الجمعة، 19 ديسمبر 2025

10:08 م

زلزال داخل "بيت الأمة"، عودة السيد البدوي تربك حزب الوفد

الدكتور السيد البدوي

الدكتور السيد البدوي

عاد اسم حزب الوفد ليتصدر المشهد السياسي من جديد على وقع تطورات متسارعة، أعادت فتح ملفات مؤجلة وصراعات مكتومة داخل "بيت الأمة"، بعدما أعلن الدكتور سيد البدوي اعتزامه الترشح لرئاسة الحزب، وسط انقسامات داخله وإعادة خلط الأوراق القديمة في لحظة يتقاطع فيها التاريخ الشخصي مع مستقبل الحزب وتتصادم فيها الحسابات مع إرث أحد أبرز أقطابه.

حزب الوفد
حزب الوفد


ويفرض اسم السيد البدوي نفسه محددًا في وقت يشهد حزب الوفد حالة من السيولة التنظيمية والانفسام غير المعلن بين تيارات تسعى لاستعادة الوفد الكبير وأخرى تتمسك بالقيادة الحالية، خاصة أن تاريخ السيد البدوي في الحزب معقّد، بين الانتصارات الانتخابية تارة وقرارات الإقصاء والاتهامات المتبادلة والقطيعة الطويلة وعودة لم تكن هادئة.

ومع فتح باب الترشح رسميًا لانتخابات رئاسة الحزب، تتحول المعركة من مجرد سباق على المنصب إلى اختبار حقيقي لقدرة الوفد على تجاوز صراعاته الداخلية، وحسم سؤاله الأهم: هل يعود الحزب إلى رموزه التاريخية، أم يواصل مسار جديد يحاول الانفصال عن الماضي بكل ما يحمله من ثقل وجدلية؟

فتح باب الترشح لانتخابات حزب الوفد

وأعلن حزب الوفد فتح باب الترشح لرئاسة الحزب اعتبارًا من يوم السبت 3 يناير 2026، يوميًا من الساعة الحادية عشرة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، ولمدة ستة أيام، على أن يُغلق الباب يوم الخميس 8 يناير 2026.

المرشحون لرئاسة  حزب الوفد حتى الآن

حتى الآن، أعلن كل من فؤاد بدراوي، عضو الهيئة العليا، والمهندس حمدي قوطة، عضو الهيئة العليا، ترشحهما رسميًا لانتخابات رئاسة حزب الوفد.

فؤاد بدراوي - عضو الهيئة العليا لحزب الوفد
فؤاد بدراوي - عضو الهيئة العليا لحزب الوفد


فيما تضم قائمة المرشحين المحتملين كلًا من الدكتور ياسر حسان أمين الصندوق، والدكتور عبد السند يمامة رئيس الحزب الحالي، والدكتور هاني سري الدين، والمهندس حسين منصور.

تاريخ السيد البدوي في حزب الوفد

انضمّ الدكتور السيد البدوي إلى حزب الوفد عام 1983، وبدأ رحلة تصاعدية داخل هياكل الحزب التنظيمية، حيث تولى منصب سكرتير عام الحزب عام 2000، ثم أصبح عضوًا بالهيئة العليا عام 2006، إلى أن تُوج مشواره بانتخابه رئيسًا لحزب الوفد في 28 مايو 2010، خلفًا للدكتور محمود أباظة، الذي خسر أمامه الانتخابات آنذاك.

السيد البدوي
السيد البدوي

محطتا الفوز برئاسة الحزب

حقق الدكتور السيد البدوي فوزه الأول برئاسة حزب الوفد عام 2010 بفارق 209 أصوات أمام رئيس الحزب الأسبق الدكتور محمود أباظة، ثم جدّد الثقة بفوزه بولاية ثانية عام 2014 على منافسه سكرتير عام الحزب آنذاك الدكتور فؤاد بدراوي، وبفارق 235 صوتًا.


إسقاط العضوية عام 2019

في عام 2019، وخلال ولاية المستشار بهاء أبو شقة، أصدر حزب الوفد قرارًا رسميًا بإسقاط عضوية السيد البدوي نهائيًا، على خلفية عدم سداد المديونيات المالية المستحقة عليه، وذلك بعد منحه مهلة شهر كامل لتوفيق أوضاعه أو إزالة أسباب القرار.

وعقب ذلك، وصف السيد البدوي قرار إسقاط عضويته بأنه “انتقامي وطائش وباطل، ويخالف صحيح القانون ولائحة الحزب”.

الاعتزال ثم العودة

ابتعد السيد البدوي عن العمل السياسي داخل حزب الوفد لفترة طويلة، قبل أن يقرر رئيس الحزب الحالي الدكتور عبد السند يمامة إعادته إلى الحزب بعد ثلاث سنوات من إسقاط عضويته.

فصل جديد وأزمة متصاعدة في 2025

في عام 2025، أصدر الدكتور عبد السند يمامة قرارًا جديدًا بفصل السيد البدوي من حزب الوفد وجميع تشكيلاته، مبررًا ذلك بما وصفه بـ"إهانة بيت الأمة والتجاوزات وانتقاد السياسات التي ينتهجها الحزب"، خلال تصريحات له في برنامج “على مسؤوليتي” مع الإعلامي أحمد موسى.

رئيس حزب الوفد الدكتور عبد السند يمامة


قوبل القرار بموجة من الانتقادات والتحركات داخل الهيئة العليا للحزب، التي أصرت على التراجع عنه.

وعلى خلفية تلك التطورات، أعلن السيد البدوي انسحابه الكامل من المشهد السياسي بعد الأزمات الأخيرة التي ضربت الحزب، قبل أن يتراجع لاحقًا عن قرار الانسحاب إثر تدخل عدد من قيادات الوفد.

مفاجأة الترشح من جديد

وفي تطور مفاجئ، أُعلن ترشح الدكتور السيد البدوي مجددًا لرئاسة حزب الوفد، سعيًا لولاية جديدة داخل بيت الأمة، ليعيد بذلك خلط الأوراق داخل الحزب، ويفتح فصلًا جديدًا في مسيرته السياسية الممتدة مع الوفد.

اقرأ أيضًا:
السيد البدوي يعلن ترشحه لرئاسة حزب الوفد في الانتخابات المقبلة

search