انهيار وشيك لمساعي وقف الحرب على غزة.. وأمريكا تهدد

غزة - أرشيفية
عقب إعلان إسرائيل عن استدعاء وفدها التفاوضي من الدوحة، أطلق المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف رصاصة الرحمة على الآمال التي كانت معقودة على التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ نحو 22 شهرا ووضع حد لواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
ففي الوقت الذي سعت فيه إسرائيل لتصوير سحب وفدها على أنه خطوة في إطار مواصلة المشاورات، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تلك الخطوة جاءت بهدف التفاوض بشأن قضايا مصيرية بتنسيق مع جميع الأطراف وأن ذلك لا يعني انهيار المفاوضات، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مصدر وصفته بالمطلع أن عودة الوفد لا تدل على تطور إيجابي، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع العمليات البرية في القطاع.
وحاول منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيلي جال هيرش طمأنة عائلات الرهائن عبر التأكيد أن عودة الوفد التفاوضي تستهدف تبادل الآراء بشأن كيفية تقليص الفجوات في المفاوضات، موضحا أن الوفد ظل في الدوحة طيلة 18 يوما "قطعنا خلالها شوطا كبيرا نحو التقدم"، إلا أن ويتكوف كان أكثر وضوحا في تلخيص ما آلت إليه المفاوضات وفتح النار على حماس، واعتبر في انتقاد واضح لموقف الحركة أن ردها الأخير على مقترح وقف إطلاق النار "يظهر عدم رغبتها في التوصل لاتفاق بشأن غزة".
واتهم المبعوث الأمريكي حماس بأنها "لا تبدي حسن نية رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء"، مشددا على عزم الولايات المتحدة إنهاء هذا الصراع وتحقيق سلام دائم في غزة.
وختم ويتكوف كلماته بالتحذير بإنه يبحث عن "خيارات بديلة" لإعادة الرهائن ومحاولة تهيئة بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة، دون الكشف عن طبيعة تلك الخيارات.
في الأثناء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع اتهامه لحماس بطرح مواقف لا تتيح إحراز تقدم وأن الفجوات قائمة في جميع الملفات، إلا أنه أكد هو الآخر أنه "لا يوجد انهيار للمحادثات".
وكشف المصدر أن إسرائيل ربما ترسل وفدها مجددا إلى قطر عندما يكون هناك تقدم، "الوسيطان مصر وقطر أبديا نهجا نشطا واستباقيا وبذلا جهودا كبيرة جدا... كنا في نفس المبنى نحن وحماس حيث تنقل الوسطاء بين الأطراف ونقلوا المواقف المتبادلة... المفاوضات ستستمر رغم إطلاق النار".
وردا على اتهامات المبعوث الأمريكي لها بوضع العراقيل أمام المفاوضات، أكدت حماس أنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي "بكل مسؤولية ووطنية ومرونة عالية في مختلف الملفات" وأنها حرصت على التوصل إلى اتفاق "يوقف العدوان وينهي معاناة شعبنا في قطاع غزة".
وبينما حرصت حماس على التأكيد أن ردها الأخير لم يكن منفردا وأنه جاء "بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة" وأنها تعاطت بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقتها "بما يعكس التزاما صادقا بإنجاح جهود الوسطاء والتفاعل مع كل المبادرات المقدمة"، أعربت الحركة عن استغرابها لتصريحات المبعوث الأمريكي، مؤكدة حرصها على استكمال المفاوضات والانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار".
ووسط تلك الاتهامات ومحاولات التبرير، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه "إذا كانت حماس ترى في استعدادنا للتوصل إلى صفقة فرصة لفرض شروط استسلام تهدد إسرائيل فهي مخطئة وبشكل كبير".
على الجانب الآخر، رأى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أنه "قد حان الوقت لأن تقدم إسرائيل عرضا واضحا وعلنيا على الطاولة- إنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى وتعزيز كبير للمساعدات الإنسانية لسكان غزة وإنهاء حكم حماس... بإمكاننا ويجب علينا أن نطالب العالم بأسره بدعم مثل هذه الصفقة".
إلا أن مراقبين يرون أن تعثر المفاوضات هذه المرة يأتي في لحظات فارقة يمر فيها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمرحلة تاريخية تختلف عن جولاته السابقة في ظل متغيرات جيوسياسية وحالة استقطاب غير مسبوقة على الساحة الدولية.
وربما جاء تحديد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الخميس شهر سبتمبر/أيلول المقبل موعدا للاعتراف بالدولة الفلسطينية ليكشف عن مستوى الأزمة، حيث قوبل إعلانه بسيل من الانتقادات اللاذعة من جانب العديد من المسؤولين الإسرائيليين سواء في الحكومة أو المعارضة لدرجة ربما تشي بفصل جديد من فصول التوتر الفرنسي الإسرائيلي.
وانتقدت الولايات المتحدة بشدة إعلان ماكرون اعتزامه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واصفة الخطوة بأنها متهورة ومدمرة لجهود السلام.
وكتب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" يوم الخميس: "هذا القرار المتهور يخدم فقط دعاية حماس ويعوق السلام".
ويحوم شبح انهيار المفاوضات بشأن اتفاق ينهي حرب غزة في وقت تخيم فيه الانقسامات والحسابات المتداخلة على المواقف الدولية بدرجة يصعب معها توحيد الجهود للخروج من أزمة تهدد حياة نحو مليوني فلسطيني باتوا على شفا المجاعة.

الأكثر قراءة
-
كمين آخر الليل.. حكاية “يوسف” ضحية “غدر الصحاب” في المطرية
-
تفاصيل وفاة الأب بعد 3 أيام من رحيل أطفاله الستة بالمنيا
-
فوضى في سوق المحمول.. رسوم الهواتف المستوردة تشعل أزمة بين التجار والعملاء
-
كادت تطرده.. السفير الإسرائيلي يثير غضب الإمارات بـ"تصرف مشين" في أبو ظبي
-
لماذا دبي؟
-
بعد تصريحات مدبولي.. ما الفرق بين منصة الإيجار القديم و"مصر العقارية"؟
-
ماتوا ببطء.. مفاجأة صادمة في واقعة "أطفال المنيا"
-
قبل ما تسجل في تنسيق 2025.. قائمة الجامعات الحكومية والخاصة بالمحافظات

أخبار ذات صلة
فقدان 100 مليون دولار.. أين ذهبت أموال المتضررين من حرائق كاليفورنيا؟
26 يوليو 2025 08:41 ص
زيلينسكي: نحتاج 65 مليار دولار سنويًا لمواصلة الحرب ضد روسيا
26 يوليو 2025 08:31 ص
ترامب لأوروبا: نظّموا الهجرة قبل أن تختفوا
26 يوليو 2025 03:42 ص
إيهود باراك يطالب بعصيان مدني في إسرائيل
25 يوليو 2025 09:53 م
فرنسا والولايات المتحدة تقران خارطة طريق سوريا
25 يوليو 2025 07:38 م
موجة حر قياسية تعصف بالصين.. وتحذير من مخاطر غير مسبوقة
25 يوليو 2025 12:57 م
فرنسا توقف ملاحقة بشار الأسد قضائيًا
25 يوليو 2025 06:41 م
122 شهيدًا جراء التجويع في قطاع غزة
25 يوليو 2025 06:22 م
أكثر الكلمات انتشاراً