تطمينات الوزير لم تقنع أولياء الأمور، لماذا يخشى المصريون تغيير منظومة التعليم؟
طلاب في مدرسة
يعتبر ملف التعليم من الملفات التي تهم كل أسرة مصرية ويرتبط بشكل مباشر بالحياة اليومية، خاصة في ظل عدم وجود رؤية واضحة وثابتة لتطوير التعليم، حيث تعاني منظومة التعليم من التقلب والتغيير بشكل مستمر، إذ ترتبط كل خطة للتطوير بوزير معين، ومع مغادرته لمنصبه يبدأ الوزير الجديد بخطة من الصفر، بدلا من أن يبدأ من حيث انتهى الوزير السابق.
وبالأمس أطل علينا وزير التربية والتعليم، محمد عبداللطيف في لقاء مع الإعلامية لميس الحديدي، حيث فتح الكثير من الملفات، وترك العديد من الأسئلة بلا إجابات، حيث تحدث عن زيادة الإقبال على نظام البكالوريا واعتماد الطلاب على كتب التقييمات وتراجع شراء الكتب الخارجية وإدراج مادة البرمجة وتطوير التعليم الفني.
وكشفت تلك التصريحات عن انقسام واضح بين أولياء الأمور، ما بين مؤيد ومعارض لتلك التصريحات، وفيما يلي نستعرض آراء أولياء الامور وخبراء التعليم في الملفات التي طرحها الوزير.
كتاب التقييمات مفيد للصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية
قالت ولية الأمر كريمة حامد، إن كتاب التقييمات له أهمية واضحة خاصة في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، مثل الصف الاول والثاني وتساعد أسئلته الطلاب على الفهم والتدريب، ولكن ليس قوي على القدر الكافي في الصفوف الأعلى خاصة تقييمات الصفين الخامس والسادس.
وأضافت “حامد” لـ"تليجراف مصر"، أن كتب التقييمات لا تغطي كل الجوانب المطلوبة، وهو ما يدفع أولياء الأمور للاعتماد على الكتب الخارجية، خاصة في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية.

وأوضحت أن مادة الرياضيات تحتاج إلى تدريبات أوسع وأفكار متنوعة لا يوفرها كتاب التقييمات وحده، مؤكدة أن الكتب الخارجية تظل ضرورية في مادة الرياضيات واللغة الانجليزية بشكل خاص.
حالة قلق بين أولياء الأمور بشأن نظام البكالوريا
وانتقدت مستوى الشرح داخل بعض المدارس، قائلة إن الشرح المدرسي غير كافٍ في بعض الأحيان، خاصة للطلاب الذين لا يحصلون على دروس خصوصية، مؤكدة أن بعض المعلمين يكتفون بتسليم التقييمات دون شرح.
وقالت “حامد” إن هناك حالة قلق بين أولياء الأمور بشأن التحول إلى نظام البكالوريا، خاصة في ظل غياب معلومات كافية عن البدائل التعليمية الجديدة لمن لا يرغب في الالتحاق بالبكالوريا وعدم وضوح مساراتها وسوق العمل المرتبط بها، مشيرة إلى أن أولياء الأمور لا يرفضون التطوير، لكنهم يطالبون بتوفير بدائل واضحة قبل الاستغناء عن نظام الثانوية العامة.
نظام البكالوريا والتقييمات أفضل نظامين
وأكدت ولية الأمر“أم مصطفى”، بإحدى المدارس الخاصة، أن التقييمات الأسبوعية والشهرية أثبتت فاعليتها الكبيرة في مساعدة الطلاب على الاستذكار، مشيرة إلى أن أسئلتها شاملة للمنهج وتمثل تدريبًا حقيقيًا على شكل الامتحانات.
وأضافت لـ"تليجراف مصر" أن كثيرًا من المدرسين يعتمدون على أسئلة التقييمات نفسها في المراجعات النهائية، باعتبارها الأقرب لما قد يأتي في الامتحان، وهو ما جعل الاعتماد عليها أساسيًا في جميع المواد تقريبًا.
