السلام يبدأ من هنا.. شرم الشيخ واحة الفرقاء

شرم الشيخ
تتصدر مدينة شرم الشيخ، مشهد السلام مجددًا، كأرض للحوارات الكبرى والتفاهمات الحاسمة، والتي شهدت عبر العقود محطات مفصلية في مسار العلاقات الإقليمية والدولية، لتتحول المدينة إلى رمز للسلام ومركز دبلوماسي فاعل، حيث تلاقت على أرضها الإرادات السياسية، وتبلورت فيها مبادرات التسوية بدء من كامب ديفيد واليوم تقف مجددًا أمام اختبار جديد، مع انعقاد قمة يترقبها العالم أملاً في إنهاء حرب غزة.
قمة شرم الشيخ للسلام
وتستعد مدينة شرم الشيخ، لاستضافة قمة السلام المرتقبة “قمة شرم الشيخ للسلام”، والتي من المتوقع أن تشكل منعطفا جديدا في مسيرة جهود السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة بذلك دورها كمنصة إقليمية رائدة للتفاوض والحوار بين الأطراف المختلفة.
من كامب ديفيد إلى شرم الشيخ
بدأت شهرة شرم الشيخ، كمدينة مركزية في مسار السلام بعد اتفاقية كامب ديفيد التاريخية عام 1978، التي جمعت الرئيس الراحل أنور السادات، ورئيس وزراء إسرائيل، مناحيم بيجن، برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر. هذه الاتفاقية شكلت أول معاهدة سلام رسمية بين دول عربية وإسرائيل، ووضعت حجر الأساس لعملية سلام أوسع في المنطقة.
وعلى مر السنين، استثمرت مصر، في تطوير شرم الشيخ لتصبح مركزا للمؤتمرات والقمم الدولية، حيث استضافت المدينة العديد من اللقاءات التي تناولت قضايا السلام والأمن الإقليمي، وكذلك قضايا المناخ والتنمية المستدامة.

مؤتمرات دولية تجمع قادة العالم
وتحتضن شرم الشيخ، مؤتمرات دولية تجمع قادة العالم وصناع القرار، ليس فقط في مجال السياسة، بل في مجالات اقتصادية واجتماعية وبيئية، ومن أبرز الأحداث التي شهدتها المدينة قمة المناخ التي استقطبت اهتماما دوليا واسعا، مما يعكس قدرتها على لعب دور محوري في مختلف القضايا العالمية.
تخفيف التوترات بين العرب وإسرائيل
وفي السياق السياسي، تحولت شرم الشيخ، إلى مركز حيوي لاستضافة المفاوضات والوساطات التي تهدف إلى تخفيف التوترات بين العرب وإسرائيل، واحتضان جهود التسوية السلمية التي تستند إلى الحوار والاتفاقيات الإقليمية والدولية، ومن أبرز هذه المحطات:
1- قمة صناع السلام “مارس 1996”
استضافت مدينة شرم الشيخ، قمة دولية بمشاركة 29 دولة، برئاسة مشتركة للرئيس حسني مبارك والرئيس الأمريكي بيل كلينتون، لبحث سبل إنقاذ عملية السلام ومكافحة الإرهاب.

2- اتفاق واي ريفر 2 “سبتمبر 1999”
مفاوضات جديدة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، بوساطة أمريكية وأردنية، لتفعيل اتفاق واي ريفر 1، وناقشت قضايا إعادة الانتشار وإطلاق السجناء وميناء غزة.
3- القمة العربية 2003
وناقشت القمة، التهديدات الأمريكية للعراق، إضافة إلى تطورات القضية الفلسطينية، بحضور 14 زعيما عربيا.
4- قمة شرم الشيخ الرباعية “فبراير 2005”
كان إعلان رسمي عن وقف الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، بحضور عباس وشارون ومبارك وعبدالله الثاني.

5- قمة حركة عدم الانحياز “يوليو 2009"
وجمعت ممثلين عن 118 دولة، وناقشت قضايا كبرى مثل الأزمة المالية العالمية، وفلسطين، ودارفور، والإصلاح الأممي.
6- مؤتمر دعم الاقتصاد المصري “مارس 2015”
وشهد حضور أكثر من 2000 مشارك من 112 دولة، ونتج عنه تعهدات استثمارية ومساعدات مالية ضخمة لدعم الاقتصاد المصري.
7- القمة العربية “مارس 2015”
وتبنت القمة مبدأ إنشاء قوة عربية مشتركة، ودعمت عمليات التحالف العربي في اليمن، وأكدت دعم الحكومات الشرعية في ليبيا وسوريا.

