
الكنيست ١٩٧٧ – ٢٠٢٥
سألني من بجواري عن ماذا يفعل ترامب في الكنيست صبيحة يوم توقيع ميثاق السلام بشرم الشيخ ولماذا لم يأت إلينا مباشرة، كانت إجابتي سريعة وعفوية بلا أي تردد، لقد ذهب ليـلــقي بيـان النصـر.
لا تندهش بل يجب مواجهة الأمر بكل شجاعة، هذه هي الحقيقة لقد ذهب ترامب ليلقى بيان النصر من الكنيست حتى لا يترك مجالاً للاجتهاد الحمساوي أن يتقول وينسج أساطيرا على تحقيقه نصرا مزيفا لم يحدث، بعد ما انصرفت أنظار العالم كله إلى أن أطراف السلام ذاتهم ليسوا حاضرين وهم نيتنياهو وحماس.
وقبل أن توجه لي أى اتهام بأني غير متعاطف مع القضية وشرعية الدفاع عن النفس ضد المحتل، دعنا نقرأ المشهد سوياً من واقع الخطاب بل ونقارن بعض الكلمات بتلك التي ألقاها الراحل بطل الحرب والسلام الزعيم الراحل أنور السادات من نفس المكان عام ٧٧ وكان بمثابة خطاب النصر والكرامة للمصريين في الأراضي المحتلة.
السيد ترامب راعى السلام العالمي في خطابه بالكنيست لم يذكر كلمة الدولة الفلسطينية أو حتى فلسطين كأرض،
إليك يا عزيزي حصرا بسيطا جدا لعدة كلمات بالخطاب.....
عدد مرات ذكر الكلمات التالية في الخطاب:
إسرائيل 16 مرة
فلسطينيين 3 مرات
إرهابيين / الإرهاب / إرهابي6 مرات بمختلف الصيغ
• إسرائيل وردت في كل جزء تقريبًا من الخطاب، خاصة في سياق الأمن والتحالف مع أمريكا.
• فلسطينيين ذُكرت غالبًا في فقرة واحدة ركّز فيها على "الفرصة أمام الفلسطينيين" بعد الحرب.
• الإرهاب / الإرهابيين استُخدمت في سياقات متعلقة بـ"حماس"، و"إيران"، و"المليشيات"، وكانت جزءًا من نغمة التحذير.
• لم يذكر ترامب "دولة فلسطين" ككيان سياسي صريح، بل استخدم تعبيرات عامة مثل "الشعب الفلسطيني" أو "أمامهم خيار واضح".
السيد ترامب لم يذكر دولة في الخطاب سوى إسرائيل وذكر الفلسطينيين كمركب اجتماعي داخل الدولة الإسرائيلية، أليس هذا هو النصر بعينه!!!!!
دعنا نخوض أكثر في الخطاب ونذكر منه الآتي:
1. أيها الأصدقاء الأعزاء،
من دواعي سروري العظيم أن أكون هنا اليوم، في عاصمة الشعب اليهودي الأبدية، القدس. أن أعود إلى هذه القاعة، مقرّ الديمقراطية الإسرائيلية، هو شرف لا يوصف.
قبل ثماني سنوات، كنت أول رئيس أمريكي يعترف رسميًا بالقدس عاصمةً لإسرائيل، واليوم أعود لأشهد فجرًا جديدًا في هذه الأرض المباركة.
- قلت دائمًا إن إسرائيل لن تُهزم أبدًا، والآن أقول لكم: لقد انتصرتم.
لقد انتصرتم بالقوة، بالتصميم، وبالإيمان. ولكن النصر العسكري وحده لا يكفي — حان الوقت لتحويل هذا النصر إلى سلام دائم، إلى مستقبل أفضل لأطفالكم وللمنطقة بأسرها.
3. لقد قلت منذ اليوم الأول: الشعب الفلسطيني يستحق فرصة أفضل من الإرهاب والحرب.
الفلسطينيون ليسوا أعداءً بالفطرة، ولكنهم عانوا لعقود من قيادات فاسدة اختارت طريق العنف بدل البناء، طريق الكراهية بدل الأمل.
الآن أمامهم خيار واضح... يمكنهم أن يسيروا في طريق السلام، وأن يبنوا دولةً مزدهرة، أو أن يبقوا أسرى للكراهية والفقر والإرهاب.
الطريق مفتوح — والولايات المتحدة، وأنا شخصيًا، مستعدون لمساعدة كل من يسلك طريق السلام.
" الترجمة" ليسوا أعداء لنا وهذا يدل على أن إسرائيل هي صاحبة الأرض وتتعطف لتحوى وتضم فصيل بسيط كمركب اجتماعي يسمون أنفسهم الفلسطينيون مثلهم مثل القوقاز أو الزنوج أو المغول وهذا أيضا إن دل على شيء فهو يدل على قرار إسرائيل وأمريكا بفرض التيه على أصحاب الأرض كما فرضها الله عليهم قديماً.
