عبد الناصر ذو الظل الأخضر
أكتب هذه الكلمات ولست بصدد سرد فترة من الزمان عاشت فيها مصر والمنطقة العربية منذ ثورة يوليو 1952 وحتى وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولكن في هذا المقال أحاول أن نقرأ شخصية عبد الناصر من زاوية أخرى.
لقد فوجئت بأن تلك الفترة لم تُوثق بشكل كبير إلا عن طريق العظيم الراحل محمد حسنين هيكل، كما فوجئت بأن هذه التسجيلات موجودة في مكتبة الإسكندرية، ولم يسعَ أحد من الباحثين لدراستها أو توثيقها، مع أنها مادة خصبة للاطلاع والبحث.
ما قدّمه عبد الناصر خلال فترة حكمه من نهضة صناعية وزراعية وعلمية، بل وجعل مصر قبلة العرب للتعلم في جامعاتها، كان له أثر كبير على ثقافة ووعي المجتمع المصري والعربي أجمع.
لكن نكسة 1967 كانت بمثابة حرب شنها الغرب من أجل هدم ذلك المشروع التنموي الصناعي والزراعي العظيم.
يكفي أن تعلم، عزيزي القارئ، أن نسبة نمو الاقتصاد المصري في عام 1969، بعد النكسة، بلغت 6% رغم الحروب التي خاضتها مصر في تلك الفترة.
لقد بدأت مصر حينها تعرف طريق التقدم الكبير مثل الصين وكوريا الجنوبية، ولكن هناك من أراد أن يُجهض ذلك المشروع.
عمل عبد الناصر على استقلال واستقرار الدول العربية، ويجب أن نعلم أن البعض ادعى أنه كان يسعى لزعامة العالم العربي، ولكن الحقيقة أنه قام بذلك لعدة أسباب:
-أن أمن الدول العربية بالنسبة لمصر هو قضية أمن قومي.
-أن الدول العربية تتمتع بوحدة التاريخ والثقافة والعادات والتقاليد.
-أن الدول العربية تشترك في وحدة المصير، وأن مصير كل دولة عربية مرتبط بأمن واستقرار الأخرى.
لقد كانت هزيمة 1967 فخًا نُصب بإحكام لعبد الناصر، لكنها كشفت له عدة حقائق:
-أن وعود البعض بدعم مصر ماليًا وعسكريًا كانت وعودًا جوفاء أمام مكبرات الصوت، والحقيقة كانت صادمة للجميع.
-أن شعارات البعض بخوض معركة التحرير كانت فقط للاستهلاك المحلي وللعب بمشاعر الملايين.
-أن قضية فلسطين ستظل عالقة بسبب الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة.
وهنا نتذكّر بعد هذه المواقف قصيدة الراحل محمود درويش "انتحار المعنى"، فقد ادّعى البعض من أبناء العروبة شيئًا، وفعلوا عكسه.
أدرك عبد الناصر بعد 1967 أن على مصر إزالة آثار عدوان 67، وأن تعود للتركيز على التنمية، لأنها حاربت بمفردها من أجل فلسطين، بينما لم يحارب أحد غيرها.
علينا أن ندرك جميعًا أن زعماء مصر قدموا الكثير:
عبد الناصر قاتل من أجل مصر واستقلالها.
الزعيم الراحل أنور السادات استعاد سيناء بعد حرب أكتوبر وخاض مفاوضات شاقة من أجل استعادتها.
الرئيس الراحل حسني مبارك حافظ على سيادة مصر، وعلى السلام من أجل المصريين.
وسيظل عبد الناصر عبر التاريخ رمزًا من رموز مصر الأوفياء.
الأكثر قراءة
-
المغرب يصطدم بالإمارات في نصف نهائي كأس العرب 2025
-
أمطار بهذه المناطق، تفاصيل حالة الطقس غدًا الثلاثاء
-
طلقها زوجها قبل أسبوع، سيدة متوفاة داخل محل تثير الذعر في البدرشين
-
بعد فراره إلى روسيا، بشار الأسد يعود لمهنته السابقة
-
ضربة قوية للسوق السوداء، ضبط 3 أطنان أسمدة مدعمة قبل تهريبها بالأقصر
-
فيضانات المغرب تودي بحياة 37 شخصا في أسوأ كارثة طبيعية منذ 11 عاما
-
في كأس العرب، المغرب يتقدم على الإمارات بالشوط الأول
-
السعودية تواجه الأردن في نصف نهائي كأس العرب
مقالات ذات صلة
لغز الخلاف بين صلاح وليفربول: صراع خفي يهدد أسطورة الريدز
08 ديسمبر 2025 12:47 م
اختراق الجدار العربي: أبعاد ومخاطر المشروع الإسرائيلي الجديد
28 نوفمبر 2025 04:23 م
السودان في مواجهة المصير المجهول
20 نوفمبر 2025 01:16 م
بين الفلسفة والسياسة: كيف أسس ابن رشد لعقلانية عربية مفقودة؟
12 نوفمبر 2025 12:49 م
نتنياهو.. ما لم يدركه "ملك إسرائيل"
26 أكتوبر 2025 10:10 ص
مصير الشرق الأوسط بين "ريفيرا ترامب" و"إسرائيل الكبرى"
24 سبتمبر 2025 03:03 م
"تحالف الخداع" بين الإخوان وإسرائيل
08 أغسطس 2025 03:41 م
لماذا يُصغي العالم إلى مصر الآن؟
30 يوليو 2025 04:08 م
أكثر الكلمات انتشاراً