الإثنين، 13 أكتوبر 2025

02:05 م

لتصفير مستحقات الشركات.. مصر تسمح بتصدير 12 شحنة غاز

حقل غاز

حقل غاز

تعتزم مصر، السماح لشركتي "شل" و"بتروناس" بتصدير شحنات جديدة من الغاز الطبيعي المسال خلال الخمسة أشهر المقبلة، اعتبارا من نوفمبر المقبل حتى مارس 2026، عبر محطة إدكو للإسالة، وذلك بعدما سمحت الحكومة بتصدير شحنتين تجريبيتين خلال الفترة الماضية.

وتستهدف الحكومة، من هذه الخطوة تشجيع الشركات الأجنبية على زيادة استثماراتها في أنشطة البحث والتنقيب، إضافة إلى تراجع استهلاك الغاز بمحطات الكهرباء بهد انتهاء فصل الصيف.

12 شحنة جديدة

وأوضح مصدر حكومي لـ"الشرق بلومبرج"، أن عدد الشحنات التي تعتزم الحكومة السماح بتصديرها يبلغ 12 شحنة، إذ تصل قيمة الشحنات الإجمالية نحو 280 مليون دولار.

وأشار المصدر إلى أن القرار يأتي ضمن حزمة حوافز حكومية أقرت في أغسطس 2024، تتيح للشركات الأجنبية تصدير جزء من حصصها من الإنتاج الجديد، على أن تستخدم عوائد تلك الصادرات لتسوية المستحقات المتأخرة على الدولة لصالح تلك الشركات، مع رفع حصتها من قيمة الإنتاج.

وسمحت مصر، للشركتين بتصدير شحنتين تجريبيتين من الغاز المسال، الأولى في سبتمبر 2025 ، والثانية يوم الجمعة الماضي، إذ تستحوذ شركتا "شل" و"بتروناس" على 71% من محطة إدكو للإسالة مناصفة، فيما تملك الحكومة المصرية ممثلة في الهيئة العامة للبترول والشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) نحو 24% مناصفة، بينما تبلغ حصة شركة "إنجي" الفرنسية 5%.

حقل غاز

500 مليون دولار 

خلال سبتمبر الماضي، سددت الحكومة، 500 مليون دولار من مستحقات شركات النفط الأجنبية، ليصل إجمالي المستحقات المتبقية إلى نحو 1.72 مليار دولار، من المقرر تسوية 620 مليون دولار منها قبل نهاية 2025.

ولفت المصدر، إلى أن الخطة تصدير شحنتين شهريًا، بسعر يتراوح بين 27 و28 مليون دولار للشحنة الواحدة، بكمية تُقدَّر بنحو 1.4 مليار وحدة حرارية، أي ما يعادل 80 ألف طن غاز مسال أو 150 ألف متر مكعب لكل شحنة.

في سياق متصل، بدأت وزارة البترول تشغيل سفينة التغويز الخامسة "إنرجوس وينتر" (Energos Winter) تدريجيًا بطاقة أولية تبلغ 70 مليون قدم مكعب يوميًا، بعد ربطها على رصيف الشركة المتحدة لمشتقات الغاز في ميناء دمياط بطاقة إجمالية 450 مليون قدم مكعب يوميًا.

وتنتج مصر حاليًا نحو 4.2 مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي، مقابل احتياجات محلية تقدر بـ6.5 مليارات قدم مكعب، ما دفعها إلى استئناف استيراد الغاز المسال بعد خمس سنوات من تحقيق الاكتفاء الذاتي.

وفي المقابل، استقبلت مصر، 52 شحنة غاز مسال خلال الربع الثالث من 2025، بتكلفة تتراوح بين 54 و57 مليون دولار للشحنة، بينما تتراوح أسعار الغاز العالمية بين 13 و14 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية.

تأجيل تسليم 20 شحنة

وبحسب وكالة بلومبرج، طلبت القاهرة، من مورّدي الغاز تأجيل تسليم نحو 20 شحنة إلى الربع الأول من 2026 بسبب تحسن الإنتاج وتراجع الطلب المحلي.

ويرى رئيس هيئة البترول الأسبق، مدحت يوسف، أن سماح الحكومة بتصدير هذه الشحنات يأتي في ظل أن انخفاض درجات الحرارة في الشتاء يؤدي إلى تراجع استهلاك الغاز بمحطات الكهرباء بنسبة تصل إلى 15%، مع تحسن كفاءة التشغيل وزيادة مرونة الإدارة لتحفيز الشركات الأجنبية على زيادة الإنتاج.

رفع أسعار الغاز الطبيعي الموجه للقطاع الصناعي

وبحسب بيانات "بلومبرج"، تراجع استهلاك الغاز بمحطات الكهرباء إلى 3.8 مليارات قدم مكعب يوميًا في سبتمبر، مقابل 4.5 مليارات في أغسطس، كما انخفض استهلاك المازوت بنسبة 60% إلى 12 ألف طن فقط.

شحنات الأوبشن

وأوضح يوسف لـ"تليجراف مصر"، أن الوزارة تعتمد في هذه المرحلة على ما يُعرف بـ"شحنات الأوبشن"، وهي شحنات اختيارية يمكن تأجيلها أو إلغاؤها دون التزامات مالية، بما يتوافق مع احتياجات السوق خلال فصل الشتاء.

وفي نهاية سبتمبر الماضي، ومع تراجع الطلب على الطاقة واعتدال الطقس، شهدت الموانئ المصرية تكدسًا مؤقتًا لسفن الغاز المسال، حيث انتظرت ثلاث ناقلات في المياه الإقليمية لحين إعادة جدولة التفريغ.

وتخطط مصر، لإنشاء وحدة تغويز برية جديدة في مصنع إدكو المتوقف عن العمل، بالتعاون مع شركتي شل وبتروناس، بتكلفة تصل إلى 200 مليون دولار، ومن المقرر أن تبدأ التشغيل في أغسطس 2027، لتقليل تكاليف استيراد الطاقة والاعتماد على الوحدات المستأجرة التي تتجاوز تكلفتها السنوية 200 مليون دولار.

اقرأ أيضا:

لحفر 5 آبار غاز.. توقيع مذكرة تفاهم جديدة بين "إيجاس وبي بي"

آبار جديدة وإضافة 65 مليون قدم مكعب غاز.. "ظهر" يفتح كنوزه للمصريين

search