الأحد، 14 ديسمبر 2025

09:12 ص

باحثون: المحتوى التافه عبر الإنترنت يضر بتطور دماغ الأطفال دون الخامسة

دراسة جديدة تحذر من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نمو دماغ الأطفال

دراسة جديدة تحذر من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نمو دماغ الأطفال

يتزايد حجم المحتوى الضار على الإنترنت، ويصل إلينا من مصادر متعددة، وبدأ يؤثر حتى على الأطفال الصغار.

ويحذر الخبراء من أن أدمغة الأطفال دون سن الخامسة، التي لا تزال في طور النمو اللغوي والمعرفي والاجتماعي، تشهد نموًا سريعًا خلال فترة قصيرة، لذا، فإن تعرضهم لكميات هائلة من المحتوى الضار على الإنترنت يُعدّ خطرًا، إذ يُعطّل هذه المرحلة التنموية الحاسمة، وفقًا لصحيفة "لا راثون" الإسبانية.

بيانات صادمة

وبحسب تقرير تحليلي صادر عن باحثين في مركز العدالة الاجتماعية (CSJ) بالمملكة المتحدة، فإن هذا التأثير بات ملموسًا بالفعل، فيعاني الأطفال من القلق واضطرابات النوم نتيجة الكم الهائل من مقاطع الفيديو منخفضة الجودة وغيرها من المحتويات التي يستهلكونها بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وقد وُجد أن أداء الأطفال الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يتراجع في اختبارات الذاكرة والقراءة، كما أن زيادة وقت استخدام الشاشات قد تؤدي إلى الاكتئاب والسلوكيات الإدمانية لدى جميع الفئات العمرية.

وقال اللورد ناش، عضو مجلس اللوردات البريطاني ووكيل وزارة التعليم السابق: "هذا البحث مثير للقلق للغاية، فمع وجود مئات الآلاف من الأطفال دون سن الخامسة على هذه المنصات، وهم أطفال لم يتعلموا القراءة بعد، ويتلقون محتوى وخوارزميات مصممة لجذب البالغين، ينبغي أن يقلقنا جميعًا".

وتُظهر هذه الإحصائيات اتجاهًا تصاعديًا، حيث استندت المحكمة العليا في تحقيقها إلى تقرير صادر في مايو 2025 عن مكتب الاتصالات البريطاني (أوفكوم)، والذي استطلع آراء أولياء الأمور البريطانيين حول استخدام أطفالهم للمحتوى الإلكتروني، وكشف البحث أن طفلاً واحداً من بين كل خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات قد استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بمفرده.

814 ألف طفل يتعرضون لمحتوى فارغ وتافه

وأشار التقرير نفسه إلى أن 37% من الآباء الذين شملهم الاستطلاع أقروا بأن أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وهي زيادة ملحوظة مقارنةً بنسبة 29% قبل ثلاث سنوات. 

وقدّر مركز العدالة الاجتماعية أن ما لا يقل عن 814 ألف طفل بريطاني يعانون من تلف في الدماغ نتيجةً لهذه السلوكيات الضارة.

وأعرب الباحثون عن قلقهم إزاء تزايد القلق والضيق النفسي المرتبط بالهوية نتيجة التعرّض المستمر للشاشات، كما أفادت المدارس بتراجع مستوى الانتباه والالتزام بالمعايير الإلكترونية.

ولمساعدة الأطفال على استعادة صحتهم النفسية، أوصت جمعية العدالة الاجتماعية برفع الحد الأدنى لسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى 16 عامًا وحظر الهواتف الذكية في الفصول الدراسية، وإطلاق حملة توعية وطنية للمخاطر الصحية العامة المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت.

اقرأ أيضًا..

أستراليا تحظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عامًا في هذا الموعد

search