الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

08:19 م

شديد العدوى، "الدفتيريا" يرفع نسبة الوفيات بـ8 دول أفريقية ويثير القلق الدولي

تعبيرية عن  الدفتيريا او الخناق

تعبيرية عن الدفتيريا او الخناق

عادت أمراض الدفتيريا “الخُنّاق” للظهور مجددًا بعد سنوات من السيطرة عليها، نتيجة تراكم عوامل اجتماعية وصحية ونقص التغطية باللقاحات في بعض المجتمعات. 

ويُعرف داء الدفتيريا أو الخناق (Diphtheria) بأنه مرض تنفسي شديد العدوى تسببه بكتيريا تُسمى الوتدية الخناقية، ويمكن أن يصيب الجهاز التنفسي أو الجلد. 

وتكمن خطورة المرض في تكوّن غشاء رمادي سميك يغطي الحلق ويعيق التنفس، إضافة إلى إفراز البكتيريا لسموم قوية تؤثر على القلب والكلى والجهاز العصبي، وقد تؤدي للوفاة إذا لم يُعالج المريض بسرعة.

ويعد الخناق مرضًا معديًا يمكن أن ينتقل بين الأشخاص عبر السعال أو العطس أو ملامسة أدوات المصاب، كما يمكن أن يُصاب البعض بمرض خفيف دون أعراض، فيما يعاني آخرون من مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة، لا سيما الأطفال غير الملقحين وكبار السن أو الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

ويصبح المريض غير معدٍ بعد 48 ساعة من بدء العلاج بالمضادات الحيوية، مع ضرورة استكمال العلاج للوقاية من الانتكاس.

ويصنف المرض إلى نوعين رئيسيين:

- الخناق التنفسي الكلاسيكي: الأكثر شيوعًا، يؤثر على الأنف والحلق واللوزتين والحنجرة، وقد يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء.

- الخناق الجلدي: أقل شيوعًا، يظهر على شكل بثور أو قروح في مناطق مختلفة من الجسم، خاصة في البلدان ذات الظروف الصحية المتدنية.

أعراض الدفتيريا

تبدأ الأعراض عادة بين يومين إلى خمسة أيام بعد التعرض للبكتيريا، وتشمل:

- ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالإرهاق والضعف.

- صعوبة في البلع وآلام شديدة في الحلق.

- تغيّر أو بحة في الصوت.

- تورم الغدد اللمفاوية بالرقبة.

- سعال قوي وأزيز أثناء التنفس.

وفي حالات متقدمة، يشكل الغشاء الرمادي الذي يغطي الحلق واللوزتين والعنق خطرًا على التنفس، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للقلب والجهاز العصبي، أما الدفتيريا الجلدية، فتظهر على شكل بثور أو قروح مملوءة بالصديد.

طرق الوقاية واللقاحات

يعتبر التلقيح الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من الدفتيريا ونقلها للآخرين، ويحتاج المرضى إلى عدة جرعات عادية ومعززة من اللقاح لتوليد المناعة اللازمة. 

وتؤكد منظمة الصحة العالمية على ضرورة الحفاظ على معدلات تغطية مرتفعة بالتلقيح لضمان حماية المجتمعات، خاصة الأطفال.

وفقًا للتقديرات لعام 2023، حصل 84٪ من الأطفال عالميًا على الجرعات الثلاث الموصى بها من لقاح الدفتيريا، بينما تبقى نسبة 16٪ بدون تغطية كافية، مع تباين واضح بين البلدان والمناطق داخلها.

ماذا قالت منظمة الصحة العالمية عن الدفتيريا؟

أفادت منظمة الصحة العالمية أنه بين 1 يناير و2 نوفمبر 2025، تم الإبلاغ عن 20412 حالة مشتبه بها، منها 1252 حالة وفاة، بنسبة وفيات تقارب 6٪، في 8 دول أفريقية. 

وتشير المنظمة إلى أن تفشي المرض يشكل تحديات كبيرة بسبب نقص مضاد سموم الدفتيريا (DAT) وقدرة بعض الدول المحدودة على توفير العلاج، إضافة إلى ضعف البنية الصحية في مناطق النزاع أو المكتظة بالسكان.

وأكدت أن العمل مستمر على جميع المستويات لتقديم الدعم للبلدان المتضررة، وتقليل آثار التفشي، مع تقييم المخاطر الإقليمية بأنها عالية، بينما تظل المخاطر على المستوى العالمي منخفضة، نظرًا لإنشاء معظم الدول خارج إفريقيا، برامج تحصين وأنظمة مراقبة كافية.

وأوضحت المنظمة في منشور لها عبر موقعها الإلكتروني، أن جائحة كوفيد-19 أثرت على تقديم خدمات التمنيع الروتيني وأنشطة الترصد، وقد تركت هذه النكسات الكثير من الأطفال عرضة للإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل الخناق.

ولا يوجد أي إقليم من أقاليم المنظمة خاليًا تمامًا من الخناق، وتتمكن بكتيريا المرض من الدوران في بعض المناطق بسبب تدني معدلات التغطية، ما يزيد احتمال اندلاع فاشيات المرض ويعرض جميع الأفراد غير الملقّحين والمنقوصي التلقيح لخطورة الإصابة به.

اقرأ أيضًا..

الصحة: مصر خالية من "الحصبة" للعام الثالث على التوالي

لا داعي للقلق، وزير الصحة حول زيادة حالات الإنفلونزا: لسنا في موقع إخفاء الحقائق

بعد تحقيق "تليجراف مصر" عن إجبار الأهالي على التبرع بالدم، الصحة العالمية ترد وتكشف أرقامًا صادمة

search