السبت، 13 سبتمبر 2025

08:14 م

تكريم الأصحاء وتجاهل المكفوفين.. أولى الإعدادية الأزهرية بسوهاج تشكو الإهمال

آية الأولى على الإعدادية بسوهاج

آية الأولى على الإعدادية بسوهاج

رغم تفوقها الدراسي الذي استمر بوتيرة ثابتة لأعوام، لم يقطعه تدهور حالتها الصحية واكتشافها ورما دماغيا أفقدها بصرها، إلا أن جهودها ذهبت هباء في ظل تجاهل واسع من المسؤولين، الذين لم يلتفتوا حتى لحصولها على المركز الأول في الشهادة الإعدادية الأزهرية بسوهاج.

الأولى على محافظة سوهاج في الشهادة الإعدادية

كللت مساعي آية السيد مهنى بالنجاح في نهاية رحلتها في الشهادة الإعدادية بمجموع 99.57%، وحصولها على المركز الأول على المحافظة لفئة المكفوفين، ورغم النجاح منقطع النظير إلا أن كل مساعيها قوبلت بالتجاهل التام دون تكريم.

قائمة الأوائل من المكفوفين على الشهادة الإعدادية بسوهاج

رحلة مؤلمة مع المرض

أمضت آية سنواتها الـ 10 الأولى في صحة تامة حتى اكتشفت العائلة إصابتها بورم دماغي، وكانت آنذاك في الصف السادس الابتدائي، لتخضع لعملية حساسة على إثر المرض الخبيث، أدت لتدهور العصب البصري وفقدانها التام لحاسة البصر.

آية رفقة والدتها أمام مستشفى سرطان الأطفال 57357
آبة خلال تلقيها العلاج بمستشفى 57357

اضطرت آية للانتقال من إطار التعليم العام للتعليم الأزهري، لعدم جاهزية التعليم العام للتعامل مع الطلبة المكفوفين، إذ يتم إلزامهم بمرافق يشترط فيه أن يكون أصغر سنًا من الطالب المكفوف، وهو الأمر الذي استنكرته آية بشدة، وكاد يدفعها لترك التعليم نهائيًا، ولكن كانت مشورة أحد الشيوخ، بالدراسة الأزهرية ،بمثابة المصباح الذي أضاء عتمة بصيرتها، لتستند في رحلتها الجديدة على مهارات التعليم المسموعة وتساعدها فيها والدتها.

وعلى صعيد آخر، لم تنقطع زياراة آية المتكررة لمستشفى 57357 لتلقي العلاج الدوري، ووصف والدها تلك الفترة لـ"تليجراف مصر" قائلًا: "رغم ظروفها الصعبة محدش افتكر يكلمها، وهي من أوائل المحافظة، محدش كرمها ولا دعاها لأي تكريم، حتى حزب مستقبل وطن عمل دعوى لأبناء سوهاج من المتفوقين، وتجاهل وجودها تمامًا".

آية رفقة الكابتن مصطفى شوبير

وأضاف: "حاليًا هي محجوزة عاملة عملية في العمود الفقري في الحبل الشوكي، وتعتبر حالتها اتحسنت كتير، ولكنها لسه مخرجتش من المستشفى".

مطالبات بالتكريم

يطالب والد آية المسؤولين بحصولها على التكريم الذي تستحق، لتفوقها الدراسي ورأفة بحالتها الصحية والنفسية، ليختتم: "نفسي المحافظة يشيدوا بيها، خاصة إنها انتظرت التكريم ولم تحصل عليها، حتى المعهد الأزهري التابعة له اكتفى بالنشر على صفحته الرسمية، لا أحتاج دعمًا ماديًا ولا معونة من أحد".

search