الثلاثاء، 19 أغسطس 2025

10:27 ص

دبلوماسية الاستعراض في قمة ألاسكا

في أجواء مشحونة بالترقب، اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في أنكوريج – ألاسكا يوم 15 أغسطس 2025، في لقاء هو الأول من نوعه منذ سنوات على الأراضي الأمريكية.

القمة التي عُقدت في قاعدة عسكرية محصّنة حملت وعودًا كبيرة بتبريد الأزمات العالمية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، لكنها انتهت بلا نتائج ملموسة، لتضيف حلقة جديدة إلى سلسلة لقاءات “العناوين العريضة” الخالية من الاتفاقات الجوهرية.

مشهد استعراضي مبهر

ترامب استقبل بوتين بمراسم بروتوكولية مبهرة: سجاد أحمر، استعراض عسكري، وصور التقطتها الكاميرات لزعيمين يتبادلان الابتسامات والمجاملات. بدا الرئيس الأمريكي مصممًا على تقديم القمة كاختراق دبلوماسي كبير، بينما وجد بوتين في الدعوة فرصة ثمينة لكسر العزلة الغربية وإظهار نفسه كلاعب لا يمكن تجاوزه.

الجوهر: لا وقف للنار ولا اتفاق

لكن خلف هذا المشهد، لم يُحرَز أي تقدم في الملفات الجوهرية. لم يتفق الطرفان على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، ولم تُطرح آلية واضحة لإنهاء الحرب. ترامب أعلن أن اللقاء حقق “تقدمًا جيدًا” من دون أن يحدد ماهيته، في حين شدد بوتين على أن أي حل لا بد أن يتعامل مع “جذور الأزمة”، في إشارة إلى توسع الناتو والاعتراف بمصالح روسيا في شرق أوكرانيا.

بوتين: المنتصر الرمزي

المحللون رأوا أن بوتين خرج منتصرًا رمزيًا من القمة. مجرد ظهوره في الولايات المتحدة وعقد لقاء متكافئ مع الرئيس الأمريكي أعطاه جرعة دبلوماسية قوية. بينما بدا ترامب في موقع المضيف الذي لم يحقق ما وعد به، تاركًا وراءه أسئلة أكثر من الإجابات.

أوروبا وكييف: قلق أكثر من ارتياح

القمة لم تزرع الطمأنينة في كييف أو العواصم الأوروبية. على العكس، هناك تخوفات من أن يكون ترامب بصدد تقديم تنازلات مستقبلية قد تضعف الموقف الغربي الموحد ضد موسكو. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أُشير إلى احتمال مشاركته في لقاء ثلاثي، لم يتلقَ أي تأكيد رسمي حول دوره في المفاوضات المقبلة.

خلاصه القول

قمة ألاسكا كانت عرضًا دبلوماسيًا أكثر منها محطة مفصلية في النزاع الدولي. ترامب سعى لإظهار نفسه كصانع سلام، وبوتين استغل المنصة ليظهر قوته السياسية، لكن على أرض الواقع لم تتغير المعادلات. النتيجة: استعراض إعلامي كبير، بلا إنجازات عملية

search