الإثنين، 04 أغسطس 2025

07:04 م

بأمر النيابة.. تشميع منزلي والد "أطفال المنيا" بعد وفاتهم بمبيد حشري

أطفال دلجا

أطفال دلجا

المنيا- زينه الهلالي

A .A

قررت النيابة العامة تحت إشراف المستشار محمد أبو كريشة، المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، تشميع منزلي “ناصر محمد”، والد الأطفال المتوفين، شمل ذلك منزلي الزوجتين الأولى والثانية، لحين الانتهاء من التحقيقات وكشف ملابسات الواقعة. 

يأتي ذلك في إطار التحقيقات الجارية حول وفاة ستة أطفال وزوجهم في قرية دلجا بمركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا، بسبب التسمم بمبيد حشري.

تضارب أقوال الأم واتخاذ إجراءات احترازية

كشفت التحقيقات، تضارب في أقوال الأم، “أم هاشم أحمد” (40 عامًا)، خلال استجوابها حول ظروف وفاة أطفالها وزوجها، حيث ذكرت في البداية أنها تناولت معهم نفس الوجبة دون أن تظهر عليها أي أعراض، إلا أن الفحوصات أكدت إصابة الضحايا بالتسمم بمبيد حشري.  

وبناءً على تقرير طبي، قررت النيابة، إيداع الأم بمستشفى العباسية للصحة النفسية لمدة 30 يومًا، بعد ثبوت معاناتها من اضطرابات نفسية وعقلية تجعلها تشكل خطرًا على نفسها والآخرين.

وأشار مصدر قضائي، إلى أنها سبق أن خضعت للعلاج النفسي خلال فترة طلاقها، إلا أن شقيقيها رفضا استكمال علاجها، مما دفع النيابة للتدخل. 

تحقيقات موسعة وتقارير طبية حاسمة 

أثبت تقرير الطب الشرعي، أن الوفيات نجمت عن تسمم بمادة "كلورفينابير" (Chlorfenapyr)، وهي مادة كيميائية تستخدم في مكافحة الآفات الزراعية والدواجن، وتبين وجود آثار المادة السامة في بقايا الطعام بمعدة الضحايا، مما عزز فرضية التسمم العمدي.  

كما استمعت النيابة، لشهادة "زوجة الأب الثانية"، التي أكدت أنها كانت ترعى أطفالها الخمسة خلال فترة طلاق الأم، قبل أن تعود الأخيرة إلى الزوج بعد عيد الفطر الماضي.

وأشارت الأم، إلى أن الخبز الذي تناوله العائلة كان مرًّا، وأن زوجة الأب هي من أحضرته، بينما نجا الجد والجدة من التسمم رغم تناولهما من نفس الخبز.  

تحريات أمنية مكثفة وتتبع مصادر المبيد الحشري

تواصل إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن المنيا، تحرياتها حول علاقات المزارع المتوفي وصراعاته الأسرية، تتبع مصادر المبيد الحشري المستخدم، خاصة في مزارع الطماطم والدواجن بمنطقتي ديرمواس وسمسطا (مسقط رأس الزوجة الأولى)، بالإضافة إلى فحص السجل النفسي للأم وتحركاتها قبل الواقعة.  

ردود أفعال العائلة 

من جانبه، أعرب عم الأطفال، علي محمد، عن صدمته من الواقعة، مؤكدًا أن العائلة لم تُبلغ سوى مؤخرًا بإيداع الأم في المستشفى النفسي، دون توضيح تفاصيل حالتها.  

ما زالت التحقيقات مستمرة لكشف كل التفاصيل، بينما تنتظر النيابة العامة نتائج التحريات النهائية قبل إعلان الاتهامات الرسمية.

search