عطش الفاشر وجثث الخرطوم.. السودان يواجه كارثتين إنسانيتين

الفاشر- أرشيفية
تعيش منطقة "دار سميات" الواقعة في ريف شرق مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وهي آخر مدن إقليم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، أزمة عطش حادة تُهدد حياة مئات الأسر وقطعان الثروة الحيوانية، وسط مناشدات عاجلة للمنظمات الإنسانية العاملة في قطاع المياه للتدخل الفوري.
أزمة مياه خانقة
تتفاقم معاناة السكان في ظل ظروف مناخية قاسية وتدهور كبير في البنية التحتية، ما يجبر الأهالي على قطع مسافات طويلة يوميًا سيرًا على الأقدام بحثًا عن المياه، وسط غياب شبه كامل لوسائل النقل أو الدواب.
ووفقًا لإفادات من سكان بلدة "قلقي" والقرى المجاورة، تعاني أكثر من 16 قرية في منطقة دار سميات من نقص حاد في المياه، حيث يقضي الأهالي نحو عشر ساعات يوميًا في التنقل للحصول على كميات محدودة من المياه.
وتفاقمت الأزمة بعد تفشي وباء غامض أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الحمير والخيول، والتي كانت تشكل وسيلة النقل الأساسية لنقل المياه، ما ضاعف من معاناة السكان وجعل الوصول إلى مصادر المياه أكثر صعوبة.
مخاطر صحية في الخرطوم بسبب الجثث المتحللة
في سياق متصل، تشهد العاصمة السودانية الخرطوم كارثة صحية محتملة، بعد تراكم آلاف الجثث المتحللة في الشوارع والمنازل جراء القتال العنيف المستمر منذ شهور، وسط انهيار شبه كامل في منظومتي الصحة والنظافة.
وكشف مسؤول في وزارة الصحة بولاية الخرطوم لصحيفة "سودان تربيون"، أن السلطات بدأت فعليًا في نقل الجثث إلى المقابر، سواء جماعية أو فردية، بحسب الإمكانيات المتاحة، في محاولة لاحتواء الأزمة الصحية المتصاعدة.
وأشار المسؤول إلى وجود تحديات أمنية ولوجستية كبيرة تعرقل الوصول إلى بعض المناطق، إلى جانب نقص حاد في المعدات والوقود والكوادر المختصة، ما يصعّب من عمليات النقل والدفن.
تحذيرات من كارثة بيئية
تُجرى عمليات الدفن في ظل ظروف بالغة الصعوبة وتحت تهديد القتال المتقطع، حيث لم يُتمكن من تحديد هوية بعض الجثث، ما اضطر الفرق إلى دفنها في مقابر جماعية، مع توثيق المواقع قدر المستطاع.
وقد حذرت منظمات محلية ودولية في وقت سابق من أن استمرار وجود الجثث المتحللة قد يؤدي إلى تفشي أمراض خطيرة، مثل الكوليرا، خاصة مع دخول موسم الأمطار، ما يُنذر بكارثة صحية جديدة تضاف إلى أزمات السودان المتفاقمة.

الأكثر قراءة
-
"كنا بنتأكد".. مصدر بالجيزة يكشف سبب حذف بيان عودة المياه والكهرباء
-
الإيجار القديم يصطدم بـ"الوحدات البديلة".. هل ينقذه الرقم القومي للعقارات؟
-
تطور مثير بقضية "أطفال الشرقية".. الأم تكشف مفاجآت صادمة
-
هل من حق طالب الثانوية العامة رفض درجات الرأفة؟.. مصدر يوضح
-
بعد انقطاعهما.. محافظة الجيزة تعلن موعد عودة الكهرباء والمياه
-
"سلم نفسه يوم الصباحية".. عريس يتسبب بمأساة لزوجين في الشرقية
-
تنسيق كلية تكنولوجيا العلوم الصحية 2025 حكومي.. مؤشرات أولية
-
20 مصابا في تصادم سيارة نقل بأتوبيس عمال على طريق بورسعيد الإسماعيلية

أخبار ذات صلة
تركيا تجلي الآلاف وسط تصاعد حرائق الغابات في بورصة وكارابوك
28 يوليو 2025 10:06 ص
مأساة الجوع مستمرة.. رضيع وزهرة أخرى يرحلان بسبب انعدام الغذاء في غزة
27 يوليو 2025 06:42 م
عراقجي يكشف تفاصيل محاولة اغتياله خلال حرب إسرائيل وإيران
27 يوليو 2025 11:34 م
ترامب: قدمت مساعدات لغزة ولم يشكرني أحد
27 يوليو 2025 10:50 م
"الوضع لا يُطاق".. والي شمال دارفور يطلق نداء استغاثة من قلب الفاشر
27 يوليو 2025 10:44 م
أمطار الصين تتسبب في مصرع شخصين وتجبر الآلاف على النزوح
27 يوليو 2025 09:06 م
كمين جديد للجنود قصاصي الأثر بالجيش الإسرائيلي
27 يوليو 2025 09:01 م
إغاثات من السماء والأرض.. مساعدات عربية تتجه إلى غزة وسط كارثة إنسانية
27 يوليو 2025 08:54 م
أكثر الكلمات انتشاراً