4. إسرائيل هي قصة معجزة — دولة قامت من رماد التاريخ، وأصبحت منارة للحرية والإبداع.
أنتم لستم فقط حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، أنتم أصدقاء وأقرباء في القيم، أمريكا ستقف إلى جانب إسرائيل، اليوم وغدًا ودائمًا، لن نسمح أبدًا أن تواجه إسرائيل وحدها التهديدات من أعدائها.
لقد قلتها من قبل وسأكررها الآن:
لن نسمح بوجود سلاح نووي في أيدي من يسعون لتدمير إسرائيل, ولن نقبل أبدًا أن يُهدد هذا البلد المقدس بالإبادة أو الإرهاب. " لا تحتاج الى ترجمة".
5. لن يكون هناك شرق أوسط مزدهر إلا إذا كانت إسرائيل قوية وآمنة.
لكن إسرائيل القوية يجب أن تكون أيضًا إسرائيل التي تمتد يدها بالسلام لجيرانها.
أرى اليوم شرقًا أوسطا جديدًا شرقًا يعيش فيه العرب واليهود معًا، لا في خوف بل في أمل، شرقًا يزرع لا يقاتل، يبني لا يهدم، يعلّم لا يحرض.
"الترجمة" إسرائيل القوية الجديدة بدأت لتوها الأن، بقاء الشرق الأوسط في سلام مرهون بقوة وأمن إسرائيل، إسرائيل هي راعى السلام في المنطقة لأن الشرق الأوسط هو الذي يهدم ويخيف ويقاتل ويهدم ويحرض أما أمريكا وإسرائيل فهما رعاة الحب والسلام"
6. ووصف نهاية الحرب في قطاع غزة بـ “انتصار لا يُصدق لإسرائيل والعالم"، وأكد أن "إسرائيل حققت كل ما يمكن من نصر بقوة السلاح".
7. “كثير من هذه الأسلحة قدمناها لإسرائيل”، وأضاف: “نتنياهو كان يتصل بي مرارا ويطالب بشتى أنواع الأسلحة وأنتم أحسنتم استخدامها، فإسرائيل استخدمت الأسلحة الأمريكية بأفضل الطرق وحققت السلام".
8. “إسرائيل حققت كل ما يمكن تحقيقه بالسلاح وعليها التوجه للسلام، وأميركا لن تنسى قسوة ما حدث في 7 أكتوبر، ولا يجب أن يتكرر ما حدث في 7 أكتوبر مرة أخرى"، وتابع: “الفوضى التي ابتليت بها المنطقة انتهت تماما"، مؤكدًا أن “إسرائيل أصبحت قوية وعظيمة مما أدى إلى السلام، وأن المهارة العالية للجيش الإسرائيلي في عملية الأسد الصاعد ساهمت في دعم استقرار المنطقة".
هذا اختصار غير مخل بنص خطاب السيد ترامب بالكنيست، خطاب النصر والتبريكات والفرح بالنصر المبين ومحو ما تسمى بفلسطين وضم الفلسطينيين إلى زمرة الأجناس التي تحويها التركيبة الاجتماعية الإسرائيلية.
ما كان هذا الإذلال ليحدث لو أن الضربة العنترية غير المحسوبة أو المأجورين عليها من الأعداء، لقتل ما تبقى من القضية والقضاء على الأرواح صغاراً كانوا أو شيوخاً أو نساء، ٦٧٩١٣ شهيد نظير هذه العنترة الغاشمة من مغاوير حماس، من بينهم ١٨٥٩٢ طفل شهيد و ١٢٤٠٠ من النساء علاوة على المفقودين ويقدرون بـ١٥٨٠٠ ، ويسمون هذا دفاعا عن الأرض و القضية، يسمون هذا نضالا، عن أى نضال تتحدث يامن تسكن الأنفاق وتدع أمك وأختك وأبوك وابنك يدفعون الثمن.
لقد نشأنا في مصر على النضال الحق، النضال الذي يجعل من المناضل نفسه شهيداً وليس أهله ونسائه، النضال كما تعلمناه أن نموت نموت وتحيا مصر وليس تموت نسائنا وأطفالنا لتحيا قادة حماس بالخارج والجنود بالأنفاق، النضال كما تعلمنا من خطاب الكنيست ٧٧ على يد بطل الحرب والسلام الزعيم الراحل أنور السادات كان يذكر اسم فلسطين داخل الكنيست،
• إنني لم أجئ إليكم لكي أعقد اتفاقاً منفرداً بین مصر وإسرائيل. لیس هذا وارداً في سياسة مصر، فلیست المشكلة هي مصر وإسرائيل، وأي سلام منفرد بین مصر وإسرائيل، أو بین أیة دولة من دول المواجهةوإسرائيل، فإنه لن يقيم السلام الدائم العادل في المنطقة كلها، بل أكثر من ذلك، فإنه حتى لو تحقق السلام بین دول المواجهة كلها وإسرائيل، بغیر حل عادل للمشكلة الفلسطينية، فإن ذلك لن یحقق أبداً قیام السلام الدائم العادل، الذي يلح العالم كله الیوم عليه.