وأوضحت أن مادة الرياضيات تظل الاستثناء الوحيد، حيث تحتاج إلى كتب خارجية إضافية نظرًا لتعدد الأفكار وتنوع أنماط الأسئلة، مشيرة إلى أن الغياب في المدارس الخاصة غير مشدد عليه مقارنة بالمدارس الحكومية.
ولفتت إلى إن نظام البكالوريا أفضل من الثانوية العامة بنظام السنة الواحدة، موضحة أن تقسيم المواد على سنتين يمنح الطالب فرصة حقيقية لتحسين مستواه ويخفف الضغط عليه ويساعده في الحصول على المجموع الذي يؤهله للالتحاق بالكلية التي يرغبها.
وأكدت أن نظام الثانوية العامة يمثل ضغطًا شديدًا على الطالب والأسرة، حيث يرتبط مصير الطالب بسنة واحدة، بينما يمنح نظام البكالوريا به مرونة أكبر، ويقلل من ضياع مجهود السنوات الدراسية.
قلة المعلومات هي سبب تخوفات أولياء الأمور
وأشارت إحدى أولياء الأمور، هدى قاسم، إلى أن كتب التقييمات أصبحت معتمدة بشكل واضح لدى الطلاب خلال الفترة الحالية وبالأخص مع تطبيق أنماط جديدة للامتحانات، لكن لم يتم الاستغناء الكامل عن الكتب الخارجية.
وأوضحت “قاسم” لـ"تليجراف مصر"، إلى أن السبب الرئيسي في تراجع الاعتماد على الكتب الخارجية هو أن معظمها ما زال يقدم أنماطًا قديمة من الأسئلة، ولا يواكب التحديثات الأخيرة في المناهج أو نظام الامتحانات، بل إن بعض الطبعات لا تراعي الحذف أو التعديلات الجديدة.
ولفتت هدى قاسم إلى أن مادتي اللغة العربية والرياضيات من المواد التي يعتمد فيها الطلاب على الكتب الخارجية إلى جانب التقييمات نظرًا لصعوبتهما، وتقل الحاجة للكتب الخارجية في باقي المواد.
وأكدت ولية الأمر أن الأغلبية ما زالت تميل إلى نظام الثانوية العامة التقليدي بسبب اعتيادهم عليه نظرًا لأنه احد أبنائها في السنة الأخيرة في الشهادة الإعدادية، مشيرة إلى أن النظام الجديد محفوف بحالة من الخوف نتيجة قلة المعلومات وعدم وضوح التجربة حتى الآن.
وأشارت إلى أن المدارس التكنولوجية ومدارس STEM يتم الإعلان عنها دون وضوح كافي لأماكنها أو آليات الالتحاق بها خاصة في المحافظات، وهو ما يجعل المعلومات المتاحة عنها محدودة لدى أولياء الأمور.
تحديث المنظومة التعليمية أصبح ضرورة
وقالت الخبير التربوي، هبة غازي، إن الفترة الأخيرة شهدت اهتمامًا ملحوظًا من الطلاب بكتب التقييمات بعد أن أثبتت فاعليتها في التدريب على نمط أسئلة الامتحانات، مؤكدة أن كثيرًا من أسئلة امتحانات الشهر والاختبارات الدورية تأتي من نفس نوعية الأسئلة الواردة بتلك الكتب.
وأضافت غازي لـ"تليجراف مصر"، أن المدرسين داخل الفصول يعتمدون بشكل أكبر على كتب التقييمات في الشرح والتدريب ما عزز ثقة الطلاب فيها، وجعلها في نظر الكثيرين أكثر فائدة من بعض الكتب الخارجية التقليدية.
