بطل مباراة المحلة.. آدم "طفل كفيف" يرى الدنيا بعين والديه

"أنا كنت عينه.. وهو كان صوتي"، كلمة معروفة عن الشاعر أحمد فؤاد نجم وتنطبق على الطفل “آدم” والذي ظهر في مدرجات نادي غزل المحلة رفقة والده يشرح له كل دقيقة في المباراة.

وخلال حديث الأب سامي عبد السيد، البالغ من العمر 41 عامًا ويعمل نجارًا مع "تليجراف مصر"، كشف تفاصيل بشأن هذا الموقف الذي جرى تداوله على نطاق واسع على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مؤكدًا أن نجله كفيفا منذ كان في عمر الثالثة؛ نتيجة عملية جراحية أجراها.

فقدان النظر

وتابع أن “آدم” يبلغ من 9 سنوات، وقبل 6 أعوام أصيب بصورة مفاجأة بمياه على المخ، ودخل في غيبوبة لمدة أسبوع ليفيق بعدها مصابًا بفقدان في النظر، مضيفا: "من وقتها بقى يشوف الدنيا من خلالي".

وأضاف أنه صدمة فقدان نجله للبصر جعلته راضيًا بقضاء الله وقدره، موضحًا أنه بدأ في تأهيله نفسيا لمواجهة هذا الأمر، وأصبح لا يرفض له طلبا، حتى طلب منه "آدم" أن يذهب لملعب نادي غزل المحلة لسماع المباراة، وهو الأمر الذي لم يتأخر عنه الأب مطلقا.

“كان بيشوف المباراة بعيني”.. هكذا أكمل الأب تفاصيل المشهد الذي جاب موقع "فيسبوك"، تحت عنوان: "طفل كفيف يستمع لشرح والده لمباراة المحلة من المدرجات"، لافتًا إلى أن الطفل آدم هو الابن الأصغر ولديه أخ أكبر منه مرتبطا به.

التعرض للتنمر

والتقطت الأم الحديث عن طفلها الكفيف وعن تفاصيل حياته، ودراسته، مؤكدةً أن نجلها يتعرض في بعض الأحيان إلى التنمر من قبل الجاهلين بحالته الصحية، لكنها تعمل جاهدة على عدم تأثر الطفل بتلك الكلمات السلبية.

وأضافت: "بحاول بكل الطرق أبعد عنه أي طاقة سلبية أو ردود أفعال من الناس، أنا ساعات بنسى أنه مش شايف وأنه طبيعي، لكن عمري ما أقدر أسيبه، دا جزء من روحي".

أما عن حالته الدراسية، فأكدت الأم أن "آدم" يدرس في الصف الثاني الابتدائي، ويوميًا تأخده إلى المدرسة ومتكفلة بكل انتقالاته ولا تتركه أبدًا، وكذلك تذهب معه إلى دروس حفظ القرآن، حيث إنها برفقة والده حرصا على حفظه لكتاب الله.

الطفل آدم

أما عن الطفل آدم، فعلق بكلمات بسيطة على المشهد الذي ظهر للجمهور وتفاعل معه الجميع على "فيسبوك"، قائلا: "أنا مش بشوف إلا بعيون بابا وماما، ربنا يخليهم ليا، من غيرهم مكنتش هبقى عايش".