إسرائيل "النووية" تخشى أضواء الكاميرات.. رُفعت الأقلام وجفت الصحف

الصحفي أنس الشريف وزميله محمد قريقع
على مدى عقود، تعرض الصحفيون الفلسطينيون، للاستهداف والاغتيال على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، خاصة مع القيود على الإعلام الأجنبي، ما جعل الصحفيين المحليين الشهود الرئيسيين للأحداث عرضة لاعتداءات متكررة، ورغم الإدانات الدولية، يستمر هذا النمط بهدف طمس الرواية الفلسطينية.

غسان كنفاني
وُلد غسان كنفاني في 9 أبريل 1936، ونشأ في أسرة وطنية كان والده، المحامي محمد فايز عبدالرزاق، منخرطاً في النضال ضد الاحتلالين الفرنسي والبريطاني وضد سياسة هجرة اليهود إلى فلسطين، ما أدى إلى اعتقاله عدة مرات.
وبعد نكبة 1948، لجأت عائلته إلى لبنان، ثم انتقل كنفاني لاحقاً إلى الكويت للعمل في التدريس قبل أن يتجه إلى الصحافة، شغل منصب رئيس تحرير عدة صحف ومجلات، أبرزها جريدة المحرر اللبنانية وصحيفة الهدف الناطقة باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. كتب نحو 18 مؤلفاً في الأدب والسياسة، تُرجمت إلى أكثر من 20 لغة، وكان من أبرز الأصوات المدافعة عن القضية الفلسطينية.
في 8 يوليو 1972، اغتاله جهاز الموساد الإسرائيلي في بيروت عبر تفجير سيارته من طراز "أوستن 1100"، ما أدى إلى استشهاده مع ابنة شقيقته لميس نجم البالغة 17 عاماً.
جاء الاغتيال في سياق حملة انتقامية إسرائيلية، حيث اعتبرت تل أبيب، أن كنفاني من الشخصيات المؤثرة التي يجب تصفيتها بسبب نشاطه السياسي وأثره الكبير في دعم القضية الفلسطينية على الصعيدين الثقافي والإعلامي، وفقًا لقناة "العربية".

ناجي العلي
ناجي العلي رسام كاريكاتير فلسطيني اشتهرت أعماله بتجسيد الوضع الفلسطيني والعربي، وانتقاد الأوضاع السياسية في العالم العربي وسياسات المجتمع الدولي، مع تركيز خاص على القضية الفلسطينية ومعاناة شعبه تحت الاحتلال.
وتُعد "حنظلة" أبرز شخصية ابتكرها ناجي العلي والتي ظهرت للمرة الأولى عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، وأصبحت رمزًا لمواقفه الوطنية.
وُلد العلي عام 1937 في قرية الشجرة بين طبريا والناصرة، ونزح مع أسرته إلى لبنان بعد نكبة 1948، حيث عاش في مخيم عين الحلوة، اكتشفه الكاتب غسان كنفاني ونشر له أول أعماله عام 1961، ثم عمل في الكويت ولبنان ولندن في عدد من الصحف البارزة.

في 22 يوليو 1987، أطلق شاب، النار على ناجي العلي في لندن، فأصيب برصاصة تحت عينه اليمنى ودخل في غيبوبة استمرت حتى وفاته في 29 أغسطس1987. دُفن ناجي في مقبرة "بروك وود" الإسلامية في لندن، وبقيت قضيته كأحد أبرز الاغتيالات الإسرائيلية للصحفيين الفلسطينيين.

