من ميادين الثورة لمنصات التتويج.. كيف أنعشت "30 يونيو" الرياضة المصرية؟

"ميداليات وأرقام قياسية.. الرياضة المصرية في أوج مجدها".. يعد هذا الوصف خير تجسيد لحال الرياضة المصرية بعد نجاح ثورة 30 يونيو، التي شكلت نقطة تحول فارقة في مسيرتها، فقد شهدت إنجازات متتالية على المستويات القارية والدولية، جعلتها تعيش واحدة من أزهى عصورها وأكثرها مجدًا.

أصبحت الرياضة المصرية من منصات التتويج إلى تحطيم الأرقام القياسية، أثبت الأبطال المصريون أن دعم الدولة وإرادة التغيير قادران على صناعة عصر ذهبي لا يُنسى في تاريخ الرياضة.

قبل ثورة 30 يونيو، كانت الرياضة المصرية تعاني من حالة واضحة من العشوائية والفوضى، وسط غياب الرؤية والدعم الحقيقي للرياضيين والاتحادات، تراجعت الإنجازات، وتقلصت فرص التمثيل المشرف في المحافل الدولية.

ولكن مع استقرار الأوضاع في البلاد عقب ثورة الشعب عام 2013، وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة الدولة، بدأت ملامح مرحلة جديدة تتشكل، عنوانها التخطيط والدعم والرؤية الواضحة، ليعود الأمل مجددًا إلى الملاعب والصالات.

تطوير البنية التحتية

تم تنفيذ خطة شاملة لتطوير البنية التحتية للقطاع الشبابي والرياضي على مستوى الجمهورية، حيث تم تجديد وتحديث 4,338 مركز شباب في مختلف المحافظات، إلى جانب إنشاء وتطوير 8 مدن شبابية حديثة.

كما شملت الأعمال تطوير وإنشاء أكثر من 30 مركزًا للتعليم المدني، بالإضافة إلى منتديات للشباب ومعسكرات كشفية تهدف لتنمية المهارات وتعزيز الانتماء الوطني.

وفي إطار دعم القرى الأكثر احتياجًا، تم إنشاء أكثر من 250 مركز شباب لتوفير بيئة آمنة ومجهزة لممارسة الأنشطة المختلفة، وتطوير وإنشاء 84 حمام سباحة في مراكز الشباب والأندية، ضمن جهود توفير خدمات رياضية متكاملة تناسب مختلف الفئات العمرية.

ستاد العاصمة الإدارية

ولم تغفل الدولة، إلى جانب تطوير وتحديث البنية التحتية للمنشآت الرياضية القائمة، عن إطلاق مشروعات قومية رياضية جديدة، ويأتي في مقدمة هذه المشروعات المدينة الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة، التي تم إنشاؤها باستثمارات بلغت 2.2 مليار جنيه مصري.

وجاء إنشاء ستاد العاصمة الإدارية، بهدف أن يصبح مركزًا عالميًا لاستضافة الأحداث والبطولات الرياضية الدولية، بما يواكب المعايير العالمية.

يتفوق ملعب العاصمة الإدارية الجديدة على ملعب أمستردام الأوليمبي الذي تم تشييده عام 1928 في مدينة أمستردام الهولندية، من حيث السعة الجماهيرية والتجهيزات الحديثة، حيث تصل الطاقة الاستيعابية لملعب العاصمة الإدارية إلى أكثر من 90 ألف مشجع، بينما لا تتجاوز سعة ملعب أمستردام الأوليمبي 64 ألف مشجع.

إنجازات أولمبية

على مستوى النتائج، شهدت الرياضة إنجازات بارزة حققتها المنتخبات والأندية على مختلف الأصعدة، ولم تكن هذه النجاحات وليدة الصدفة، بل جاءت نتاجًا لعمل مؤسسي وتطوير شامل للبنية الرياضية في البلاد.

ففي دورة الألعاب الأولمبية "طوكيو 2020"، تمكنت مصر من حصد 6 ميداليات متنوعة، بواقع ميدالية ذهبية، فضيتين، و3 برونزيات، في إنجاز يُعد من الأفضل في تاريخ المشاركات الأولمبية المصرية.

وقبلها، في دورة الألعاب الأولمبية للشباب 2018، نجح الرياضيون المصريون في تحقيق 12 ميدالية، منها 3 ذهبيات، فضيتان، و7 برونزيات، مما عكس حجم التطور في مستوى الأداء والإعداد على مستوى الكبار والناشئين.

وواصلت البعثة المصرية تألقها في المحافل الدولية، حيث حقق الفراعنة إنجازًا جديدًا خلال أولمبياد باريس 2024، بحصد 3 ميداليات متنوعة، توزعت بين ذهبية وفضية وبرونزية.

وجاءت هذه الميداليات في ثلاث ألعاب مختلفة، وهي: الخماسي الحديث التي توجت مصر فيها بالميدالية الذهبية، ورفع الأثقال التي أحرزت فيها الفضية، إلى جانب السلاح الذي شهد فوز البعثة بالميدالية البرونزية.

تألق الفراعنة في المونديال

تأهل منتخب مصر إلى بطولة كأس العالم 2018، وواصل تألقه بتحقيق المركز الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017، ولم تقتصر الإنجازات على كرة القدم فقط، بل تميزت الرياضة المصرية أيضًا في الألعاب الجماعية الأخرى.

حيث حقق منتخب كرة اليد العديد من البطولات القارية والعالمية، وبرز منتخب الكرة الطائرة بحصوله على المركز الثالث في بطولة العالم للأندية عام 2019.

تألق الأندية المصرية أفريقيًا

كسر النادي الأهلي صايمة الأفريقي، في دوري أبطال أفريقيا حيث توج بـ12 لقبا كأكثر الأندية في القارة السمراء، ثم يليه الزمالك صاحب الـ5 ألقاب.

كما تألق الزمالك في الكونفدرالية الأفريقية وحصدها مرتين، وسطوع نجم بيراميدز في أفريقيا، ليتوج بدوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخه في موسم أبهر الجميع، ليظهر فريق مصري جديد في بطولة الإنتركونتيننتال، حيث يشارك فريق بيراميدز في النسخة الجديدة من بطولة كأس الإنتركونتيننتال في الموسم المقبل، بصفته بطل قارة أفريقيا.

كما حقق النادي الأهلي 4 برونزيات في كأس العالم للأندية، في نسخ 2006 و2020 و2021 و2023، ليضع بصمة واضحة في تاريخ مصر بكأس العالم للأندية.

وذاع صيت نجوم الكرة المصريين في الملاعب الأوروبية بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسهم محمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد وغيرهم، بعد فترة طويلة كان فيها عدد اللاعبين المصريين المحترفين في دوريات القارة العجوز محدودًا جدًا.