السبت، 13 سبتمبر 2025

01:34 م

تخفيض التنسيق الأمني مع إسرائيل.. هل تتجه مصر لتجميد "كامب ديفيد"؟

الحدود بين مصر وإسرائيل

الحدود بين مصر وإسرائيل

كشف مصدر مسؤول أن مصر خفضت التنسيق الأمني مع إسرائيل، في خطوة جديدة من تراجع العلاقات بين البلدين، إثر الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة، والتي كان آخرها الهجوم على الدوحة ومحاولة تصفية وفد حماس المفاوض داخل العاصمة القطرية، وذلك حسبما ذكرت “العربية”.

قطع علاقات تدريجي ودلالاته على “كامب ديفيد”

“قطع علاقات تدريجي” بتلك الكلمات وصفت سارة كيرا، رئيسة المركز الأوروبي الشمال أفريقي للدراسات، خطوة مصر بخفض التنسيق الأمني مع إسرائيل، مبينة أن الأخيرة تخطت اتفاقية كامب ديفيد وخاصة الملحق الأمني لها عندما احتلت محور صلاح الدين “فيلاديفيا”، وردًا على ذلك قامت مصر بتسليح المنطقة “ج”.

وأكدت كيرا، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أنه كان هناك تنسق أمني وسياسي مع إسرائيل بموجب كامب ديفيد، ولكن تخفيض التنسيق الأمني يعتبر الآن مرحلة من مراحل قطع العلاقات بين البلدين، وذلك يضاف إلى تخفيض التنسيق السياسي لأنه لا يوجد لتل أبيب سفير بالقاهرة، بعد عدم اعتماد سفير جديد حتى الآن.

وأضافت كيرا، أن مصر اعتبرت الضربة الإسرائيلية على الدوحة بمثابة تعدٍ على سيادة الدول العربية، وتهديد الذي أصبحت تشكله إسرائيل على المنطقة، لا سيما بعد توجيه ضربات لدول ليست في حالة حرب معها.

وأوضحت رئيسة المركز الأوروبي الشمال أفريقي للدراسات، أن إسرائيل أصبحت تمثل تهديدا للأمن القومي المصري على الحدود المصرية، مع خطر تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وجاءت الضربة الأخيرة ضد قطر ليتعدوا على سيادة دولة عربية ويخرج الأمر عن حدود غزة وفلسطين.

الاعتداء على الوسطاء في مفاوضات وقف إطلاق النار

وأشارت كيرا، إلى أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو حجته الرئيسية القضاء على حماس وانتهك سيادة الدول العربية بتلك الحجة، لافتة إلى أن أول تفسير لتلك الخطوة أنه يقتل أي فرصة تفاوض لإيقاف الحرب في غزة، والثاني أن إسرائيل اعتدت على دولة وسيط مثلها مثل مصر في المفاوضات مع حماس، مما جعل مصر تتخذ هذه الخطوة لأنها الوسيط الآخر في التفاوض.

ولفتت إلى أن الخطوة المصرية صورة من صور التضامن مع قطر، وإعلان شكل من أشكال عزلة إسرائيل التي تتزايد حاليًا في العالم، ورد على عملية قتل أي فرص للوساطة لإيقاف الحرب، مما يفرغ التنسيق بين الدولتين من محتواه، وهو ما يعني أنه يمكن أن ننتقل إلى حالة حرب في أي مرحلة لاحقة.

وأردفت أن خفض التنسيق الأمني، هي رسالة مصرية أنها لن تلعب دور الوساطة في المفاوضات نظرًا لاعتداء تل أبيب على الدول الوسيطة وانتهاك سيادتها.

شكل من أشكال الامتعاض الدبلوماسي

“رد طبيعي على إسرائيل”، هكذا وصف طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، خفض التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل، خاصة بعد تجاوز إسرائيل كل الخطوط الحمراء، ورغم أن مصر متمسكة بخيار السلام إلا أن هذا الاعتداء غير الواضح يستلزم اتخاذ تلك الإجراءات.

وأكد البرديسي في تصريح لـ"تليجراف مصر"، أن تخفيض التنسيق هو شكل من أشكال الامتعاض والاستياء الدبلوماسي، بدلًا من أن يكون في درجة معينة يصبح في درجة أقل، وهو تعبير عن الاستهجان الدبلوماسي.

وأضاف أن الضربات التي تقوم بها إسرائيل خارج حدودها وانتهاك سيادة الدول العربية الأخرى، يسير إلى أنها غير ملتزمة بأي مرجعية سوى سلوك “البلطجية والمخربين الأشرار”، مما يهدد الاستقرار في المنطقة والسلام، ولذلك كان منطقيًا هذا التحول، ولكن مصر دولة كبيرة تتحرك على مهل وكل خطوة محسوبة، وهذه بداية خطوات تعبر فيها القاهرة عن استيائها من التحركات الإسرائيلية.

search