الإثنين، 30 يونيو 2025

01:58 م

نافورات كونية عملاقة.. ثقوب سوداء تتألق بطاقة تفوق 10 تريليونات شمس

النوافير الكونية-تعبيرية

النوافير الكونية-تعبيرية

رصد فريق دولي من علماء الفلك، اكتشافًا مذهلًا يتمثل في ثقوب سوداء عملاقة تتوهج بسطوع يعادل طاقة عشرة تريليونات شمس، ما يمثل نافورات كونية غير مسبوقة يمكن مشاهدتها رغم المسافة الهائلة التي تفصلها عن الأرض.

نافورات كونية عملاقة على بعد 11 مليار سنة ضوئية

وعلى بعد 11.6 مليار سنة ضوئية، استطاع لفيف من علماء الفلك حسبما ذكرت NASA Chandra X-ray، رصد مجموعة من الثقوب السوداء في أعماق الكون، ظهر عليها سلوكيات شرهة لابتلاع المادة المحيطة بها، في ظل انهمار المواد نحوها بسرعات فائقة، لتتكون كوازارات، وهي عبارة عن أجسام شديدة الإشعاع والطاقة، تتوهج بشكل ساطع وسط عتمة الفضاء. 

نافورات تمتد لثلاثة أضعاف حجم مجرتنا

ما ميز هذه الكوازارات عن غيرها، كان قدرتها على إطلاق نافورات هائلة من الإشعاع تمتد لمسافة 300 ألف سنة ضوئية، ما يعادل ثلاثة أضعاف قطر مجرة درب التبانة، وتندفع منها الجسيمات بسرعات مذهلة تصل إلى 99% من سرعة الضوء، فتبدو وكأنها عروض نارية كونية جبارة، تتجلى في مشهد مهيب.

نافورة كونية

لا يتوقف العرض عند هذا المشهد، فما تلبث تلك النافورات أن تتضاعف قوة، بفضل اصطدام الإلكترونات المسرّعة بالفوتونات الباهتة للإشعاع الخلفي الكوني الميكروي، وهو الضوء المتبقي من الانفجار العظيم، يحدث هذا الاصطدام إشعاعات سينية ترصدها أجهزة مثل تلسكوب تشاندرا الفضائي التابع لوكالة ناسا.

طاقة هائلة تعادل عشرة تريليونات الشمس

وعلى جانب آخر، فيعد الكوازار J1610+1811 مثالًا بارزًا على هذه الظاهرة، إذ يطلق نافورة تشع بطاقة تعادل عشرة تريليونات شمس، أما الكوازار الآخر المسمى J1405+0415 فتبلغ سرعة نافورته بين 95% و99% من سرعة الضوء، ما يقدم للعلماء فرصة ثمينة لمراقبة نقل الطاقة والمادة عبر الكون.

تُظهر هذه النتائج أن الثقوب السوداء ليست مجرد نقاط ابتلاع شرهة، بل تلعب دورًا جوهريًا في إعادة تشكيل المجرات عبر مليارات السنين، فالنافورات تنقل طاقة هائلة تؤثر على تكوين النجوم وتطور الهياكل الكونية في المراحل المبكرة للكون.

search