانب تخوفات من صعوبة تأقلمه مع الضغط الجماهيري داخل نادي بحجم الزمالك.
هذا القرار ظل مثار نقاش لسنوات، خاصة مع التحول الكبير الذي شهده مشوار صلاح، وبلوغه قمة كرة القدم الأوروبية والعالمية.
شيكابالا ابن عباس “المدلل”
شكلت العلاقة بين ممدوح عباس ومحمود عبدالرازق شيكابالا، قائد الزمالك، واحدة من أبرز القصص داخل القلعة البيضاء، إذ لطالما وُصف شيكابالا بـ"ابن عباس المدلل"، في إشارة إلى الدعم اللامحدود الذي قدمه له رئيس النادي السابق.

وأكد مصدر داخل نادي الزمالك في وقت سابق لـ"تليجراف مصر" أن العلاقة الوثيقة بين عباس وشيكابالا كانت سببًا في توتر العلاقة بين المدرب السويسري كريستيان جروس والنادي، بعدما رفض إشراك شيكابالا أساسيًا، ما أدى إلى غيابه عن التدريبات وفتح باب الخلافات داخل الفريق.
وبحسب المصدر ذاته، قام عباس بتجديد عقد شيكابالا الموسم الماضي على نفقته الخاصة، رغم تراجع الحالة البدنية للاعب وتكرار إصاباته، في خطوة اعتبرها كثيرون تأكيدًا على العلاقة الخاصة التي تجمع بين الطرفين، وإيمان عباس بقيمة شيكابالا داخل النادي، ليس فقط كلاعب، بل كرمز جماهيري وتاريخي.
زيزو يهرب من شبح عباس
وكان زيزو سيخطو نفس خطوات شيكابالا، ويصبح ابن ممدوح عباس المدلل الثاني، ولكن حدث العديد من الأزمات المالية بينهما أثناء الاتفاق معه على التجديد، ليغير مساره إلى القلعة الحمراء.
ويعد ممدوح عباس، السبب الرئيسي الذي أدى إلى توتر العلاقة بين زيزو وإدارة القلعة البيضاء، بعدما دخل في خلاف مع والده.
وفي رسالة من ممدوح عباس ضد والد زيزو، قال: "عندما تخرج العلاقة البيولوجية الطبيعية من مسارها الطبيعي وتتعامل مع لحمك وضناك كمشروع استثماري وتجاري، عليكم أن تتقبلوا مبدأ تجاريًا هامًا، هو حسابات الربح والخسارة، فليس هناك ربح دائم ولا خسارة أبدية، وإذا جاز لي النصح، فليس لكم، فأنتم صمٌّ بكم وعلى نجلكم أن يتحرر من هذه السطوة، فهو مسؤول عن بيت وأبناء".
الرسالة اعتبرها كثيرون موجهة بشكل مباشر لوالد زيزو، في ظل الأنباء المتداولة عن خلافات مالية بين الطرفين أثرت على استمرار اللاعب مع الزمالك.
خلافات عدة
تحولت تصريحات ممدوح عباس، إلى مصدر دائم للتوتر داخل أروقة القلعة البيضاء، حيث تتفجر الأزمات عقب كل تعليق له، سواء تجاه أعضاء مجلس الإدارة أو الملفات الحساسة المتعلقة بالفريق.
كانت أولى الأزمات حين وجه عباس رسالة حادة إلى عضو مجلس الإدارة، هاني شكري، عقب تصريح الأخير بأن الزمالك يدرس استكمال بطولة الدوري بالناشئين احتجاجًا على أخطاء التحكيم.
ورد عباس بحزم، قائلًا: “ما يشاع أن الزمالك سيستكمل الدوري العام بالناشئين، أستطيع أن أؤكد أن الزمالك سيستكمل الدوري بالفريق الأول لكرة القدم، ولا مجال للصبيانية في اتخاذ القرارات، الزمالك سينافس حتى الرمق الأخير متحديًا الظلم والتآمر”.
ولم تتوقف الانتقادات عند هذا الحد، بل فاجأ عباس المتابعين بنشر رسالة ساخرة عبر حسابه الرسمي، موجهة إلى رئيس الزمالك الحالي، حسين لبيب.
وقال فيها: “كلما غاب عني صوت الكابتن حسين لبيب دخلت في قلبي الطمأنينة أن الزمالك بخير، فأرجو من الله العلي القدير أن يديم غيابه عليّ”. وهي الرسالة التي أثارت موجة من الجدل داخل النادي وبين جماهيره.

الأكثر قراءة
-
لقطة إنسانية مؤثرة.. إنقاذ أنيتا ألفاريز يُشعل "التواصل الاجتماعي" مجددا
-
قبل استئناف الحوار المجتمعي.. تعديلات مرتقبة على قانون الإيجار القديم
-
"خلاف على المشاريب" يتصاعد على نحو غير متوقع بمقهى في بولاق
-
موعد صرف مرتبات يونيو 2025.. بيان عاجل من المالية بشأن الزيادة الجديدة
-
رابط موقع تقديم الصف الأول الابتدائي للعام الجديد 2025-2026
-
موعد عودة البنوك للعمل بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى
-
موعد مباراة الأهلي الودية أمام باتشوكا بتوقيت القاهرة
-
تعديل "الإيجار القديم" بين الانفراجة والتعقيد.. ماذا يحدث بعد العيد؟

أخبار ذات صلة
اشتباكات لوس أنجلوس.. "العنوان العاشر" يفرض أحكامه أمام أصحاب الأقنعة
08 يونيو 2025 02:40 م
خسائر 150 مليار دولار.. كيف تأثرت أسهم تسلا بخلاف طفولي بين ترامب وماسك؟
07 يونيو 2025 11:29 ص
استغاثة وحل ودي.. تفاصيل خلاف إسماعيل الليثي وزوجته شيماء سعيد
07 يونيو 2025 09:11 ص
من الحب إلى العداء.. جدول زمني لعلاقة إيلون ماسك ودونالد ترامب
06 يونيو 2025 09:02 ص
أكثر الكلمات انتشاراً