الأحد، 17 أغسطس 2025

10:31 م

3 صدمات تواجه ابن تيمور تيمور.. استشاري نفسي يوضح

مدير التصوير تيمور تيمور مع نجله

مدير التصوير تيمور تيمور مع نجله

إسراء أحمد

A .A

خيّم الحزن على الوسط الفني ووسائل التواصل الاجتماعي، بعد صدمة وفاة مدير التصوير تيمور تيمور، خلال إنقاذ نجله من الغرق، إذ نعاه كثيرون بعد وفاته، مشيرين إلى أن نجله الصغير سيعاني من صدمات نفسية بعد الوفاة قد يعيش بها طوال حياته.

موقف بطولي أنقذ ابنه من الغرق

وصف المتابعون موقف تيمور تيمور بأنه بطوليًا أثار احترام الجميع، لكن خلف هذه البطولة جرح لا يلتئم، وهو شعور عميق بالذنب من قبل الصغير محمود، بأنه السبب في موت أبيه، فهو يمر حاليًا بـ3 صدمات نفسية، الأولى صدمته من معاناته وهو يغرق ومن رهاب البحر، والثانية عندما رأى والده وهو يموت أمام عينيه، والصدمة الثالثة أنه سيحمل نفسه مسؤولية وفاة والده.

تلك الصدمات ستشكل حياة الطفل مسببة سلسلة من الألم النفسي، كما قد يعيش متحطمًا من الداخل، يطارده رهاب الموت، يسيطر عليه القلق والتوتر المستمر، ويشعر أنه فقد ظهره وسنده، كلما خطر له احتمال أن تفقده أمه أيضًا، كما سوف يزداد خوفه وانشغاله العقلي.

تيمور تيمور مدير التصوير 

وفي هذا السياق، قال استشاري الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي، إن الطفل خلال الأشهر الثلاثة الأولى سوف يعاني من متلازمة الإجهاد العصبي والنفسي، فلن يكون قادرًا على التركيز، وسوف يتراجع مستواه الدراسي، ويسيطر عليه الخوف من المجهول. 

الدكتور وليد هندي أستشاري الصحة النفسية 

أفكار تظهر في ذهن الولد

وأضاف هندي، خلال حديثه لـ"تليجراف مصر"، أنه سوف تأتيه أفكار اقتحامية مؤلمة، مثل أن يرى البحر، أو الناس ذاهبين إلى الصلاة، أو يجلس في اجتماع أولياء الأمور فلا يجد والده بينهم، وأيضًا المناسبات الدينية كالعيد ورمضان سوف تتحول إلى استدعاء دائم للألم النفسي.

وتابع بأنه مع مرور الوقت، سوف يبدأ الاكتئاب طويل الأمد يسيطر عليه وينعزل عن الناس، وسوف يخاف من مواجهة المجتمع، كما قد يشعر بوحدة ثقيلة لا تفارقه.

وزاد هندي بأن الأصعب من كل ذلك هو الشعور بالذنب العميق، وفي كل مرة سوف تحتاج الأم من الطفل الصغير قضاء أمرًا ما كان يتولى والده تنفيذه، هنا سوف يتجدد الجرح لديه، وتعود صورة الأب حاضرة، ومعها ينهش قلبه الشعور القاسي بالذنب.

ونصح هندي بضرورة البدء في عمل برنامج دعم نفسي لتخفيف التوتر والاكتئاب بعد فقدان الأب، والبداية تـأتي من خلال الدعم الأسري المباشر في الفترة الأولى، منها أن ينام الطفل بجوار الأم، وليس بمفرده، ولا ينام في غرفة مظلمة، ويترك باب الغرفة مفتوحًا حتى يشعر بالأمان.

ومن ضمن الأمور الواجب اتباعها مع الطفل في هذه المرحلة، التحدث معه باستمرار، لأن ذلك يفتح حوارًا مطمئنًا وتقول له: "أبوك كان بيحبك جدًا. انت شبهه، انت الظهر والسند. كان نفسه يشوفك راجل وتكمل المسيرة".