ياسر مرتجى
ياسر مرتجى كان شابًا فلسطينيًا مليئًا بالحياة والطاقة، ولد في حي الرمال في 31 أكتوبر 1987، درس الثانوية في غزة وتخرج ببكالوريوس المحاسبة، لكنه اتجه بشغفه نحو التصوير الصحفي.
وأسس مرتجى شركته الخاصة عام 2012، وعُرف بحبه لنقل صورة غزة المحبة للحياة والمليئة بالأمل إلى العالم، رغم الظروف الصعبة، بعد وفاة والده عام 2013، واجه تحديات كبيرة، لكنه استمر في عمله الصحفي والإنساني، ليصبح مثالاً في المهنة والعطاء.
خلال تغطيته لفعاليات “مسيرة العودة الكبرى” في يوم الأرض عام 2018، كان المصوّر الصحفي يوثق بعدسته الاحتجاجات المندلعة في خان يونس يوم 6 أبريل، وبينما كان المتظاهرون يشعلون الإطارات فتغمر المنطقة سحب كثيفة من الدخان الأسود، استهدفه قناص إسرائيلي برصاصة أصابته في البطن، وفق تقرير وزارة الصحة الفلسطينية، رغم ارتدائه سترة واضحة كتب عليها “صحافة” للتعريف به كإعلامي.
وأصيب خلال ذلك اليوم، سبعة صحفيين فلسطينيين آخرين، ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولي الصحة، أن الرصاصة الحية اخترقت جانبًا من بطنه، قبل أن يفارق الحياة لاحقًا متأثرًا بجراحه في المستشفى.

شيرين أبو عاقلة
شيرين أبو عاقلة، صحفية فلسطينية بارزة وُلدت في القدس في يناير 1971، درست الهندسة المعمارية في الأردن قبل أن تتجه إلى دراسة الصحافة والإعلام بجامعة اليرموك، عادت إلى فلسطين بعد تخرجها وعملت في عدة مؤسسات إعلامية، قبل أن تنضم عام 1997 كمراسلة لإحدى القنوات الفضائية.
على مدى 25 عامًا، غطّت أبو عاقلة أحداثاً مفصلية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، منها انتفاضة عام 2000، والاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطولكرم عام 2002، إضافة إلى الغارات والعمليات العسكرية على غزة. كانت أول صحفية عربية تدخل سجن عسقلان عام 2005 للقاء الأسرى الفلسطينيين، وظلت طيلة مسيرتها الصحفية هدفاً دائماً للاتهامات الإسرائيلية ومخاطر الميدان.
في صباح 11 مايو 2022، وخلال تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين، أُصيبت شيرين أبو عاقلة برصاصة في الرأس رغم ارتدائها سترة الصحافة التي تميزها كمراسلة ميدانية، أعلن خبر إصابتها ثم وفاتها بعد دقائق.

إبراهيم لافي
استشهد المصور إبراهيم لافي، العامل في مؤسسة "العين ميديا"، في السابع من أكتوبر، إثر إصابته برصاص عند معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، نعاه الصحفي رشدي سراج بكلمات مؤثرة قائلاً: "رحل ساعدي.. رحل إبراهيم، عاش رجلاً ومات رجلاً، وكانت أخلاقه أخلاق الرجال، يحزنني فراقك ويحزنني غيابي عنك وعن وداعك". لكن الحزن لم يدم طويلاً بين الصديقين، إذ لحق سراج برفيقه بعد أقل من أسبوع، عندما استشهد في غارة إسرائيلية، وفقًا لشبكة "بي بي سي".

محمد الصالحي
استشهد محمد الصالحي، المصور الصحفي في وكالة أنباء "السلطة الرابعة"، في السابع من أكتوبر، إثر إصابته بالرصاص قرب أحد مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة.
ونشرت زوجة الصالحي، عبر فيسبوك صورته وهو مُكفن. ووصفت شعورها عند تلقي خبر استشهاده بقولها: "لم يكن خبر استشهادك هينًا عليّ، كان كسرة في قلبي ونهاية لحياتي، حينها ناديتك لتأخذني بين ذراعيك وتهدئ من روعي، لكنك ولأول مرة لم تُجب ندائي".

أحمد شملخ
استشهد أسعد أشملخ، وهو صحفي مستقل، في الثامن من أكتوبر، في غارة جوية إسرائيلية جنوبّي قطاع غزة، مع تسعة من أفراد عائلته.

بلال جاد الله
استشهد بلال جاد الله الذي كثيرا ما وُصف جاد الله بأنه " الأب الروحي للصحافة الفلسطينية، ومدير مؤسسة بيت الصحافة- فلسطين، وهي مؤسسة غير ربحية تدعم تطوير وسائل الإعلام الفلسطينية المستقلة، في سيارته في غزة في قصف إسرائيلي.
وقالت شقيقة جاد الله لـ"رويترز"، إنه كان متجها إلى الجنوب من مدينة غزة لكنه قتل بقذيفة دبابة إسرائيلية في حي الزيتون.
وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إنها تعتقد أن جاد الله ربما تعرض لاستهداف متعمد من قبل القوات الإسرائيلية.

