الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

11:12 م

الخصوم على طاولة واحدة.. اجتماع عاصف يتحكم في فائدة الفيدرالي الأمريكي

الفيدرالي الأمريكي

الفيدرالي الأمريكي

يختتم مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، اليوم الأربعاء، اجتماعًا وُصف بأنه غير مسبوق في تاريخ البنك المركزي الأمريكي، ليس فقط بسبب حساسية القرار الاقتصادي المنتظر، بل أيضًا بفعل الظروف الاستثنائية التي أحاطت بتشكيلة أعضاء المجلس المشاركين في التصويت.

ظروف غير معتادة

شهد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأول مرة حضور عضوين لم يُؤكد وجودهما إلا قبل ساعات قليلة من انعقاده، الأول هو ستيفن ميران، المرشح من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أدى اليمين الدستورية قبل أقل من ساعة من بدء الاجتماع.

أما الثانية فهي ليزا كوك، التي تمكنت من حضور الاجتماع بعد أن أصدرت محكمة الاستئناف الفيدرالية قرارًا عاجلًا لصالحها في اللحظة الأخيرة، أوقف محاولة الرئيس ترامب لعزلها من منصبها.

وصدرت الموافقة الرسمية على تعيين ميران يوم الإثنين، بينما أمضت كوك الأيام الماضية منشغلة بالدفاع عن حقها في البقاء بمنصبها عبر مسار قضائي متسارع. وبموجب القانون، يحق لكليهما التصويت على قرار الفائدة اليوم، رغم أن ميران لم يشارك في أي من جلسات الإحاطة السابقة للاجتماع.

وبحسب نيويورك تايمز، فإن مشهد الاجتماع يعكس ضغوطًا غير عادية يتعرض لها البنك المركزي، في وقت يسعى فيه البيت الأبيض لزيادة نفوذه على مؤسسة يفترض أنها مستقلة، فيما يواجه صانعو السياسات واحدة من أصعب لحظاتهم بشأن أسعار الفائدة.

خفض الفائدة للمرة الأولى منذ 9 أشهر

تتجه التوقعات إلى أن يخفض مسؤولو الفيدرالي اليوم أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 9 أشهر، في خطوة تستهدف دعم سوق العمل رغم استمرار الضغوط التضخمية، وسط ترجيحات لأن يكون الخفض بمقدار 25 نقطة أساس (0.25%)، ليهبط بين 4% و4.25%.

لكن الحملة السياسية التي يقودها الرئيس ترامب تضيف مزيدًا من الضبابية حول مسار التخفيضات المقبلة، وتطرح تساؤلات بشأن مدى استقلالية قرارات السياسة النقدية.

ستيفن ميران ودوره المثير للجدل

يرى محللون أن مشاركة ميران قد تحدث تحولًا في نقاشات المجلس، فهو شخصية معروفة بقربها من الرئيس، إذ شغل منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض.

وخلال جلسة تثبيته في المنصب، أكد أنه سيدعم استقلالية الفيدرالي، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن تحليله للاقتصاد يتوافق مع رؤية البيت الأبيض، التي تعتبر أن الرسوم الجمركية ليست تضخمية.

ومع ذلك، فإن قراره بعدم الاستقالة من منصبه الحكومي والاكتفاء بإجازة مؤقتة أثار مخاوف واسعة بشأن ولائه المؤسسي، خصوصًا أن ترامب يظل نظريًا رئيسه المباشر.

ومع أن قرارات الفائدة تُتخذ بتصويت جميع أعضاء مجلس المحافظين السبعة إضافة إلى خمسة من رؤساء البنوك الإقليمية، فإن وجود ميران يمنحه فرصة للتأثير على اتجاه النقاش منذ البداية.

أصوات داعمة لتخفيضات أعمق

من المتوقع أن يتبنى ميران موقفًا أكثر جرأة بالدفع نحو خفض أكبر للفائدة مقارنة بما يستعد له معظم الأعضاء حاليًا، وقد يجد دعمًا من ميشيل بومان، التي رقاها ترامب هذا العام إلى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة لشؤون الإشراف.

وكانت بومان قد عارضت بالفعل في يوليو الماضي قرار الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة، مفضلة خفضها بمقدار ربع نقطة مئوية، ما يعزز احتمالية أن يواجه اجتماع اليوم انقسامات حادة في التصويت بين من يريدون خفضًا تدريجيًا ومن يدعمون استجابة أكثر قوة لمطالب البيت الأبيض.

وفي الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون قرار الفائدة وتلميحات المجلس حول المسار المستقبلي، تبدو الأنظار مشدودة أكثر نحو ديناميكيات التصويت الداخلية، وما قد تكشفه عن حدود استقلالية الفيدرالي في عهد ترامب.

search