القلب أكثر عرضة لإصابة

وأكد الدكتور هندي احتمالية إصابة الطفل بـ النوبة القلبية، والتي تزيد 21 مرة في الساعات الأولى بعد تلقي خبر الوفاة، كما أشار إلى أنه بعد مرور أسبوع من الوفاة، تظل النسبة مرتفعة لتصل إلى 6 أضعاف المعدل الطبيعي.

وأوضح أنه من المؤكد معاناة الطفل من أعراض تشبه الذبحة الصدرية، لكنها في الحقيقة مرتبطة بما يسمى متلازمة القلب المنكسر، وهي متلازمة من أشهر الاضطرابات الجسدية الناتجة عن الحزن العميق، وفيها يشعر المصاب بألم شديد في الصدر وضيق في التنفس، ويظن أنها أزمة قلبية، بينما هو انعكاس مباشر للضغط النفسي الحاد الذي يمر به نتيجة الفقدان.

الدعم النفسي 

وأوضح هندي أنه يجب منع العبارات السلبية مثل: "يا ابني متزعلش" أو "انسى الموضوع"، لأنها تزيد من الضغط النفسي عليه، كما يجب تقليل التعامل المباشر مع معارف الأب أو جيرانه في البداية، لأنهم قد يثيرون جروحًا عاطفية بغير قصد.

الطفل ووالدة تيمور 

وشدد هندي على توفير جو أسري هادئ بعيدًا عن الاستعراضات العاطفية الكبيرة، كما يجب دمجه في أنشطة مدرسية ودعم التواصل مع المدرسة لعمل تكريم رمزي له باسم والده، ما يعزز شعوره بالفخر بدلًا من الذنب.

الدعم الديني والإرشادي

الاستعانة بالجانب الإيماني، والتذكير بأن الموت قدرًا لا مفر منه، وكل إنسان له أجل مكتوب، بجانب ذلك عليه الاشتراك في الأعمال الصالحة والصدقة على روح الأب.

ومن جانبه، أضاف الدكتور هندي أنه يفضل تربية حيوان أليف قطة أو كلب، ليكون مصدرًا للحنان ويساعده على تكوين علاقة عاطفية إيجابية، متابعًا بأن زراعة نبات في البيت أمر جيد، فهو يغذي فيه كلما نظر إليه الشعور بالنمو والأمل.

وأشار إلى أنه يجب على الأم التحدث مع المدرسة بأن تعمل على تنفيذ برنامج تدريبي بها لمواجهة الألم النفسي وبناء مهارات الصلابة لديه، وإشراكه في أنشطة رياضية أو فنية، كالرسم، الموسيقى، أو الكتابة، لتفريغ المشاعر السلبية.

المتابعة النفسية لحالة الطفل 

ونبه الدكتور هندي بضرورة عرض الطفل على أخصائي نفسي لمتابعة الأعراض، لأنه سوف يظهر عليه رهاب الموت، القلق، مع تقييم دوري لمستواه الدراسي ونفسيته في أول 3 أشهر، كذلك وضع خطة متابعة طويلة المدى.

وأفاد بأن الأبحاث العلمية أثبتت أن مجرد تلقي خبر وفاة شخص قريب يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي بشكل ملحوظ، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للالتهابات والأمراض مثل نزلات البرد، الإنفلونزا، حتى الصداع بأنواعه المختلفة يصبح أكثر شيوعًا، والقلق المزمن والاكتئاب.

دراسة ميدانية تكشف حجم الخطر 

واختتم بأنه أجريت دراسة على 240 شخصًا فقدوا أطفالهم، حيث اتضح أنهم أصيبوا خلال السنة الأولى فقط بـ404 حالة مرضية، أغلبها أمراض حادة متصلة بجهاز المناعة والقلب والجهاز العصبي.

search