إلى من تشير أصابع الاتهام في تفجيرات إيران؟
سيارات الإسعاف تنقل المصابين في حادث انفجار إيران إلى المستشفى
في الذكرى الرابعة لمقتل قائد فليق القدس السابق، قاسم سليماني، في غارة أمريكية بطائرة دون طيار في العراق، قُتل أكثر من 103 أشخاص، وأُصيب 171 في تفجيرين اليوم الأربعاء، قرب قبر الجنرال الإيراني، في مدينة كرمان، جنوبي شرق إيران.
واستهدف الانفجاران موكبا كان يمر بالقرب من مسجد صاحب الزمان في مدينة كرمان الجنوبية، في طريقه إلى قبر سليماني، ضمن فعاليات إحياء ذكرى وفاته.
__1686_092633.jpg)
غموض
وقال الباحث في العلاقات الدولية محمد علوش، “إنه حتى الآن لا يزال هناك حالة من الغموض حول الجهة الضالعة في هذا الهجوم الذي راح ضحيته عشرات المدنيين”.
وأضاف علوش لـ "تليجراف مصر": “لكن إذا أردنا وضع هذا الهجوم في السياق الإقليمي الملتهب، والتداعيات الإقليمية للحرب الإسرائيلية على غزة، والصراع بالوكالة بين تل أبيب وطهران، فيمكننا أن نفترض أن إسرائيل وراء هذا الهجوم”.
وتابع: “أعتقد أن ما حدث يعكس إلى حد كبير كيف أن حرب الظل بين إسرائيل وإيران تسلك منحنى خطير في ضوء الحرب الإسرائيلية على غزة”.
وواصل علوش، أنه “حال إذا كانت إسرائيل فعلا وراء الهجوم، فسيكون هناك تصعيدا كبيرا بين الطرفين، وسيترتب عليه رد فعل قوي من جانب إيران”.
وأكمل: “حتى الآن الخطاب الإيراني لم يتطرق بشكل صريح ومباشر إلى ضلوع إسرائيل في هذا الهجوم، لكن في حال اتهمت إيران إسرائيل بأنها ضالعة في هذا الهجوم، فهذا الأمر يشير إلى أن المواجهة بين إسرائيل وإيران يمكن أن تتطور بشكل سريع إلى مستويات بالتأكيد تجلب مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار في الإقليم”.
تفجير الحقيبتين
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصادر لم تسميها، أن المنفذين استخدموا ريموت كونترول لتفجير الحقيبتين.
وأوضحت اللقطات وجود آلاف الأشخاص على الطريق، حتى سُمع صوت انفجار بعيد، مما أثار الرعب بين الحضور الذين هرعوا للهروب من المنطقة، وكان بالإمكان رؤية سحابة من الدخان ترتفع في السماء، في حين حاولت قوات الأمن إغلاق المكان.
وعرض التلفزيون الرسمي الإيراني مشاهد لسيارات الإسعاف والمسعفين الذين تواجدوا هناك.
ونقلت وكالة “إيسنا” تصريح محافظ كرمان سعيد تبريزي، بأن الحقيبتين انفجرتا بفاصل زمني عشر دقائق.

4 سيناريوهات
قال الخبير في الشأن الإيراني وجدي حمدان، إن هناك أربعة سيناريوهات محتملة حول الجهة التي تقف وراء تفجيرات إبران.
وأضاف حمدان لـ"تليجراف مصر": “السيناريو الأول أن تكون إسرائيل المسؤولة عن الهجوم، كما تزعم إيران”، لكنه شكك في هذا الافتراض، قائلا إن “إسرائيل لا تستفيد من تفجير مكان عام ولا تستهدف المواطنين بشكل مباشر، بل تركز على شخصيات ومواقع بعينها”.
وتابع أن السيناريو الثاني هو أن تكون الجماعات التكفيرية، أو داعش، خلف الهجوم، مشيرا إلى أن الإعلان عن اعتقال شخص يحمل الجنسية الأفغانية يدعم هذه الرواية، لكنه أشار إلى أن “داعش لا تستفيد أيضا من هذا الهجوم في هذا الظرف”.
وأكمل حمدان أن “السيناريو الثالث هو أن تكون الفصائل البيلوشية خلف الهجوم، وهذا مردود حتى الآن، لأن تلك الفصائل لم تقم بأي عملية خارج المحافظة، وكانت كل عملياتها في داخل المحافظة، ولم تتم عن طريق التفجيرات، بل عن طريق استخدام السلاح المباشر واستهداف المواقع العسكرية في منطقة بلوشستان بالتحديد”.
