الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

06:04 م

"نحن من يحكم"، كيف تعرقل تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن إسرائيل لن تنسحب بشكل كامل من قطاع غزة، مشددًا على أن وجود دولة الاحتلال سيبقى قائمًا، وأن الحكومة الحالية ماضية في سياساتها دون تراجع.

وجاءت تصريحات كاتس خلال مشاركته في مراسم بناء وحدات سكنية في مستوطنة بيت إيل، حيث أعلن أن إسرائيل تعتزم إقامة بؤر استيطانية شمالي قطاع غزة، مؤكدًا أن ذلك سيتم "في الوقت المناسب وبالتوقيت الملائم، وفقًا لصحيفة "هارتز" الإسرائيلية.

"نحن من يحكم"

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن هناك من يحتجون ويتظاهرون على هذه السياسات، إلا أنه شدد على أن الحكومة الإسرائيلية هي صاحبة القرار، مضيفًا: "نحن من يحكم".

كما وصف الحكومة الحالية بأنها حكومة استيطان، مؤكدًا أنه في حال توفرت الظروف لفرض السيادة على الضفة الغربية، فإن إسرائيل ستفعل ذلك، معتبرًا أن ما وصفه بمرحلة السيادة العملية قد بدأت بالفعل.

وأشار كاتس إلى أن ما حدث بعد السابع من أكتوبر أوجد، من وجهة نظره، فرصًا سياسية وأمنية لم تكن متاحة منذ فترة طويلة، في ظل ما اعتبره مواقف إسرائيلية قوية بعد كارثة مروعة، على حد تعبيره.

انعكاسات التصريحات على المرحلة الثانية من خطة ترامب

وتعتبر التصريحات محاولة من الحكومة الإسرائيلية لعرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على قطاع غزة، والسعي إلى حصر تنفيذ الاتفاق في مرحلته الأولى فقط، دون الالتزام باستحقاقات المراحل اللاحقة.

وفي السياق ذاته، شكك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل في قدرة قوة السلام الدولية الخاصة بقطاع غزة على تنفيذ المهام المنوطة بها، وفق ما تنص عليه خطة ترامب، لإنهاء الحرب وإدارة المرحلة التالية.

وترفض إسرائيل الدخول في المرحلة الثانية من الخطة، باعتبار أنها تتطلب انسحابات أوسع من القطاع، وتقليص السيطرة العسكرية الإسرائيلية، فضلًا عن المطلب المتعلق بتشكيل حكومة فلسطينية.

ماذا تتضمن المرحلة الثانية من خطة ترامب؟

وبحسب الخطة التي أعلنها ترامب، من المفترض أن تشمل المرحلة الثانية عددًا من البنود الرئيسية، أبرزها:

  • إنشاء مجلس للسلام وذراعه التنفيذية المتمثلة في قوة الاستقرار الدولية (قوة حفظ السلام)، استنادًا إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 3803.
  • انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ما يُعرف بالخط الأحمر، بحيث تصبح المناطق الخاضعة لسيطرته نحو 20 في المئة من مساحة قطاع غزة.
  • حظر احتلال القطاع أو ضمه بشكل دائم بموجب الاتفاق.
  •  وضع خطة للتعامل مع سلاح المقاومة، بما يشمل تدمير ما تبقى من الأنفاق داخل القطاع.
  • إقامة نظام حكم لما بعد الحرب، يتمثل في مجلس تنفيذي مكوّن من شخصيات دولية.
  • تشكيل حكومة فلسطينية من التكنوقراط لإدارة الشؤون المحلية.
  • البدء في تنفيذ خطة شاملة لإعادة إعمار القطاع، وإزالة الركام والأنقاض.

موقف حماس من المرحلة الثانية 

من جانبها، شددت حركة حماس على تمسكها، إلى جانب فصائل المقاومة، بتنفيذ جميع بنود الاتفاق بمراحله المختلفة، دون استثناء.

وفي هذا الإطار، فتحت الحركة الباب أمام إمكانية مناقشة تجميد الأسلحة أو تخزينها أو إبعادها، شريطة وجود ضمانات فلسطينية، والتأكيد على عدم استخدامها مطلقًا خلال فترة وقف إطلاق النار.

ترقب سياسي قبل لقاء ترامب ونتنياهو

وتشهد الساحة السياسية حالة ترقب متزايدة مع اقتراب اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب، والمقرر عقده في ولاية فلوريدا، وفق ما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".

وأوضحت القناة أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تولي هذا الاجتماع أهمية خاصة، لا سيما فيما يتعلق بإمكانية الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق قطاع غزة، في ظل مخاوف إسرائيلية من التزامات أمريكية قد تدفع تل أبيب إلى المضي قدمًا في هذه المرحلة دون تحقيق كامل الأهداف التي وضعتها خلال المرحلة الأولى.

مخاوف إسرائيلية متزايدة 

وأضافت القناة أن هناك قلقًا إسرائيليًا متصاعدًا من ربط مسألة نزع سلاح حركة حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مساحات واسعة يسيطر عليها داخل قطاع غزة، والتي تُقدّر ما بين 54 و58 في المئة من مساحة القطاع.

كما أشارت إلى مخاوف تتعلق بعدم استعادة الجثمان الأخير المحتجز في غزة، إلى جانب التخوفات الإسرائيلية من تشكيل هيئة دولية للسلام تتولى إدارة القطاع أمنيًا.

اقرأ أيضًا:
احتجاجات واسعة، قرار رسمي في إسرائيل بشأن "7 أكتوبر" يشعل غضب عائلات القتلى

رغم خروقات إسرائيل، تطورات جديدة بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة

تابعونا على

search