آثار الفيضانات.. كاميرا “تليجراف مصر” ترصد معاناة أهالي “دلهمو” بالمنوفية

صورة لاهالي لأحد اطفال القرية الغارقة بالمنوفية
“دلهمو” قرية تابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، في قلب دلتا النيل، تحاصرها المياه حتى في البيوت، تغرق أرواح الأهالي قبل جدرانهم.


القرية تحاصرها مياه "طرح النيل" من كل جانب، ولا مفر للانتقال سوى بقوارب بدائية أو السير وسط الطين والمياه سيرا علي الأقدام، وسط المياه التي ترتفع حتى صدور الرجال.
الحياة توقفت
كيف نعيش في بيوتنا دون أن نموت غرقا؟.. "المياه وصلت لقلوبنا"... شهادة من قلب المأساة على لسان أهالي القرية.
في مشهد إنساني وصلت مراسلة “تليجراف مصر” لتوثق المأساة، بعد ما وصلت إلى المنازل عبر قارب صغير وسط الوجوه المرهقة والمياه التي تبتلع العتبات.

يقف الحاج مصطفى سعيد أحمد، أحد أهالي القرية ويقول بصوت يملأه القهر والوجع الناتج عن المعاناة: “المشكلة إن البحر زاد وغرق البيوت... لو عندنا مكان تاني كنا مشينا بس احنا ملناش غير هنا ومحلتناش حاجة احنا على الله بنشتغل في الجبال باليومية عشان نربي عيالنا واتولدنا لقينا أهلينا بانيين وقاعدين هنا".
وأضاف، "بقينا أكتر من 15 يوما عايشين وسط المياه كل يوم أنزل لحد نص جسمي أشيل عيالي على قروانة ولا لوح خشب عشان أوديهم المدرسة وأرجع أغسل هدومي وأطلع شغلي عشان أقدر أأكل عيالي".
الأهالي يطالبون بمكان آدمي

كيف يتعلم الأطفال في قرية تغرق حتي الاعناق؟ كيف يذهبون للمدرسة؟ كيف تنمو أحلامهم في بيوت تتقاسمها المياه والبرد والرطوبة؟.. كلها أسئلة جاءت على لسان الأهالي.
أم الخير عبدالعزيز محمد سيدة في الثانية والستين من عمرها تقول: "أنا باطلع الشغل من 6 الصبح لحد 6 المغرب ومش أنا وبس والرجال أيضا كلنا هنا بنشتغل عشان إطعام عيالي عندي سبع بنات وباباهم بيشتغل في الجبل بـ190 جنيه بنشيل ولادنا في الطشت ونمشي في المياه نوديهم المدرسة".
صمتت لحظة ثم تابعت بصوت متهدج: "والله العظيم الوجع والمرض بياكل في جسمي بس هنعمل ايه، أنا عندي ركبة هتموتني ولابسة ركبة عشان أقدر أتحرك... بس أشتغل غصب عني مين هيأكلنا؟ مين هيبني لنا؟".

حسام فوزي أحمد السيد، أحد السكان يشرح واقع التنقل في قريتهم، قائلا: “إحنا بنمشي على رجلينا وسط الميه أو بنجيب مركب الكهرباء شغالة لكن بنفصل الدور الأرضي عشان الميه والبيوت كلها بقت أوضه وحمام غرقانين، ولو مفصلناش الكهرباء تحت في الدور الأرضي عيالنا هتموت متكهربة”.
وأضاف، “مفيش شوارع لا يوجد بنية تحتية لا يوجد صرف صحي لا يوجد اهتمام حكومي، فقط مياه وألم وحسرة وانتظار لا ينتهي”.
وتابع: “الدولة تحذر وبتقول هتموتو من الغرق ولا بد من ترك المنازل، ورغم التحذيرات المتكررة من الجهات المعنية للسكان بضرورة إخلاء بيوتهم إلا أن الاستجابة مستحيلة في ظل غياب البدائل، يقولولنا اطلعوا طب نروح فين؟ يسيبونا نغرق؟”..
يتساءل عم مصطفى: “احنا اتولدنا هنا واتربينا هنا وبيوتنا دي أهلنا سبوهالنا لو عندنا مكان تاني كنا مشينا من زمان”
يقول أحد السكان: "كلنا اتولدنا هنا ومش هنهرب من أرضنا والحمد لله أحنا أحسن من غيرنا، وسط المياه والحزن أقام أحد الأهالي فرحا لابنه، العريس نزل الميه والعروس انتقلت في “مركب” لبيت الزوجية، “مش هنوقف حياتنا الحياة ماشية بالعافية”.
وتقول الحاجة أم الخير: “البعض يلقي باللوم على الأهالي لأنهم بنوا على طرح النيل، لكن الحقيقة أن هؤلاء الناس ورثوا هذه الأرض لم يعتدوا ولم يغتصبوا أراضٍ فقط عاشوا كما عاش أجدادهم، احنا ورثنا القيراط ده بعرقنا... كل حاجة حلال بس محدش بيبص علينا”.

