الشدة المستنصرية.. مجاعة مصرية أرغمت الناس على أكل بعضهم

مسلسل الحشاشين
إسلام الزيني
سلط مسلسل “الحشاشين”، بطولة النجم كريم عبد العزيز، الضوء على أزمة حدثت في مصر قديمًا واستمرت لمدة 7 سنوات متتالية، وعُرفت بما يسمى "الشدة المستنصرية"، حيث وقعت في أيام الحكم الفاطمي، وأودت بحياة آلاف المصريين بسبب جفاف النيل وما أعقبه من مجاعة.
وعانى المصريون في ذلك الوقت من الكثير من الأهوال، لدرجة أنهم قاموا بنبش القبور وأكلوا لحوم البشر والكلاب، والكثير من أنواع الحيوانات التي كانوا يصطادونها في ذلك الوقت، في ظل عدم وجود طعام أو شراب في القاهرة.
ما هي "الشدة المستنصرية"؟
سميت بذلك الاسم "الشدة المستنصرية"، نسبة إلى الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وامتدت لسبع سنين في عهده، تحديدا في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، وأرجع المؤرخون السبب الرئيسي ذلك إلى جفاف مياه نهر النيل، بجانب أسباب عدة أخرى، جميعها يندرج تحت إطار الفساد.
وأشارت أحداث المسلسل إلى أنه بسبب ضعف شخصية الخليفة في ذلك الوقت وتدخّل أم الخليفة المستنصر بالله في الحكم، تدهورت الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، فضلا عن محاربة الجنود لبعضهم البعض وانقسامهم بين عبيد ومغاربة وأتراك وأرمن وشوام (شاميين).
كتابات المؤرخون عن الشدة
وسلط كتاب “اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء”، للمؤرخ أحمد بن علي المقريزي الشهير بـ “تقي الدين المقريزي”، الذي ولد في القاهرة عام 1364 وعاش فيها ما يقرب من 80 سنة، حيث كتب في أحد صفحات كتابه "أكل الناس الجيفة والميتات ووقفوا في الطرقات فقتلوا من ظفروا به، وبيعت البيضة من بيض الدجاج بعشرة قراريط".
ومن ضمن أحدث الكتاب التي ذكرها "المقريزي"، إن بيع دار ثمنها 900 دينار بـ 90 دينارا اشترى بها دقيقا، وعمّ الغلاء والوباء وانقطعت الطرقات برا وبحرا، وتصحّرت الأرض وهلك الحرث والنسل وخطف الخبز من على رؤوس الخبازين.
كما أشار الكتاب إلى أنه في ذلك الوقت تزايدت الأحوال، سواء حتى أكل الناس بعضهم بعضا، حيث كان في بداية الأمر يقطعون الطرقات ليقتلوا من بها حتى يأخذوا لحمه ويأكلوه، وقد صنعوا الخطاطيف لانتشال الناس والكلاب والمواشي وهم يجلسون في أعلى بيوتهم.
وأضاف "فإذا مرّ أي كائن حي كانوا ينتشلوه وسرعان ما يشرّحون لحمه ويبدأون في أكله"، واصفًا هذه الفترة بأنها من أبشع الفترات التي مرت على مصر، لدرجة أنه ضمن أحداث هذه الفترة، بحسب وصف الكتاب، كان هناك امرأة تحتضن زوجها الميت وتأكل من لحمه حتى كادت الجثة تنفجر، هذا إلى جانب بيع كافة الممتلكات من أجل شراء رغيف من الخبز فقط، الذي وصل سعره حينها إلى خمسين دينارا.
وانتهت "الشدة المستنصرية" في مصر بنهاية المطاف على يد بدر الدين بن عبد الله الجمالي عام 1573، وذلك بعدما استغاث به المستنصر بالله ليعيد العدل والحياة مرة أخرى في مصر، فقد حارب الجنود الفاسدين وأصلح نظام الري بعد أن تم حل أزمة المياه، ثم اتجه الجمالي إلى ترميم القاهرة وإعادة تعمير البلاد.
وأطلق المصريون اسم بدر الدين بن عبد الله الجمالي على أشهر الأحياء في مصر وهو حي الجمالية.

الأكثر قراءة
-
93.12 % للطب البشري.. تنسيق المرحلة الأولى للقبول بالجامعات والمعاهد
-
كيف أعرف مكان لجنتي الانتخابية 2025؟
-
مباراة الأهلي اليوم مباشر والقنوات الناقلة
-
بعد إعلان التنسيق.. أماكن شاغرة لطلاب الشعبة الأدبية بالجامعات
-
ملايين الكورة مش مكفياهم.. "سبوبة التيك توك" تزغلل عيون نجوم الدوري
-
“كبس وابعت أسد”.. كيف صنعت هدايا "التيك توك" البلوجرز؟
-
كليات المرحلة الثالثة المتبقية في تنسيق الثانوية العامة 2025
-
عيد ميلاد وائل جمعة.. أساطير تحطموا على "صخرة الدفاع"

أخبار ذات صلة
بعد تدنيس كاتس وبن غفير.. 7 وزراء إسرائيليين اقتحموا الأقصى خلال تاريخه
03 أغسطس 2025 10:54 م
“خليها تنضف”.. كيف تفاعل المصريون مع حملة القبض على التيك توكرز؟
03 أغسطس 2025 04:09 م
مفاجأة.. نجم كبير كاد يدخل "سوق المتعة" بدًلا من محمود عبدالعزيز
03 أغسطس 2025 03:03 م
أكثر من ربع قرن على "صعيدي في الجامعة الأمريكية".. كيف استثمر أبطاله النجاح؟
03 أغسطس 2025 05:44 م
“كبس وابعت أسد”.. كيف صنعت هدايا "التيك توك" البلوجرز؟
03 أغسطس 2025 02:14 م
ملايين الكورة مش مكفياهم.. "سبوبة التيك توك" تزغلل عيون نجوم الدوري
03 أغسطس 2025 12:24 م
الدباغ يرفض "إغراءات الاحتلال".. ولاعبون فلسطينيون يرتدون قميص إسرائيل
03 أغسطس 2025 01:08 ص
عظامه بارزة وصورته صادمة.. فيديو أسير لدى حماس يربك حكومة نتنياهو
03 أغسطس 2025 12:49 ص
أكثر الكلمات انتشاراً