8- منتدى شباب العالم “انطلق في 2017”
وهو حدث سنوي دولي انطلق في 2017، واحتضن آلاف الشباب من مختلف دول العالم، ناقش قضايا الشباب والتنمية والهوية واللاجئين والتكنولوجيا.

9- قمة المناخ COP27 “نوفمبر 2022”
واستضافت شرم الشيخ، قادة من 120 دولة، وأسفرت عن إنجاز عالمي بإطلاق "صندوق الخسائر والأضرار" لدعم الدول المتضررة من التغير المناخي.
خطوة جديدة نحو السلام
وتأتي قمة شرم الشيخ للسلام التي ستعقد غدا، في وقت حساس، حيث تمر المنطقة بعدة تحديات كبيرة على صعيد النزاعات والصراعات، ولا سيما الأزمة الفلسطينية.
ومن المتوقع أن تشهد القمة توقيع وثائق هامة تشمل وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتعكس القمة الدور المحوري الذي تلعبه مصر كوسيط رئيسي في المنطقة، حيث تستند الوساطات إلى ثقل مصر الدبلوماسي والتاريخي، وتستمد قوتها من العلاقات القوية مع جميع الأطراف المعنية، ما يجعلها الضامن الحقيقي لأي اتفاق مستقبلي.

لماذا شرم الشيخ؟
يعود اختيار شرم الشيخ كمكان لعقد القمة إلى عوامل عدة، منها موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعلها نقطة التقاء بين قارات آسيا وأفريقيا، وبنيتها التحتية المتطورة التي تدعم انعقاد مؤتمرات عالمية المستوى، بالإضافة إلى سمعتها التاريخية كمكان لتحقيق اختراقات دبلوماسية هامة.
قمة السلام
تُعقد قمة دولية بمدينة شرم الشيخ، غدا الإثنين، تحت عنوان “قمة شرم الشيخ للسلام”، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة.
إنهاء الحرب في غزة
وبحسب بيان صادر عن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، تهدف القمة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي.
وتأتي هذه القمة في ضوء رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق السلام في المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم.
اقرأ أيضا: مفيد شهاب يكشف دور المفاوض المصري في إنهاء حرب الإبادة بغزة
اقرأ أيضا: الاستعدادت النهائية لاستضافة قمة شرم الشيخ للسلام (صور)
اقرأ ايضا: قمة شرم الشيخ بشأن غزة.. تأييد حزبي واسع للدور المصري في "نزع فتيل الأزمات"

الأكثر قراءة
-
مخدرات وآثار.. مفاجأة بشأن المتهم الأول في واقعة "فيديو المحور" (خاص)
-
موعد نهائي مستر أولمبيا 2025 والقنوات الناقلة
-
المياو يجلب الملايين.. كيف تحولت "مقاطع القطط" لمصدر دخل طالب جامعي؟
-
تفاصيل وفاة 3 قطريين في حادث بشرم الشيخ
-
شروط وطريقة التقديم على الوحدات السكنية البديلة للإيجار القديم
-
عايز تنتقد أسامة نبيه.. اشحن بـ 10 جنيه!
-
حج القرعة 2026.. الشروط والمستندات ورابط التقديم
-
إلهام شاهين تهاجم منتقدي زواج إيناس الدغيدي: ناس فاضية وحاقدة

أخبار ذات صلة
ولي أمر يتعدى على مسؤولي مدرسة في أسيوط.. كيف تحركت نقابة المعلمين؟
12 أكتوبر 2025 06:43 م
مفيد شهاب يكشف دور المفاوض المصري في إنهاء حرب الإبادة بغزة
12 أكتوبر 2025 02:29 م
أعضاء "عليا الوفد" يهاجمون يمامة: دأب على مخالفة لائحة الحزب
12 أكتوبر 2025 06:24 م
أزمة اختيار القيادات المحلية.. معايير تائهة في دفاتر الحكومة
12 أكتوبر 2025 05:54 م
أكثر الكلمات انتشاراً