"لم يذكر الشعب فقط بل المشكلة ككل "المشكلة" وهى تشمل الأرض والشعب والتاريخ"
• أنتم تریدون العیش معنا في هذه المنطقة من العالم، وأنا أقول لكم، بكل الإخلاص، إننا نرحب بكم بیننا، بكل الأمن والأمان. " بكل وضوح وصراحة أنتم من أتيتم ولسنا نحن"
• إن قضبة شعب فلسطين، وحقوق شعب فلسطين المشروعة، لم تعد الیوم موضوع تجاهل أو إنكار من أحد، بل لا یحتمل عقل یفكر، أن تكون موضع تجاهل أو إنكار. "ذكِر فلسطين كدولة منسوب إليها شعبها "
• وإذا كنتم قد وجدتم المبرر، القانوني والأخلاقي، لإقامة وطن قومي على أرض، لم تكن كلها ملكاً لكم، فأولى بكم أن تتفهموا إصرار شعب فلسطين على إقامة دولته من جدید في وطنه "كلام واضح انتم الغزاة، فلسطين كدولة ووطن .
كان هذا خطاب النصر .... والحقيقة كان خطابا موجعا لإسرائيل وداعميها... خطاب يقر حقائق في وقتها، وخطاب ترامب أيضا يقر حقائق في وقته بعد خيانة حماس للقضية والقضاء عليها في ٧ أكتوبر المشئوم، لك أن تتخيل أن كل ما كنا نتمناه كعرب الآن هو أن نوقف النيران ونزيف الشهداء واعمار غزة التي انتهت من الخريطة، لا يمكنك حتى العودة لما قبل ٧ أكتوبر لقد محت الحرب الجغرافيا هناك... لا أرض لا ماء لا طعام لا كهرباء لا حياة.
تكاتف العرب وقيادة مصر لميثاق السلام الذي هو في جوهره إيقاف اطلاق النيران وبدء عملية الإعمار هو أمر محمود وضروري فقد جاوز الظالمون المدى، ولم يعد في الإمكان أفضل مما كان، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة هل عم السلام وانتهت الحرب فعليا؟ أم لازال للحديث بقية ونهر الدماء انحسر قليلا وسيعاود جريانه؟ هل ستحترم حماس حياة القلة الباقية من الفلسطينيين؟ أم سيقدمون على أفعال عشوائية أخرى؟ هل سيتولد عما حدث ظهور ميلشيات أخرى تصارع من أجل فرض نفوذها على الضعفاء تحت ستار الحماة الجدد؟ أم سيكون صراع حماس القديمة مع حماس الجديدة؟ هل سيقوم رئيس السلطة الفلسطينية بأي دور أو فعل يشعر العالم بوجوده أم سيظل لا يحرك ساكنا؟ هل ستتوقف إسرائيل عند هذا الحد وهذه الحدود؟ أم لها رأى آخر هي والولايات المتحدة الأمريكية؟ هل لازلت فخورا بما حدث في ٧ أكتوبر؟ أم لك رأى آخر؟
ألا هل بلّغت؟ اللهّم فأشهد.
اللهم إنني أردد مع زكرياقوله: " احبوا الحّق والسلام. "

الأكثر قراءة
-
موعد صرف مرتبات أكتوبر 2025، هل تشمل الزيادة الجديدة؟
-
الكنيست ١٩٧٧ – ٢٠٢٥
-
شاهد، بث مباشر مباراة الزمالك و ديكاداها في الكونفدرالية 2025
-
شاهد، بث مباشر مباراة الأهلي وإيجل نوار في دوري أبطال إفريقيا 2025
-
كم توفر الحكومة من رفع أسعار البنزين والسولار في الزيادة الأخيرة؟
-
البث المباشر لمباراة بيراميدز ونهضة بركان في نهائي كأس السوبر الأفريقي 2025
-
شاهد، بث مباشر مباراة بيراميدز ونهضة بركان بنهائي السوبر الأفريقي
-
خبراء أمن يضعون "التوحش الرقمي" في قفص اتهام جريمة الإسماعيلية

مقالات ذات صلة
شائعات تشويه السُمعة
11 أكتوبر 2025 09:00 ص
مفهوم الحرية
04 أكتوبر 2025 09:10 ص
اختر من بين الأقواس
27 سبتمبر 2025 09:00 ص
عالم ثقيل الظل
20 سبتمبر 2025 09:30 ص
أكثر الكلمات انتشاراً