رشدي السراج
استشهد الصحفي الفلسطيني رشدي السراج، في غارة إسرائيلية استهدفت مدينة غزة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وكان السراج يعمل منسقًا ومترجمًا للصحفيين الأجانب في إذاعة "راديو فرنسا" الوطنية العامة، حيث تعاون مع مراسليها منذ مايو 2021، وفق ما ذكرته الإذاعة الفرنسية.
وأضافت "وفا" أن الغارة أصابت منزلًا في الجزء الشمالي من مدينة غزة، ما أسفر عن إصابة عدد من أفراد عائلته، الذين نُقلوا إلى مستشفى الشفاء، بينما أوضح "راديو فرنسا" أن زوجته وابنته البالغة عامًا واحدًا بين الجرحى.

إسماعيل الغول
إسماعيل الغول ولد في يناير 1997، وهو صحفي ومراسل فلسطيني، ويعد من أبرز الإعلاميين الذين وثقوا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
في مساء 31 يوليو 2024، اغتال الجيش الإسرائيلي الغول إلى جانب زميله المصوّر رامي الريفي، عبر قصف استهدفهما في مدينة غزة، وذلك بعد فترة قصيرة من تغطيتهما لاغتيال إسماعيل هنية في إيران، من أمام منزل الأخير المدمّر في القطاع.
قبل ساعات من اغتياله، ظهر الغول في بث مباشر، وعلى الرغم من التزامه بتحذيرات القصف الإسرائيلي وارتدائه سترة الصحافة، لاحقته طائرة مسيّرة إسرائيلية أثناء تنقله مع زميله، وأطلقت صاروخًا موجّهًا نحو سيارتهما، ما أسفر عن مقتلهما على الفور في موقع الاستهداف.

أنس الشريف
أنس جمال محمود الشريف، ولد في ديسمبر 1996، وهو صحفي فلسطيني من مخيم جباليا عمل مراسلًا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تلقى تعليمه في مدارس الأونروا ووزارة التربية والتعليم، تخرج عام 2018 من جامعة الأقصى بتخصص الإذاعة والتلفزيون.
وتعرض الشريف، للتهديد من الاحتلال بسبب تغطيته للأحداث، فقد والده في قصف إسرائيلي استهدف منزل العائلة في عام 2023.
في مساء 10 أغسطس 2025، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية، خيمة صحفية مقابل مجمع الشفاء الطبي، ما أدى إلى استشهاد الشريف والصحفي محمد قريقع والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، بينما كانوا يمارسون عملهم الصحفي.

الأكثر قراءة
-
أسعار الحديد والأسمنت اليوم الاثنين 11 أغسطس 2025
-
رغم إخلاء سبيله.. لماذا "شاكر محظور" محبوس 15 يومًا؟
-
"مش ندمانة".. اعترافات صادمة لسيدة أنهت حياة زوجها في سوهاج
-
في "بيان حاسم".. محافظ المنيا ينهي جدل أزمة مدير مدرسة "أشروبة"
-
مطلق ويعيش مع والده الكفيف.. "لام شمسية" جديدة تتكرر بالدقهلية ضد 4 صغار
-
بعد غلق تسجيل الرغبات.. موعد ظهور نتيجة تنسيق المرحلة الثانية 2025
-
كل ما تريد معرفته عن الشهادات البلاتينية بالبنك الأهلي
-
من أمنية لمبادرة كبرى.. كيف جاءت فكرة "زاد العزة من مصر لغزة"؟

أخبار ذات صلة
لقاء ترامب بوتين في ألاسكا.. معلومات عن مدينة "أنكوريج" محتضنة القمة
11 أغسطس 2025 07:21 م
نتنياهو ينفي المجاعة في غزة.. صور تفضح أكاذيبه
11 أغسطس 2025 07:09 م
إسرائيل تلغي عمليات الإنزال الجوي لمساعدات غزة
11 أغسطس 2025 03:28 م
نقابة الصحفيين الفلسطينية: أنس الشريف خاطبنا قبل اغتياله بهذه الرسالة
11 أغسطس 2025 01:26 م
أكثر الكلمات انتشاراً