الإثنين، 24 نوفمبر 2025

10:17 م

ديربي شمال لندن، هل تعلمتم الدرس؟ (تحليل)

ديربي شمال لندن.. هل تعلمتم الدرس؟

قبل مباراة أرسنال وتوتنهام في دربي شمال لندن بساعتين وقبل إعلان قائمة المشاركين، كانت الجماهير تتمنى مباراة ممتعة. جماهير توتنهام (ومن خلفها جماهير السيتي وليفربول وتشيلسي) كانت تنتظر نتيجة تُبطئ من انطلاقة أرسنال كي يلحق به المتعثرون، وآمالهم قد انتعشت إلى عنان السماء في الجولة الأخيرة قبل التوقف الدولي، عندما تم إيقاف سلسلة الجانرز أمام سندرلاند بالتعادل 2/2.

مدربهم توماس فرانك براجماتي ويجيد استخدام التكتيك المناسب لكل مباراة. فريقهم متخصص في الفوز خارج ملعبه، وخاصة على الفرق الكبيرة التي تلعب بالدفاع المتقدم.

من ناحية أخرى، جماهير الجانرز ملأت استاد الإمارات على أمل أن يتمكن فريقهم من تحقيق فوز يعيد إليهم بطولة الدوري التي غابت عنهم منذ موسم اللاهزيمة 2003/2004.

ولكن بعد إعلان التشكيل، تبدلت الأماني إلى مخاوف لدى طرف، وتبددت الشكوك وازداد اليقين عند الطرف الآخر.

أرسنال

غيابات أرسنال

كثر الحديث قبل المباراة عن عدد المباريات التي سيغيبها قلب الدفاع البرازيلي جابرييل وعن عودته في يناير المقبل، وعن حجم الفاقد في خط الدفاع بخسارته، حيث كان الأعلى في التشتيت والتصديات بين كل لاعبي أرسنال (5.91 تشتيت – 13 تصدي لكل 90 دقيقة). الفريق بدون ثنائية (جابرييل/صاليبا) ربح فقط 4 من أصل 12 مباراة.

كما تناولت التحليلات قدراته الهجومية في الكرات الثابتة، وإرسال القطريات التي تغير اتجاه اللعب أو الكرات الطولية خلف دفاعات الخصم، وارتفعت التحليلات بين البدائل ما بين بييرو هنكابي – موسكييرا – كالافيوري. صاليبا كقلب دفاع مائل لليمين يحتاج إلى قلب دفاع مائل لليسار، ما استبعد موسكييرا، لترجح الترجيحات بين كالافيوري وهنكابي، لكنها ذهبت إلى كالافيوري نظرًا لضعف مشاركة هنكابي على مدار الموسم.

لكن أرتيتا اختار بييرو هنكابي.. لماذا؟

أولًا: يلعب بقدمه اليسرى.

ثانيًا: الأسرع 33.41 كم/ساعة، مما يعني سرعة ارتداده إذا ضربت مصيدة التسلل في دفاعهم المتقدم وقدرته على تغطية مساحات أكبر.

توقع أرتيتا أن يلجأ توتنهام للخروج من الضغط العالي إلى الكرات الطويلة للأجنحة، وقد صدقت توقعاته كما سنرى عند عرض تشكيل توتنهام.

المشكلة الثانية كانت غياب جيوكيرس، وبما أن أرتيتا معتاد على عدم اللعب بمهاجم صريح، فقد كانت المشكلة من سيعوضه، فوقع الاختيار على ميكيل ميرينو مهاجم وهمي.

أرسنال

تشكيل توتنهام

لعب توماس فرانك بثلاثة قلوب دفاع (دانسو/روميرو/فان دي فين)، وظهيرين جناحين (سبينس/أودوجي) يميلون للدفاع على الهجوم، وتشكيل أقرب إلى 5/4/1.

ثنائية ارتكاز في وسط الملعب (بالينها/بينتانكور) بدون صانع لعب، ومهاجم مثل ريتشارلسون أقرب إلى محطة لتقف عنده الكرة حتى صعود الأجنحة خلفه.