وأشارت غازي إلى أن تصريحات وزير التربية والتعليم بشأن تطوير منظومة التعليم أو الاعتماد على كتب التقييمات تصب في مصلحة الطلاب وأولياء الأمور، موضحة أن أي قرارات يتم اتخاذها في هذا الشأن تكون مبنية على دراسات علمية، ويشارك في إعدادها خبراء ومتخصصون في المجال التربوي.
وأكدت أن تغيير النظم التعليمية من فترة لأخرى أمر طبيعي يتماشى مع متطلبات العصر، مشددة على أن تطوير التعليم لا يتم بشكل عشوائي بل وفق رؤية علمية مدروسة، مشددة أن نجاح أي منظومة تعليمية يعتمد بالأساس على تأهيل المعلم، ليكون قادرًا على تطبيق المناهج الجديدة بالشكل الصحيح، وبما يتوافق مع منهجية الوزارة.
واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على أن تحديث المنظومة التعليمية أصبح ضرورة لمواكبة التطورات العالمية، وليس خيارًا، مؤكدة أن التعليم القائم على التشجيع والتحفيز هو حجر الأساس في أي عملية تطوير حقيقية خاصة في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.
اقرأ أيضًا
"مفيش إجبار"، وزير التعليم: 92% من طلاب أولى ثانوي اختاروا البكالوريا
وزير التعليم: لا شبهة دستورية في البكالوريا، ورسوم التحسين بموافقة البرلمان
وزير التعليم: الطالب أصبح قادرًا على الاكتفاء بكتب الوزارة و"التقييمات"
الأكثر قراءة
-
هل غدا الخميس 25 ديسمبر إجازة رسمية؟
-
نتيجة وملخص وأهداف مباراة الجزائر والسودان في أمم أفريقيا (فيديو)
-
من هو طارق الأمير؟، قصة فنان جمع بين التمثيل وكتابة السيناريو
-
نقابة المهن التمثيلية: سنلاحق الصفحات المسيئة للفنانين المصريين
-
منتخب تونس يهزم أوغندا بثلاثية في كأس أمم أفريقيا
-
الإيجار القديم والـ 7 سنوات.. صراع متجدد بين حقوق الملاك ومخاوف المستأجرين
-
"دخول الحمام بإذن"، صرخات عمال "مفكو حلوان" تحت وطأة التعسف والأجور المتدنية
-
"حطمت 7 أرقام قياسية وأستعد للثامن والتاسع"، كابونجا يعلق على دخوله موسوعة جينيس (خاص)
أخبار ذات صلة
استثمارات وصفقات كبرى، مستشار مجلس الوزراء: لولا المدن الجديدة لعادت العشوائيات
24 ديسمبر 2025 11:36 م
بعد توسيع جهات الاعتماد، خبراء يوضحون تأثير تعديل قانون التصالح في مخالفات البناء
24 ديسمبر 2025 11:14 م
بعد نشر "تليجراف مصر"، توجيه بحل أزمة مخبز البغدادي بالأقصر وتوفير الخبز المدعم فورًا
24 ديسمبر 2025 10:47 م
مدبولي: ندرك قلق المواطن تجاه ملف الدين ولن نحمله أعباء إضافية
24 ديسمبر 2025 06:04 م
"ما حدش خبط على بابي"، سمية هانم: زوجي حفيد نبلاء وعائلته تركت لي 50 جنيهًا بعد وفاته
24 ديسمبر 2025 10:38 م
للمصريين بالخارج، انتهاء اليوم الأول لجولة الإعادة بانتخابات الـ19 دائرة
24 ديسمبر 2025 09:01 م
انطلاق ملتقى البعد الثقافي في السياحة الرياضية والإعلام بالدوحة
24 ديسمبر 2025 08:38 م
لإقناعهم بالتصالح، النائب عصام العمدة يطلق حملة لطرق أبواب المتنازعين ثأريًا
24 ديسمبر 2025 07:50 م
أكثر الكلمات انتشاراً