ثلاثة يزاحمون الطبيب البشري في ممارسة "التغذية العلاجية"، لمن الحق؟
تغذية
أصبحت التغذية العلاجية في السنوات الأخيرة واحدة من أكثر التخصصات الطبية إثارة للجدل، بعد أن تجاوزت مفهوم “النظام الغذائي” إلى كونها علمًا دقيقًا يربط بين الغذاء والدواء، ويمتد تأثيره إلى علاج الأمراض المزمنة وتحسين جودة الحياة.
من يحق له العمل في تخصص التغذية العلاجية؟
ومع توسع الاهتمام بهذا المجال، تصاعد الجدل حول من يملك حق ممارسة هذا التخصص؟ هل هو الطبيب الذي يتابع الحالة إكلينيكيًا (سريرًا)؟ أم الصيدلي الذي يدرس تفاعلات العناصر الغذائية والأدوية داخل الجسم؟ أم أخصائي التغذية الذي تلقى تدريبًا أكاديميًا مباشرًا في علوم الغذاء؟
وإلى جانب كل من سبق ذكرهم، فإن بعض خريجي كليات الطب البيطري والزراعة دخلوا هم أيضًا هذا الميدان من خلال تخصصات التغذية الحيوانية والغذاء التطبيقي، ما زاد المشهد تعقيدًا.
وبين هذا التداخل في الاختصاصات، يقف المريض حائرًا أمام تعدد المسميات: أخصائي تغذية، صيدلي تغذية، طبيب تغذية علاجية، أخصائي مكملات غذائية... إلخ، في ظل غياب إطار تشريعي موحّد يحدد بدقة من المخوّل له وضع الخطط الغذائية العلاجية والإشراف على تنفيذها.

خطة التغذية الوريدية
في هذا الإطار، قالت أخصائي التغذية العلاجية الدكتورة هند زكريا، إن الطبيب البشري يتابع حالة المريض من حيث تشخيص الحالة ومتابعة التحاليل والنظام المناسب عن طريق الفم، ووضع المكملات الغذائية إذا كان يحتاج ذلك، ووضع خطة للتغذية الوريدية إذا كان المريض بحاجة لها.
دور الصيدلي تنفيذ خطة التغذية الوريدية
وأوضحت زكريا لـ"تليجراف مصر، أن التغذية العلاجية علم قائم على مبادئ "pharmacokinetics" و"pharmacodynamics" الخاصة بالمغذيات (Nutrients)، موضحة أن دور الصيدلي تنفيذ خطة التغذية الوريدية. كما أنه ملم بتفاعلات الاكل والدواء داخل الجسم.
تحويل السعرات إلى غذاء
وأضافت أن خريجي الزراعة أو العلوم دراسي علوم التغذية يتابعون الوجبات الخاصة بالمريض. وينفذ خطة العلاج التي وضعها طبيب التغذية من حيث سعرات الأكل وجرامات النشويات والبروتين والدهون. كما أنه يهتم بنوعية الغذاء نفسه، على سبيل المثال طعام قليل أو عالي البوتاسيوم.
وفي العديد من الدول مثل الولايات المتحدة لا يضع الأطباء خططًا غذائية علاجية للمرضى إلا إذا حصلوا على شهادات إضافية معترف بها في مجال التغذية.
القانون يجيز للصيادلة مزاولة التغذية العلاجية
من جانبها، أكدت الصيدلانية بوزارة الصحة الدكتورة أميرة لاشين، أن التغذية العلاجية علم حديث يقوم على أسس علمية دقيقة تجمع بين علم الأدوية والاحتياجات الغذائية، مشيرة إلى أن القانون في مصر يمنح الأطباء البشريين فقط حق فتح عيادات خاصة، لكنه لا يمنع الصيادلة من العمل في مجال التغذية العلاجية داخل المنشآت الطبية المعتمدة، باعتبار أنهم حاصلون على ترخيص مزاولة مهنة من وزارة الصحة.
وأثير حالة من الجدل في الآونة الأخيرة بعد تصريح لأحد الأطباء قال إن الصيادلة في مصر وأخصائيي الزراعة والتغذية لا يحق لهم الترخيص لهم بعيادات خاصة لمزاولة مهنة التغذية العلاجية طبقًا للقانون، بينما قالت لاشين إن الصيدلي مؤهل علميًا وعمليًا لممارسة هذا التخصص، شأنه شأن الطبيب البشري.
وأوضحت أن البورد الأمريكي للتغذية العلاجية (BCNSP) يمنح اعتمادات رسمية للصيادلة في هذا المجال، فيما تُعد الجمعية الأمريكية للتغذية الوريدية والمعوية (ASPEN) من أقوى الجهات العلمية في العالم المتخصصة في هذا العلم، ويرأسها صيدلي، وهو ما يعكس الاعتراف الدولي بدور الصيادلة في ممارسة التغذية العلاجية.
اقرأ أيضًا:
"الصحة" تطلق المؤتمر الأول عن أسس التغذية العلاجية
أطباء يطالبون بإصدار قرار وزاري لتنظيم عمل فرق التغذية العلاجية
الأكثر قراءة
-
"الحاج الضوي" لـ سمر فودة: الجلابية رمز الصعيد والهوية المصرية
-
موقف إجازة المدارس في انتخابات مجلس النواب 2025 ومواعيد التصويت
-
شقيق إسماعيل الليثي يكشف لـ"تليجراف مصر" تطورات حالته بعد حادث المنيا المروع
-
بعد القبض على المتهمين، الفتاة المعتدي عليها من خليجي تشيد بالشرطة: "قادرة تحمي بناتها"
-
عاطف عجلان.. الحصان الأسود في سباق برلمان مصر 2025
-
"شهقت وماتت"، ننشر أقوال زوج تغريد العروس المتوفاة بعد ساعات من زفافها
-
"قلبه وقف ورجع تاني"، تفاصيل الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثي
-
"القضاء الإداري" تنظر أولى جلسات الطعن على تعديلات قانون الإيجار القديم
أخبار ذات صلة
تحت الأرض، فلسطينيون يعيشون في ظلام لا ينتهي داخل سجون إسرائيلية
08 نوفمبر 2025 03:45 م
قائمة الهدافين التاريخيين لكأس السوبر المصري منذ انطلاق البطولة
08 نوفمبر 2025 12:33 م
الأهلي والسوبر المصري، قصة هيمنة لا تعرف النهاية
08 نوفمبر 2025 05:09 ص
ذكاء اصطناعي يسقط في اختبار الانتخابات، كيف أطاح زهران ممداني بـ"نسخة كومو الرقمية"؟
07 نوفمبر 2025 01:21 ص
أكثر الكلمات انتشاراً