الإثنين، 04 أغسطس 2025

06:57 ص

كيف ظهر إرهابيو كليات القمة في السبعينيات؟.. خالد منتصر يجيب

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

كشف الدكتور خالد منتصر كواليس تغلغل الفكر الجهادي داخل كليات الطب المصرية، حيث تحول المتفوقون إلى رموز للتنظيمات المسلحة، وسط تسهيلات وصمت رسمي، حسب قوله. 

الفراغ بعد عبد الناصر والاحتماء بـ"الظهير الديني"

وأكد الدكتور خالد منتصر أن ما جرى لم يكن ليحدث لولا وجود قبول من السلطة السياسية وقتها، التي لجأت "حسب تعبيره"  إلى "الظهير الديني" كي تستمد منه القوة بعد تراجع المشروع القومي الناصري وهزيمته.

وأضاف منتصر، خلال لقائه الكاتب الصحفي محمد فودة في بودكاست “طب إيه؟” على "تليجراف مصر": "في هذه الفترة كانت هناك مغازلة صريحة للجماعة الإسلامية"، مشيرًا إلى أن النظام حاول إعادة بناء شرعيته على أساس ديني، بعد أن بدا أن الشعارات القومية فقدت جاذبيتها الجماهيرية.

من قصر العيني إلى رموز الجماعة

وكشف منتصر تفاصيل دقيقة حول صعود قيادات الجماعة الإسلامية داخل كليات الطب، مشيرًا إلى أن مستشفى قصر العيني كان مركزًا رئيسيًا لهذا التحول، حيث كان يسمح للمسجونين من جماعة الإخوان، أثناء نقلهم للكشف، بالتواصل مع الطلاب، وأبرز مثال على هذا عبد المنعم أبو الفتوح، الذي شهد تحوله الفكري أثناء مقابلاته داخل المستشفى مع أحد قادة الإخوان.

وأشار إلى أن عبد المنعم أبو الفتوح أصبح لاحقًا "القائد الروحي للجماعة الإسلامية للطلبة"، بعد مواجهته الشهيرة مع الرئيس الراحل أنور السادات في ندوة عامة.

كما تطرق إلى حلمي الجزار، الذي كان أمير الجماعة الإسلامية في كلية طب القاهرة، وكذلك عصام العريان، الذي أدى دورًا بارزًا ضمن نفس التيار.

سيد إمام.. الطالب المتفوق الذي أصبح أميرًا للجهاد

وسلّط خالد منتصر الضوء على شخصية سيد إمام، الذي وصفه بأنه أخطر من أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة السابق، مشيرًا إلى أنه لم يُدرس جيدًا رغم أنه لعب دورًا محوريًا في تأسيس الفكر الجهادي المنظم. 

وأوضح أنه تخرج في مدرسة المتفوقين في عين شمس، ثم التحق بكلية الطب، وتفوق حتى أصبح نائب جراحة، وهو منصب يتطلب مستوى عاليا من الكفاءة الطبية.

أشهر مسدس داخل السكن الطبي

وكشف منتصر حادثة خطيرة ارتكبها سيد إمام خلال فترة تدريبه في المستشفى، عندما أشهر مسدسًا داخل السكن الطبي بسبب خلاف شخصي، في واقعة كادت أن تتحول إلى جريمة قتل، لكنها مرت دون محاسبة، مما يكشف طبيعة الانعزال والانغلاق التي كان يعيشها.

وأشار إلى أن سيد إمام عاش معزولًا عن أسرته لسنوات داخل المدينة الجامعية، متفرغًا للحفظ والتفوق الأكاديمي، قبل أن يتحول تمامًا إلى الفكر الجهادي ويسافر إلى أفغانستان ثم السعودية، حيث أصبح "الأمير السري للجماعة"، وقاد لاحقًا أحد أكبر التنظيمات الجهادية.

"الإرهاب من الإسلام".. الكتاب الذي ألهم داعش

وتوقف منتصر عند أحد أخطر إنتاجات سيد إمام الفكرية، وهو كتاب "الإرهاب من الإسلام"، الذي وصفه بأنه "المانيفستو الحقيقي لتنظيم داعش"، مؤكدا أن الكتاب موجود على الإنترنت ويحتوي نصوصا فقهية وأسانيد دينية لا يستطيع كثير من العلماء الرد عليها، ما يجعله شديد الجاذبية للشباب. 

وأشار إلى أن الكتاب يخلو من أي محاولة للتجميل أو التلاعب بالمفاهيم، بل يعلن صراحة أن "الإرهاب من الإسلام".

وأضاف أن تأثير الكتاب يأتي من قدرته العالية على الصياغة وجمع المراجع، مما يمنح خطابه الديني قوة موجهة نحو العقول الشابة، ويجعل منه مرجعًا خطيرًا في مسار التطرف الفكري.

الظواهري.. الطبيب الأنيق الذي اختار السلاح

واختتم الدكتور خالد منتصر حديثه بمقارنة بين الفقر كعامل محفز للتطرف، ونشأة قادة كأيمن الظواهري في بيئات ثرية ومثقفة، فأيمن الظواهري، وُلد في عائلة طبية معروفة، ونشأ في حي المعادي الراقي، وتلقى تعليمًا متميزًا جعله يتقن اللغة الإنجليزية، حتى أنه كان المتحدث الوحيد باسم المتهمين في قضية اغتيال السادات أمام وسائل الإعلام الأجنبية.

وأوضح أن الظواهري انضم إلى التنظيمات الجهادية في سن الخامسة عشرة، وعُثر في عيادته على كتب عن تكتيكات الاغتيالات، ما يدل على انخراطه المبكر والمنظم في العمل المسلح. 

كما أوضح أن عائلته من جهة الأم تنتمي إلى أسرة عزام المعروفة، والتي خرج منها أول أمين عام لجامعة الدول العربية.

search