الأحد، 20 يوليو 2025

08:49 ص

الألدوستيرونية.. سبب شائع لارتفاع ضغط الدم يسبب الوفاة

ضغط الدم- أرشيفية

ضغط الدم- أرشيفية

تقى أيمن

A .A

يعرف "ارتفاع ضغط الدم" بأنه حالة مرضية مزمنة تتميز بضغط الدم في الشرايين أعلى من المعدل الطبيعي، ويشكل ارتفاع ضغط الدم خطرًا كبيرًا على صحة القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن يؤدي هذا إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية وفشل القلب والكلى.

ضغط الدم

وفقا "لجمعية الغدد الصماء" المتخصصة في علم الهرمونات والصحة العامه، اكتشف الأطباء  وجود خلل هرموني يسمى "الألدوستيرونية الأولية" وهو أحد الأسباب الشائعة لارتفاع ضغط الدم، ولكن عدد كبير من الأطباء لا يعترف به سببا من لارتفاع ضغط الدم.

أعراض فرط الألدوستيرونية

إن السعي نحو الاعتراف بفرط الألدوستيرونية الأولى ليس جديد، فمنذ عام 2008، أوصت جمعية الغدد الصماء، بفحص المرضى الذين تظهر عليهم مؤشرات خطر مثل انخفاض البوتاسيوم، أو وجود كتلة كظرية تظهر في الفحص، أو ارتفاع ضغط الدم المقاوم للأدوية والذي يُعرّف بأنه ضغط دم غير مُسيطر عليه على الرغم من تناول المريض ثلاثة أنواع مختلفة من أدوية خفض ضغط الدم بأقصى جرعاتها المُحتملة أو وجود تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم المُبكر أو السكتة الدماغية قبل سن الأربعين.

ارتفاع ضغط الدم

وفي عام 2017، أدرجت الكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية هذا التوجيه في دليل علاج ارتفاع ضغط الدم، تظهر هذه المتلازمة لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم الخفيف والمتوسط والشديد وحتى لدى الأشخاص ذوي ضغط الدم الطبيعي.

   اسباب ارتفاع ضغط الدم

ووفقًا لدراسة شاملة أجريت عام 2020، كتب مؤلفو الدراسة في دورية حوليات الطب الباطني: "إن انتشار الألدوستيرونية الأولية مرتفع وغير معترف به إلى حد كبير"، مضيفين أنه قد يكون مسؤولاً عن ارتفاع ضغط الدم الذي ليس له سبب محدد ويُعزى عادةً إلى العوامل الوراثية وسوء التغذية وقلة التمارين الرياضية والسمنة.

مخاطر زيادة الألدوستيرون

 لم يدرك العديد من الأطباء شيوع الألدوستيرونية الأولية، لذا لا يبحثون عنها نتيجةً لذلك، يتناول المرضى أدوية ضغط الدم التقليدية التي لا تُجدي نفعًا يُذكر، ويفوتون فرصة الحصول على علاجات فعّالة تشمل الجراحة، بالإضافة إلى اتباع حمية غذائية قليلة الملح وأدوية مُوجّهة.

ويُشكّل عدم التشخيص مخاطر إضافية فزيادة الألدوستيرون تُؤثر سلبًا على القلب والأوعية الدموية والكلى وأعضاء أخرى. 

وبالمقارنة مع مرضى ارتفاع ضغط الدم العادي، فإنّ المصابين بفرط الألدوستيرون الأولي أكثر عُرضةً للإصابة بأمراض الكلى، وقصور القلب، ومرض الشريان التاجي، والسكتة الدماغية.

ارتفاع ضغط الدم

قصص من الواقع

وذكرت قصه لمعاناة امرأة تدعى إيرين كونسويجرا كانت تعاني من فرط الألدوستيرونية الأولية ولا يكن لديها علم، وبدأت تشعر بأعراض غريبة تحدث لها لأول مره في 2013، بعد أن أنجبت إيرين طفلها الثاني في سن الثامنة والعشرين، وتدهورت صحتها بشكل حاد، وظهرت عليها أعراض مقلقة، منها إرهاق شديد، وخفقان في ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم. وذكرت أن طبيبها وصف لها دواءً لضغط الدم، واعتبره مجرد إجهاد.

لكن كونسويجرا، لم تُصدّق ذلك، ومن خلال البحث عن أعراضها عبر الإنترنت ومن خلال أفراد عائلتها العاملين في المجال الطبي، علمت كونسويجرا بمتلازمة غير معروفة تُسمى الألدوستيرونية الأولية، حيث تُفرط إحدى الغدتين الكظريتين أو كلتيهما، وهما هياكل صغيرة تقع فوق الكليتين، في إنتاج هرمون الألدوستيرون.

يرفع الألدوستيرون ضغط الدم عن طريق إرسال الصوديوم والماء إلى مجرى الدم، مما يزيد من حجمه. كما يُخفض البوتاسيوم، وهو معدن كانت كونسويجرا تعاني من نقص فيه.

وافق طبيب الرعاية الأولية على إجراء فحص دم للكشف عن الحالة، لكنه أصرّ على أن النتيجة طبيعية، ورفض طلب كونسويجرا بمراجعة أخصائي.

وانتهت قصة إيرين كونسويجرا نهاية سعيدة نسبيًا، حيث شخّصها الأطباء في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في النهاية بفرط الألدوستيرونية الأولي، واكتشفوا ورمًا صغيرًا غير سرطاني، أو ورمًا غديًا، في إحدى غددها الكظرية، وهو ورم يُعرف غالبًا بأنه سبب هذه الحالة، واختفت أعراضها بعد استئصال الغدة في يوليو 2014.

search