الخميس، 28 أغسطس 2025

04:04 م

"الإعصار الملحي".. أكبر عملية تجسس صيني على 80 دولة وطال مكالمات لـ ترامب

تفاصيل جديدة عن عملية التجسس الصينية الإعصار الملحي

تفاصيل جديدة عن عملية التجسس الصينية الإعصار الملحي

كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، تفاصيل جديدة متعلقة بأوسع عملية تجسس إلكترونية صينية على الإطلاق، والمعروفة باسم "الإعصار الملحي" أو Salt Typhoon، والتي استهدفت أكثر من 80 دولة حول العالم، وطالت نحو 600 شركة في مختلف القطاعات، متجاوزة بذلك حدود التجسس التقليدي، وفقًا لما نقلته موقع نايل ون للأخبار.

عمليات التجسس الصينية طالت مكالمات لـ ترامب

ووفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن هذه الحملة الاستخباراتية الضخمة لم تقتصر على الشركات فحسب، بل طالت أيضًا المكالمات الهاتفية الخاصة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويأتي هذا بجانب اعتراض بيانات حساسة تخص عملاء أمريكيين وأجهزة  خاصة بجهات إنفاذ القانون ومعلومات تقنية دقيقة عن الشبكات، يمكن أن تُستخدم في شن هجمات سيبرانية مستقبلية.

وتشير التحقيقات إلى أن عملية سولت تيفون، تعود بداياتها إلى عام 2019 على الأقل، غير أن السلطات الأمريكية لم تتمكن من كشفها سوى في العام الماضي، ما أتاح لعناصر مرتبطة بالاستخبارات الصينية الحصول على كميات هائلة من البيانات والاتصالات.

سولت تيفون.. أخطر انتهاكات التجسس الإلكتروني بأمريكا

من جانبه، قال كبير مسؤولي الأمن السيبراني في الـFBI، بريت ليذرمان، إن حجم الاختراق مكّن الجواسيس الصينيين من مراقبة الاتصالات الخاصة لمواطنين أمريكيين وتتبع تحركاتهم داخل البلاد وخارجها.

وأضاف أن "المتسللين تمكنوا على الأرجح من الوصول إلى أكثر من مليون سجل مكالمة، واستهداف المكالمات الهاتفية والرسائل النصية لأكثر من 100 مواطن أمريكي"، مشيرًا إلى أن هذه العملية تعد من أخطر انتهاكات التجسس الإلكتروني التي شهدتها الولايات المتحدة.

وصول المخترقين إلى أنظمة حكومية حساسة

وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن قلق بالغ إزاء جانب آخر من العملية، إذ تمكن المخترقون من الوصول إلى أنظمة حكومية حساسة تتعلق بطلبات التنصت القانونية على شبكات الاتصالات، ما وصفه ليذرمان بأنه "ناقوس خطر يُطال كل الأمريكيين".

وأوضح المسؤول الأمني أن هذه الحملة الواسعة سمحت للصين بإنشاء صورة استخباراتية شاملة عبر جمع بيانات من دول متعددة بدلًا من الاكتفاء بتركيز الهجمات على دولة واحدة، وهو ما يمنح بكين قدرة غير مسبوقة على ربط المعلومات وتحليلها بشكل معمق.

شركات اتصالات أمريكية كبرى كانت في صلب الاستهداف

ووفق ما ورد في الصحيفة، فإن شركات الاتصالات الأمريكية الكبرى كانت في صلب الاستهداف، حيث أعلنت شركة "فيريزون" مطلع العام الجاري، أن إحدى "جهات التهديد المرتبطة بدولة" نجحت في اختراق شبكتها، لكنها تمكنت من احتواء الموقف سريعًا.

كما أكدت شركة "إيه تي آند تي" أن الصين حاولت استهداف عددًا محدودًا من الأفراد محل اهتمام أمني واستخباراتي، فيما أعلنت شركة "تي-موبايل" أنها رصدت محاولات اختراق، لكن أنظمة الحماية لديها تصدت لها بكفاءة ومنعت أي تسريب للمعلومات.

تعرض 600 شركة أمريكية لمحاولات اختراق الكتروني

وبحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد تم إخطار نحو 600 شركة أمريكية بتعرضها لمحاولات تجسس في إطار "الإعصار الملحي"، لأسباب مختلفة تتعلق بعلاقاتها التجارية أو ثغرات في أنظمتها الأمنية. 

وأشار التقرير إلى أن بعض الدول شهدت اختراقات مباشرة لشبكات الاتصالات، بينما في دول أخرى لا تزال درجة الوصول إلى البيانات غير واضحة.

هجمات سولت تيفون تهديد عالمي لا يمكن الإستهانة به

وشدد ليذرمان في ختام تصريحاته على أن هذا النوع من الهجمات "يمثل تهديدًا عالميًا لا يمكن الاستهانة به"، مؤكدًا أن اتساع نطاق العملية يعكس مستوى متقدمًا من التنظيم والتخطيط لدى الجهات الفاعلة المدعومة من الصين.

search