عشاء الـ60 دقيقة.. نتنياهو يتوعد حماس على "سُفرة" البيت الأبيض

التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إطار محادثات مكثفة تهدف إلى تضييق فجوة الخلافات في مسار التفاوض بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وجرى اللقاء في المكتب البيضاوي بـ البيت الأبيض، بعيدًا عن أعين الصحفيين، واستمر لأكثر من ساعة، ويأتي هذا الاجتماع بعد مأدبة عشاء مطولة جمعت الاثنين مساء الإثنين، خلال ثالث زيارة يقوم بها نتنياهو إلى الولايات المتحدة منذ بداية الولاية الثانية لترامب في 20 يناير الماضي.

وقال نتنياهو اليوم، إن اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ركز على تحرير الرهائن المحتجزين في غزة وأكد تصميمه على "القضاء" على القدرات العسكرية والحكومية لحركة حماس. وفقًا لما نشرته وكالة "رويترز".

وبالتوازي مع لقاءاته الرئاسية، عقد نتنياهو اجتماعات مع عدد من المسؤولين الأمريكيين، من بينهم نائب الرئيس جيه دي فانس، كما زار مبنى الكابيتول، حيث التقى رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، ومن المقرر أن يواصل لقاءاته يوم الأربعاء مع زعماء مجلس الشيوخ الأمريكي.

وفي تصريحات للصحفيين عقب اجتماعه مع جونسون، أكد نتنياهو أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة لم تنتهِ بعد، إلا أن هناك جهوداً جادة تبذل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وقال: "لا يزال أمامنا مهمة تحرير جميع الرهائن، وتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، ولن نتراجع عنها".

نقطة الخلاف "ممر موراج"

من جانب آخر، كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن حدوث تقدم كبير في المفاوضات، مشيرًا إلى أن القضايا العالقة تقلصت من أربع قضايا إلى قضية واحدة فقط، وأعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق مؤقت بنهاية الأسبوع الحالي، وقال ويتكوف خلال اجتماع لمجلس الوزراء: "نأمل أن نصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتضمن إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء وتسعة قتـلى".

وتتمثل العقبة الأساسية أمام الاتفاق في خطة إسرائيلية تهدف إلى الإبقاء على سيطرتها العسكرية على شريط ضيق من الأراضي في جنوب غزة، يُعرف باسم "ممر موراج"، والذي يمتد جنوب خان يونس بمحاذاة الحدود المصرية، وفقًا لشبكة "سكاي نيوز".

وأشار نتنياهو إلى هذه المنطقة باسم "فيلادلفيا 2"، في إشارة إلى المحور الأمني بين غزة ومصر، مبررًا الإبقاء على هذا الممر بأنه ضروري لمنع حماس من إعادة التسلح عبر الأنفاق.

لكن الخطة واجهت انتقادات داخل إسرائيل، إذ حذر مسؤولون عسكريون من أن الإصرار على السيطرة على الممر قد يُعطل التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، وقد لا يكون ذا جدوى استراتيجية حقيقية.

"لن نتراجع ولو للحظة"

وفي بيان مسجل أصدره لاحقًا، شدّد نتنياهو على أن اجتماعه مع ترامب ركز على جهود إطلاق سراح المحتجزين في غزة، مؤكدًا: "لن نتراجع ولو للحظة، وهذا ممكن بفضل الضغط العسكري"، وفقًا لموقع "العربية".

وأضاف: "للأسف، ندفع ثمنًا باهظًا بسقوط أفضل أبنائنا، لكننا عازمون على تحقيق أهدافنا كافة، وهي تحرير الرهائن أحياء وأموات، وتدمير البنية العسكرية والإدارية لحماس، ومنع غزة من أن تشكل تهديداً لإسرائيل".

كما تطرق إلى ما وصفه بـ"النصر الكبير على إيران" خلال لقائه مع ترامب، مؤكدًا أن الجانبين ناقشا تبعات هذا النصر وما يتيحه من فرص.