الإثنين، 09 ديسمبر 2024

01:53 ص

التدخين السلبي.. قاتل صامت يهدد صحة الأطفال

مخاطر التدخين السلبي على صحة الأطفال

مخاطر التدخين السلبي على صحة الأطفال

منار فؤاد

A A

يعد التدخين السلبي من العوامل الرئيسية التي تهدد صحة الأطفال بشكل مباشر، حيث يزيد من تعرضهم للعديد من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك السرطان. 

يشمل هذا التأثير الضار جميع أنواع التدخين، سواء كان من التبغ أو السجائر الإلكترونية، حيث يخلق بيئة ملوثة تؤثر سلبًا على الأطفال، مما يعرضهم لمشاكل صحية قد تستمر مدى الحياة.

أمراض خطيرة نتيجة التدخين السلبي

أكد المركز الاتحادي للتوعية الصحية في ألمانيا أن التدخين السلبي يزيد من خطر إصابة الأطفال بمجموعة متنوعة من الأمراض، مثل التهابات الأذن الوسطى، والربو، والالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية. 

وفي هذا السياق، كشفت دراسة أعدها المركز الألماني لأبحاث السرطان أن الأطفال الذين يتعرضون لدخان التبغ من آبائهم المدخنين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان في المستقبل، حتى وإن لم يتعاطوا التبغ بأنفسهم طوال حياتهم.

الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بسبب تنفسهم السريع

أوضح الخبراء أن الأطفال يتنفسون بسرعة أكبر من البالغين، مما يعرضهم لكمية أكبر من المواد السامة الموجودة في دخان التبغ. 

تتزايد خطورة التدخين السلبي بشكل خاص لدى الرضع والأطفال الصغار، حيث أن جهازهم التنفسي لم يكتمل بعد، مما يزيد من احتمالية تعرضهم لأضرار صحية خطيرة.

ويشكل استنشاق المواد السامة من الدخان تهديدًا كبيرًا لصحة الأطفال، حيث يؤدي ذلك إلى تضرر رئاتهم وكأنهم يدخنون سيجارة بأنفسهم في كل لحظة يقضونها في بيئة ملوثة بالدخان.

خطر "دخان التبغ البارد"

من المخاطر الأخرى التي يجب الانتباه لها هو "دخان التبغ البارد"، وهو الجزيئات الدقيقة التي تترسب على الأسطح داخل المنزل بعد التدخين، مثل الأثاث والسجاد وورق الجدران. 

هذه الجسيمات السامة تحتوي على النيكوتين ومواد احتراق أخرى، ويمكن أن تتفاعل مع ملوثات البيئة لتكوين مواد مسرطنة. 

كما يمكن لهذه الجسيمات أن تنتقل بسهولة في الهواء، ما يعرض الأطفال لخطر استنشاقها حتى بعد فترة طويلة من التدخين.

تأثير السجائر الإلكترونية

على الرغم من أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد أقل من دخان السجائر التقليدية، إلا أن البروفيسور هانز يورجن نينتفيتش يشير إلى أنها لا تخلو من المخاطر، فالبخار الناتج عن السجائر الإلكترونية يحتوي على ملوثات مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهايد، وهما مادتان مصنفتان كمسرطنتين. حتى وإن كان تركيز هذه الملوثات منخفضًا، فإن التعرض لها يشكل تهديدًا لصحة الأطفال.

حماية الأطفال من التدخين السلبي

أفضل طريقة لحماية الأطفال من هذه المخاطر هي الامتناع عن التدخين في أي مكان يتواجد فيه الأطفال، سواء في المنزل أو السيارة أو أي أماكن أخرى. يجب على الآباء والمربين توفير بيئة صحية وآمنة لأطفالهم، من خلال الامتناع عن التدخين، لضمان وقايتهم من الأمراض المرتبطة بالتدخين السلبي.

search