اعتقال المدعية العامة العسكرية في إسرائيل، من هي صاحبة الفيديو المسرب؟

أعلنت السلطات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، اعتقال المدعية العامة العسكرية السابقة اللواء يفعات تومر يروشالمي، وذلك بعد ساعات من العثور على سيارتها متوقفة، قرب أحد شواطئ تل أبيب، وبداخلها رسالة وداع، أثارت قلق الأجهزة الأمنية بشأن مصيرها، وفقا لما نقلته صحفة ذي تايمز أوف إسرائيل.

تسريب فيديو يوثق اعتداء جنود إسرائيليين على أسير فلسطيني

وجاء اعتقال يروشالمي على خلفية تسريب فيديو يوثق اعتداء جنود إسرائيليين على أسير فلسطيني والتحرش به في سجن عسكري جنوب البلاد، في واقعة أثارت صدمة داخل المؤسسة العسكرية وأعادت الجدل حول ممارسات الجيش في مراكز الاحتجاز، بحسب الصحيفة العبرية.

من هي يفعات تومر يروشالمي؟

وأثارت قضية المدعية العامة السابقة، جدلًا واسعًا في الشارع الإسرائيلي، بعد اختفائها في ظروف غامضة تاركة رسالة تُفيد بإقدامها على التخلص من حياتها.  

وتُمثل يفعات تومر يروشالمي، البالغة من العمر 51 عامًا، أبرز الشخصيات القانونية في جيش الاحتلال، حيث تُعد أول امرأة تتولى منصب النائب العام العسكري في تاريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2021، بعد مسيرة امتدت لأكثر من ربع قرن في السلك القانوني العسكري.

ولدت تومر يروشالمي في نتانيا عام 1974، وحصلت على بكالوريوس في القانون من الجامعة العبرية في القدس، ثم ماجستير في القانون من جامعة تل أبيب ومن كلية القضاء العسكري الأمريكية في فرجينيا عام 2003.

والتحقت تومر بالنيابة العسكرية عام 1996، وتدرجت في مناصبها حتى أصبحت عام 2015 رئيسة قسم الاستشارات القانونية للجيش قبل أن تُعيَّن عام 2019 مسؤولة عن قضايا النوع الاجتماعي في المؤسسة العسكرية. 

وفي سبتمبر 2021، خلفت اللواء شارون أفك، في منصب المدعي العام العسكري، لتصبح ثاني امرأة في تاريخ الجيش الإسرائيلي تحمل رتبة لواء (ماجور جنرال).

استقالة جراء تسريب فيديو مدو

واستقالت تومر يروشالمي الجمعة الماضية بعد أن اعترفت في رسالة رسمية بأنها أجازت تسريب مقطع الفيديو الذي أظهر مشاهد التعذيب في “سديه تيمان”، مُبرّرة ذلك بمحاولة “التصدي للدعاية الكاذبة ضد سلطات إنفاذ القانون العسكرية” وفق نص الاستقالة الذي نشرته جيروزالم بوست.

وجاءت الاستقالة بعد محاولة وزير الدفاع إسرائيل كاتس إقالتها مباشرة عقب تحقيق فتحته المستشارة القضائية للحكومة غالي باهراف-ميارا في واقعة التسريب.

تفاصيل قضية التسريب

يُذكر أن  القناة الثانية عشرة الإسرائيلية كانت قد بثت  قبل أيام الفيديو المسرب وأظهر جنودًا يشكلون جدارًا بدروعهم حول أسير فلسطيني أثناء اعتداء جسدي وجنسي عليه داخل سجن “سديه تيمان” في أغسطس 2024، لمنع توثيق الحادثة. وأفادت تقارير أن الأسير نُقل لاحقًا إلى المستشفى مصابًا بجروح وكسور خطيرة.

وفي فبراير الماضي، قدمت النيابة العسكرية، لائحة إتهام بحق خمسة جنود احتياط على خلفية الحادثة، غير أنهم ما زالوا خارج الاحتجاز حتى اليوم، بحسب القناة العبرية.

انتهاكات جسيمة ضد الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية

وأعادت قضية تسريب الفيديو، تسليط الضوء على الانتهاكات الواسعة التي ترتكب ضد الأسرى الفلسطينيين، إذ تؤكد منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية، أن أكثر من 10 ألاف معتقل يعيشون أوضاعًا قاسية، تشمل التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي.

اقرأ أيضا:

العثور على المدعية العسكرية الإسرائيلية بعد اختفائها في ظروف غامضة، ماذا يحدث داخل جيش الاحتلال؟

تنكيل جماعي.. ماذا يحدث داخل السجون الإسرائيلية؟