ورجح الخبير في الشأن الإيران أن تكون “إيران نفسها وراء العملية، لأنها تريد إظهار المظلومية، وأنها معرضة للخطر من قبل العدو، وكسب ود الشارع، خاصة أن البلاد مقبلة على انتخابات تشريعية ومجالس الفقهاء، أو أن طهران تحاول أن تبعد نفسها من المعركة بشكل مباشر مع إسرائيل وأن تختصر الموضوع فقط في الداخل الإيراني”.
تفجيرات سابقة
وكانت طهران قد اتهمت إسرائيل بقتل رضي موسوي، القيادي في الحرس الثوري، في ضربة جوية بالقرب من دمشق، حيث كان يقوم بمهمة استشارية ضمن محور المقاومة في سوريا، قبل أيام من الهجوم. كما تزامن التفجيران مع مقتل صالح العاروري، قيادي في حماس، في ضربة يُعتقد أنها إسرائيلية في ضواحي بيروت.
في حين أن إيران قد تعرضت لحوادث وتفجيرات سابقة راح ضحيتها العشرات، وأعلنت معظمها تنظيمات انفصالية أو جماعات تعتبرها الجمهورية الإسلامية إرهابية.
_1740_100956.jpg)
مجموعات مسلحة مناوئة
وبدوره، قال الخبير في الشأن الإيراني عبد الستار الشميري، إن “إيران التي تبدو قوية، هي على العكس تماما من الداخل، فالنظام الإيراني يواجه تحديات أمنية وسياسية كبيرة”.
وأوضح الشميري لـ “تليجراف مصر”، أن “الداخل الإيراني هش على الصعيد الأمني، وهناك مجموعات مسلحة مناوئة، وأقليات مضطهدة تنشط في البلاد”، لافتا إلى أن “الموساد الإسرائيلي والاستخبارات العالمية لدول مختلفة تعمل في الداخل الإيراني، وتمكنت بالفعل من اغتيال علماء نوويين وسياسيين وقيادات من القاعدة في شوارع إيران”.
وتابع أن “التفجير الذي حدث اليوم قد يكون عملية لأحد هذه الجهات المناوئة للنظام الخميني، أو قد يكون جزءا من التجاذبات التي تتبادلها إسرائيل وإيران على مستوى نسبي، وهناك تبادل للاشتباك بينهما في مناطق بسيطة في جنوب لبنان والبحر الأحمر والعراق”.
الأكثر قراءة
-
بعد عامين من شطبها ببورصة طوكيو، مجموعة العربي تنهي الشراكة مع توشيبا
-
موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة
-
41 مليار جنيه في الظل، ألعاب المراهنات الإلكترونية تنهش جيوب 5 ملايين مصري
-
استدعاء مرتقب لنادية الجندي للتحقيق في بلاغ قذف وتشهير، ما القصة؟
-
"هرسوا راسه بالكوريك"، مصرع شاب على يد بلطجية في الوادي الجديد
-
نجيب ساويرس يحذر من ركود محتمل في السوق العقاري، ما الأسباب؟
-
"تعالى اشتري مني"، بائعة ثوم تستوقف محافظ الأقصر خلال افتتاح سوق اليوم الواحد
-
موعد إعلان جدول امتحانات نصف العام 2026 الصف الثالث الإعدادي
أخبار ذات صلة
البرهان يعلن استعداده للعمل مع ترامب لإنهاء الحرب في السودان
16 ديسمبر 2025 07:30 م
كردفان غارقة في مآسي الصراع السوداني، والأطفال أبرز الخاسرين
16 ديسمبر 2025 07:05 م
مخاوف من "حماس"، إسرائيل ترفض مشاركة تركيا وقطر في القوة الدولية لغزة
16 ديسمبر 2025 03:48 م
الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصرين من "حزب الله" جنوب لبنان
16 ديسمبر 2025 06:07 م
طبول الحرب تُعيد أوروبا إلى الخندق، تحذيرات من مواجهة مباشرة مع روسيا
16 ديسمبر 2025 05:20 م
12 ألف جندي بين قتيل وجريح واستقالات تثير مخاوف الجيش الإسرائيلي
16 ديسمبر 2025 02:29 م
روسيا تبدي مرونة بشأن إنهاء الحرب وتعلن بقاء مدينة استراتيجية في قبضتها
16 ديسمبر 2025 12:52 م
بعد هجوم أستراليا، الجيش الإسرائيلي يُصدر تعليمات جديدة لجنوده في الخارج
16 ديسمبر 2025 12:27 م
أكثر الكلمات انتشاراً