إدارة المباراة - تكتيك أرسنال

لعب أرسنال بإيزى كصانع لعب وميرينو كمهاجم وهمي، لكنهما يقومان بتبديل المراكز، وخلال تدوير اللعب يكونان على ارتفاع واحد إلى أن يتحرك أحدهما كمفاجأة من خلال دفاع توتنهام.

أدى ذلك إلى جعل قلوب دفاع توتنهام يراقبون الأشباح، فمن جهة لا يرون أحدًا، ثم فجأة يكتشفون اختراق أكثر من لاعب من أكثر من جهة داخل منطقة الجزاء.

عملية تفكيك ارتكاز توتنهام

قام أرسنال بالتحميل الزائد على الأجناب: جناح إلى أقصى الطرف وظهير أو لاعب وسط يخترق المساحة النصفيه ليسحب معه أحد ارتكازي توتنهام (بينتانكور)، ويخترق لاعب ثالث من الخط إلى الداخل تجاه بالينها، الذي يجد نفسه بين موقف 2/1 وعليه الاختيار من يغطيه.

مثلما حدث في الهدف الأول، مرر تيمبر الكرة إلى ميرينو، الذي أصبح بوجهه في مساحة، وايزى يركض من ظهره، اختار الارتداد وترك ميرينو بالكرة، وأشار إلى ريتشارلسون المتأخر ليضغط، لتتاح لميرينو فرصة التمرير بمنتهى الراحة وضرب التسلل إلى تروسارد.

استمر هذا النهج يؤتي ثماره بسحب الارتكاز وتفريغ دائرة منطقة جزاء توتنهام، لكن إلى من؟ هنا برزت مهارات أيزي الفطرية في الاستلام في أضيق المساحات والمراوغة القصيرة لفتح الزوايا ثم التسديد.

براعة التسديد عنده تكمن في أنها قوية في أي وضع جسم له (يمين/يسار)، وفي أي وضع تكون عليه الكرة (على الأرض أو مرتدة على ارتفاع)، وحتى عندما تكون الكرة ملتصقة بقدمه.

فقام في الهدف الثاني بمراوغة ثنائي ارتكاز توتنهام في ربع متر والتسديد من بين أقدام قلوب الدفاع.

توتنهام

تكتيك توتنهام

انتهج توماس فرانك تكتيكًا يقوم على سؤال: هل نعرف شيئًا اليوم سوى الدفاع؟ لا يوجد صانع لعب للخروج بالكرة، خمسة في تشكيل الدفاع لإيجاد أكبر كثافة ممكنة في الخلف، لزيادة العدد على ضغط أرسنال العالي.

الارتكازان ضعيفان على الكرة، وطريقة الخروج: التمرير بين الخماسي الخلفي لسحب ضغط أرسنال ثم التمرير الطويل إلى اتجاهين، إما ريتشارلسون كمحطة للإسناد إلى الأجنحة، أو خلف أظهرة أرسنال إلى الأجنحة قدوس وأوديبرت.

لتبرز قدرات وسرعات صاليبا وهنكابي وكالفيوري في غلق المسارات تمامًا. قد يكون تحسن الوضع نسبيًا بعد نزول سيمونز كصانع لعب بدلًا من قلب الدفاع دانسو للخروج بالكرة، لكن من البداية كان أرسنال مسيطرًا تمامًا.

لفهم حجم الصعوبات الناتجة عن عدم الخروج بالكرة، من الناحية الدفاعية، الأهداف الثاني والثالث والرابع جاءت من استعادة أرسنال للكرة بسرعة بالضغط العكسي، ومن ناحية أخرى، تشتيتات توتنهام التي وصلت إلى 31 تشتيتًا، أغلبها خاطئ إلى عمق الملعب، أضاف مزيدًا من الخطورة عليهم.

في نهاية المباراة تتضح الكارثة

إحصائية الأهداف المتوقعة: 1.93 لأرسنال – 0.07 لتوتنهام.

التسديدات: 17 لأرسنال، منهم 8 على المرمى، وتوتنهام 3 تسديدات فقط طوال المباراة.

باختصار، كانت مباراة من طرف واحد تستحق أن يعتذر عنها توماس فرانك لجماهير توتنهام، وتدق بها على الأرض أحذية جماهير أرسنال، أصحاب الأرض.

search