ضغوط الكِبار وغياب المفاجآت، ملامح أولية لبطولة "الماما أفريكا"
في حضرة «الماما أفريكا» كل شيء جائز، وكل الأمور محتملة الحدوث، هكذا عودتنا القارة السمراء، خاصة داخل المستطيل الأخضر. وشهدت النسخ الأخيرة مفاجآت كثيرة، أقلها فوز كوت ديفوار بنسخة 2023 بعد أن استغنت عن مدربها أثناء البطولة التي حلّت فيها في المركز الثالث بدور المجموعات.
لكن ذلك لم ينطبق على البطولة الحالية حتى الآن، فبعد انتهاء الجولة الأولى من المباريات، وبداية الجولة الثانية التي تفتتحها مصر أمام جنوب أفريقيا بعد ساعات، يمكن الوقوف عند بعض الملاحظات المهمة التي قد تشكل ملامح نسخة 2025.
أولى تلك الملاحظات أن المنتخبات الكبيرة تقع تحت ضغوط هائلة للفوز باللقب؛ فالمغرب مثلًا لن يجد عذرًا يقنع به جماهيره إذا فشل في حصد اللقب، وهي بطولة تُقام على أرضه، ويدخلها وهو مكتسح البطولات الدولية ورابع العالم في مونديال 2022. أضف إلى ذلك تصريح وليد الركراكي، المدير الفني للمغرب، حين قال: «أي شيء غير الفوز باللقب الثاني سيكون بمثابة فشل»، ليقطع الرجل بذلك خط الرجعة على نفسه.
منتخب مصر يعاني هو الآخر من ضغوط كبيرة، فغياب 15 عامًا عن منصات التتويج ليس أمرًا سهلًا على «أسياد أفريقيا» بالأرقام، والوصول مرتين إلى النهائي وتجرع كأس الهزيمة لا يمكن نسيانه بسهولة. كما أن الزمان لن يجود كثيرًا بمحمد صلاح وعمر مرموش، وهما يلعبان في أشهر الأندية الإنجليزية ويطلعان على أحدث الأساليب. يضاف إلى ذلك حسام حسن الطامح لإثبات نفسه في ميدان لم يثبت فيه إلا قلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
ظهرت ملامح تلك الضغوط جليًا في مباراة المغرب وجزر القمر، حين استعجل الأول حسم اللقاء بطريقة أفقدته تركيزه طوال الشوط الأول، ولم يستطع التقدم إلا عندما هدأ وأدرك أن النتيجة لم تُحسم بعد.
كذلك عاش منتخب مصر شوطًا أولًا مضطربًا أمام زيمبابوي؛ فضياع الفرص لم يكن سوى ترجمة لاستعجال النصر، الذي ضاعف من صعوبته تلقي هدف في مرمانا. لذلك أرى أن هدف مرموش كان عظيمًا، لأنه لم يحقق التعادل فقط، بل أعاد الطمأنينة إلى لاعبي الفراعنة.
ثاني الملاحظات، وربما أهمها، أن الجولة الأولى من المباريات خلت من المفاجآت؛ وبمعنى آخر، كانت كل النتائج متوقعة، إذ إن المنتخبات الكبرى التي تحتل التصنيف الأول حققت الانتصار، بداية من المغرب ومصر، وصولًا إلى السنغال والجزائر وتونس ونيجيريا. وربما أفقد هذا المباريات بعض متعتها، على عكس النسخة السابقة التي شهدت تهاوي الكبار أو تعثرهم على الأقل في اللقاءات الأولى.
ثالث الملاحظات هي الحضور المميز للمحترفين منذ اللحظات الأولى، وعلى رأس تلك القائمة رياض محرز، الذي منح بلاده التقدم بتسجيل أسرع هدف في البطولة حتى الآن (بعد 81 ثانية).
كما تمكن عمر مرموش من تسجيل التعادل لمصر، وجاء صلاح ليضمن النقاط الثلاث، وكذلك فعل نيكولاس جاكسون، المحترف في بايرن ميونيخ، الذي سجل هدفين لمنتخب بلاده السنغال في أولى اللقاءات. وهو ما يشير إلى أن هذه النسخة قد تتحول إلى منافسة مستقلة بين كبار اللاعبين، سواء بتسجيل الأهداف أو صناعة الفوز، ويبقى السؤال: من منهم سيرفع الكأس في النهاية؟
أما الملاحظة الأخيرة، فهي أن معظم مباريات الجولة الأولى كانت بين فرق متفاوتة في المستوى والتصنيف، وربما لهذا تمكنت المنتخبات الكبرى من حسم النقاط الثلاث. لكن الجولة الثانية ستشهد تغييرًا؛ إذ ستجمع في معظمها منتخبات مرشحة للصدارة أو للمركز الثاني على الأقل، ما سيجعلها أكثر شراسة، أو ربما أكثر مللًا إذا قرر المتنافسون عدم المغامرة والاكتفاء بالتعادل، لتستمر سلسلة غياب المفاجآت عن «الماما أفريكا».
الأكثر قراءة
-
شاهد القنوات المفتوحة لمباراة مصر وجنوب أفريقيا في كأس أمم أفريقيا
-
موعد مباراة مصر وجنوب أفريقيا في كأس أمم أفريقيا والقناة الناقلة
-
قناة مجانية تنقل مباراة مصر وجنوب أفريقيا في كأس الأمم الأفريقية 2025
-
تردد قناة الجزائرية الأرضية الناقلة لمباراة مصر وجنوب أفريقيا
-
تفاصيل 6 ساعات تحقيق في قضية الفيديوهات، قصة حبس طليق المطربة رحمة محسن
-
منذ سنوات، حوادث سقوط ومحاولات التخلص من النفس داخل الحرم المكي
-
موعد مباراة المغرب و مالي في كأس أمم أفريقيا والقناة الناقلة
-
شخص يلقي نفسه من الأدوار العلوية فيصيب شرطيا بالمسجد الحرام، ماذا حدث؟
مقالات ذات صلة
حسام حسن في امتحان التاريخ: 7 بوابات تفتح طريق المجد أو النسيان
19 ديسمبر 2025 01:12 م
كأس العرب وسقوط نظرية "كده كده الماتش الفلاني مضمون"
09 ديسمبر 2025 01:02 م
منتخب حلمي طولان.. سار عكس الزمن فأدركناه بـ"الحنين"
30 نوفمبر 2025 02:56 م
بيان ميكالي للرد على حسام حسن، اللعبة الحلوة في عالم الكلمات
24 نوفمبر 2025 11:12 ص
أكثر الكلمات انتشاراً