طالب الأهالي بالاستماع إليهم وتقديم الحلول لهم من أجل حياة كريمة.

تصريحات رئيس الحكومة
يشار إلى أن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي كان قد أكد خلال مؤتمر صحفي، أن الدولة تعاملت مع هذه الظروف الطارئة بسبب الفيضانات بخطة استباقية شاملة، نفذتها وزارة الموارد المائية والري، تضمنت ما يلي:
تشغيل دقيق للسد العالي للتحكم في كميات المياه المتدفقة من وإلى بحيرة ناصر.
فتح مفيض توشكى لتصريف المياه الزائدة بأمان إلى منخفضات صحراوية.
توجيه جزء من المياه إلى أراضي طرح النهر لتخفيف الضغط عن المجرى الرئيسي للنهر.
التنسيق مع المحافظات لإخلاء الأراضي المهددة بالغمر وإزالة التعديات.
وحذر من احتمالية غمر بعض المناطق من الأراضي الزراعية والمناطق المنخفضة، خاصة في محافظتي المنوفية والبحيرة خلال شهر أكتوبر.
كما أعلنت محافظة الغربية رفع درجة الاستعداد القصوى بكافة القطاعات التنفيذية؛ لمتابعة تداعيات ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، تنفيذًا لتعليمات مجلس الوزراء.
وأكدت المحافظة أنه تم تشكيل غرف عمليات فرعية بالمراكز والمدن مرتبطة بالغرفة المركزية بديوان عام المحافظة، مع التنسيق المستمر مع وزارة الري؛ لمتابعة الموقف أولًا بأول، واتخاذ التدابير الوقائية العاجلة لحماية المواطنين.
كما شهدت منطقة طرح النهر بمحافظة المنوفية، ارتفاع منسوب المياه بفرع نهر النيل، ما أدى إلى غمر معظم أراضي طرح النهر والمباني الواقعة على جوانب المجرى، وأطلق عليه البعض فيضان المنوفية.
وحذرت محافظة المنوفية في بيان لها، المزارعين والمقيمين على أراضي طرح النهر، دعتهم فيه إلى سرعة إخلاء هذه الأراضي بشكل فوري، نظرًا للارتفاع غير المسبوق في منسوب مياه فرع نهر النيل.

الأكثر قراءة
-
بعد تصريحات شوبير.. حقيقة تدهور الحالة الصحية لعمرو زكي
-
3 أسباب تجعل المنوفية والبحيرة الأكثر تعرضا للغرق نتيجة الفيضانات
-
انقذوا مستقبل ضحايا مافيا الأكاديميات الوهمية
-
وزير الكهرباء يؤكد ما نشرته “تليجراف مصر” عن زيادة أسعار الكهرباء
-
البنك المركزي يخفض سعر الفائدة للمرة الرابعة في 2025
-
جفاف وإخلاء منازل.. هل يحمي السد العالي مصر من الفيضان؟
-
أكثر 5 قرى معرضة لفيضانات النيل في الغربية
-
من "الإيجار القديم" لـ"الإجراءات الجنائية".. قوانين أثارت جدل الشارع

أخبار ذات صلة
من "الإيجار القديم" لـ"الإجراءات الجنائية".. قوانين أثارت جدل الشارع
03 أكتوبر 2025 07:14 ص
"من الصامت إلى Z".. كيف تغيرت سمات واهتمامات الأجيال عبر الزمن؟
02 أكتوبر 2025 10:16 م
يكره إسرائيل ودعا لجيش موحد من أجل فلسطين.. من هو الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو؟
02 أكتوبر 2025 12:32 م
أكثر الكلمات انتشاراً