السبت، 26 يوليو 2025

03:27 ص

أستاذ سموم يكشف سبب الوفاة الغامضة لـ6 أطفال بالمنيا

الأطفال

الأطفال

المنيا- زينه الهلالي

A .A

كشف أستاذ السموم بكلية طب المنيا والمشرف على متابعة حالة الطفلتين المتوفيتين من بين الأطفال الستة، الدكتور محمد إسماعيل، تفاصيل جديدة حول الواقعة الغامضة التي هزت الرأي العام، مؤكدًا أن التحقيقات الأولية تشير إلى تسمم الأطفال بمبيد حشري نادر يُعرف باسم "كلورفينبير"، والذي لا يوجد له ترياق مضاد حتى الآن على مستوى العالم.   

أعراض مفاجئة ووفيات متتالية 

أضاف إسماعيل في تصريح لـ“تليجراف مصر”، أنه في يوم الجمعة الموافق 13 يوليو، استقبل مستشفى دير مواس التخصصي، ثلاث حالات لأطفال من عائلة واحدة، تظهر عليهم أعراض حادة؛ قيء وحمى وتدهور سريع في مستوى الوعي، ليتوفوا في وقت قصير. 

وأوضح أستاذ السموم، أن هذه الأعراض كانت "غريبة ونادرة"، مما أثار تساؤلات حول سبب الوفيات، خاصة بعد وفاة الطفل الرابع يوم السبت، والذي شُخِّص خطأً من قبل البعض على أنه مصاب بالتهاب سحائي أو عدوى وبائية.  

وكانت تحقيقات النيابة العامة، التي تجرى تحت إشراف المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، توصلت إلى أن الأطفال الستة تعرضوا لتسمم بمبيد حشري غير شائع الاستخدام.  

بين الاستقرار والانتكاسة  

تم نقل الطفلتين الباقيتين، رحمة وفرحة، إلى مركز السموم، حيث خضعتا لفحوصات دقيقة شملت تحاليل المبيدات الحشرية والأشعة المقطعية واختبارات سيولة الدم، والتي جاءت جميعها طبيعية. ومع ذلك، قرر الفريق الطبي احتجازهما للمراقبة لمدة 48 ساعة بسبب الظروف المحيطة بالحالة.  

وأوضح خبير السموم، أن فريقًا طبيًا من وزارة الصحة، ضم ثمانية أخصائيين، قام بفحص الطفلتين، وجمع تاريخًا تفصيليًا للحادث، مشيرًا إلى أن كل المؤشرات رجحت تعرضهم لتسمم بمادة غريبة، وبعد تحسن حالتهما، تم السماح لهما بمغادرة المستشفى، لكن "رحمة" عادت مساءً وهي تعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة وصل إلى 40 درجة، مع فقدان الوعي وتهيج عصبي، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة فجر الثلاثاء.  

وتابع: أما "فرحة"، فقد ظهرت عليها أعراض صداع وهزال يوم الأربعاء، وكشفت التحاليل ارتفاعًا طفيفًا في إنزيمات الكلى، ما استدعى نقلها إلى مستشفى الإيمان العام بأسيوط لإجراء غسيل كلوي، لكنها توفيت بالمستشفى. 

 مبيد نادر والتشابه مع حالة البحيرة

بعد تعذر تحديد نوع السم بشكل واضح، تواصل إسماعيل مع زملائه في جامعتي عين شمس والإسكندرية، حيث لفتت الدكتورة نهاد حامد إلى تشابه الأعراض مع حالة سابقة في محافظة البحيرة، ليظهر أن المادة السامة هي "كلورفينبير"، وهي من المبيدات النادرة التي لا يتجاوز عدد المصابين بها عالميًا عدد أصابع اليد الواحدة.  

وأضاف إسماعيل، أن هذا المبيد لا يتأثر بالغليان، ويحتفظ بسميته حتى عند طهيه مع الطعام، مشيرًا إلى أن 100 ملليلتر منه يتم تخفيفها في 600 ملليلتر من الماء لاستخدامها في القضاء على الآفات الزراعية، على أن تُستخدم قبل الحصاد بفترة كافية لتتحلل بفعل نمو النبات.  

تحقيقات مستمرة وتداعيات صحية 

ما زالت التحقيقات جارية لمعرفة كيفية وصول المادة السامة إلى الأطفال، فيما تتابع الأجهزة الأمنية والنيابة العامة كل الاحتمالات، بما في ذلك احتمال التسمم العمد أو الخطأ. 

ومن جانبه، أكد “علي محمد”، عم الأطفال الـ 6 المتوفيين بقرية دلجا، أنه تم دفن الأطفال الـ3 بعد استخراجهم من قبرهم، للعرضهم على الطب الشرعي وأخذ عينات منهم.

search