الأحد، 28 سبتمبر 2025

12:38 م

تخيل أسبوع العمل أصبح 4 أيام.. هل ستكون أكثر سعادة ورفاهية؟

العمل في الشركة

العمل في الشركة

نالت فكرة العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع اهتمامًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث تشير عدد من الدراسات والتجارب العملية إلى أن تقليل أيام العمل قد يؤثر بشكل إيجابي على السعادة والإنتاجية.

تحقق التوازن مابين العمل والحياة 

بدأت تتحول فكرة العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع تدريجيًا إلى اتجاه عالمي مدعوم بالأبحاث العلمية وتجارب الشركات الكبرى، فبينما يراها البعض وسيلة ثورية لتحقيق التوازن بين العمل والحياة، يشكك آخرون في جدواها الفعلية على مستوى الإنتاجية، وفقًا لموقع "forbes".

العمل 

تحسين الرضا الوظيفي 

بعض الدراسات المنشورة في مجلة Nature Human Behavior، تعد الأكبر من نوعها حتى الآن، إذ شارك فيها أكثر من 3 آلاف موظف من 141 شركة، موزعة على 6 دول، على مدار 6 أشهر.

وأظهرت النتائج أن العاملين في نظام الـ4 أيام أسبوعيًا كانوا أكثر سعادة، وأقل عرضة للإرهاق النفسي والجسدي، مع تحسن في الرضا الوظيفي وزيادة ملحوظة في الصحة العقلية والجسدية، والأهم من ذلك، أن الدراسة لم تجد أي تراجع في مستويات الإنتاجية، بل أشارت إلى أن بعض الشركات سجلت تحسنًا في الأداء.

تجارب ناجحة حول فكرة العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع 

هذه النتائج ليست معزولة، فقد سبقتها تجارب ناجحة، أبرزها التجربة البريطانية عام 2022، والتي ضمت 70 شركة وأكثر من 3.300 موظف.

التجربة أظهرت أن 46% من المؤسسات حافظت على مستوى إنتاجيتها، فيما قال 34% إن الأداء تحسن قليلًا، بينما أكد 15% أنه تحسن بشكل كبير، وهو ما دفع 90% من الشركات المشاركة إلى الاستمرار في تطبيق النظام بعد انتهاء فترة الاختبار.

العمل بالشركة

شركات كبرى بالإضافة إلى شركات ناشئة جديدة، اعتمدت أسبوع العمل القصير، ووفقًا لشهادات العاملين، ساعدهم ذلك على الحصول على وقت أكبر للاهتمام بأنفسهم وتطوير مهاراتهم، الأمر الذي انعكس بدوره على مستويات الرضا الوظيفي والإنتاجية.

تحقيق نتائج أفضل 

كما أظهر تقرير لشركة كبيرة  في يوليو 2024، أن العاملين في مهن المبيعات حققوا نتائج أفضل في ظل أسابيع عمل من 4 أيام، مع زيادة 8% في قدرتهم على تحقيق الحصص المحددة، إلى جانب مستويات أعلى من الرضا عن التوازن بين العمل والحياة.

مشاكل العمل

هذه الصورة الفريدة لا تخلو من الشكوك، فعدد من الخبراء يرى أن الدراسات الحالية تعاني من قصور منهجي، أبرزها الاعتماد على التقارير الذاتية للموظفين دون الاعتماد الكافي على مقاييس موضوعية دقيقة للإنتاجية.

الهدف تحقيق هيكلة إعادة هيكلة العمليات 

وفي السياق ذاته، شدد بعض الخبراء على أن الهدف الحقيقي من أسبوع العمل القصير ليس تقليص ساعات العمل فحسب، بل إعادة هيكلة العمليات لتصبح أكثر ذكاء وفاعلية، من خلال تبسيط المهام وتعظيم القيمة المضافة لكل نشاط يومي.

وبين مؤيد يرى في الفكرة حلًا لمشاكل كثيرة، وناقد يحذر من عواقب تطبيقها دون استعداد، يبقى أسبوع العمل 4 أيام رهنًا بتجارب أكثر شمولًا وقياسات دقيقة تربط بين رفاهية الموظفين وتحقيق الأهداف التشغيلية.

ومع تزايد الزخم التشريعي في بعض الدول، مثل مبادرة السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز لتقليص أسبوع العمل إلى 32 ساعة دون خفض الرواتب، يبدو أن هذه الفكرة قد لا تبقى مجرد نقاش أكاديمي، بل ربما تصبح واقعًا في أسواق العمل خلال الأعوام القليلة المقبلة.

search