الأحد، 04 مايو 2025

12:49 م

رؤية "عوديد إينون".. إسرائيل تحيي خطة تفكيك الدول العربية في سوريا

الحدود الإسرائيلية السورية

الحدود الإسرائيلية السورية

بعد أكثر من أربعة عقود من طرحها، تعود خطة المستشار الإسرائيلي عوديد إينون إلى الواجهة، في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية، والتي تعكس بشكل لافت الأهداف التي وردت في تلك الوثيقة المثيرة للجدل، والتي حملت عنوان "الأرض الموعودة: خطة الصهيونية من الثمانينيات".

تقوم خطة إينون على مبدئين استراتيجيين رئيسيين: تحويل إسرائيل إلى قوة إقليمية إمبريالية كبرى، وتفكيك الدول العربية إلى كيانات طائفية وعرقية صغيرة.

وتعتبر الخطة أن ضمان تفوق إسرائيل في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إضعاف الدول العربية، عبر تقسيمها إلى دويلات متناحرة، بحيث تصبح عاجزة عن تشكيل أي تهديد مستقبلي، حسب تقرير لموقع “روسيا اليوم”.

سوريا في قلب الاستراتيجية.. نموذج للتقسيم

ركزت الخطة بشكل خاص على سوريا، معتبرة أنها يجب أن تُقسّم إلى دويلات علوية وسنية ودرزية، على غرار التجربة اللبنانية، وقد رأى واضعو الخطة أن سوريا الموحدة تشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل يجب إزالته.

وشهدت سوريا خلال السنوات الأخيرة صراعات داخلية دامية أدت إلى تمزق النسيج الاجتماعي، وتفكك مؤسسات الدولة، مما فتح الباب أمام تدخلات خارجية مباشرة، على رأسها التدخل الإسرائيلي.

ففي ديسمبر 2024، وُثّق تصعيد غير مسبوق من قبل إسرائيل، حيث استغلت انهيار النظام المركزي في دمشق لشن ضربات جوية مركزة استهدفت مواقع استراتيجية، وأعلنت إقامة "منطقة سيطرة" داخل الأراضي السورية، تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة وتأمين الحدود الشمالية.

خطة أمنية إسرائيلية من ثلاث مراحل

كشفت تقارير استخباراتية خطة إسرائيلية متكاملة لحماية حدودها الشمالية، تتضمن ثلاثة مستويات من الإجراءات الدفاعية: منطقة عازلة داخل إسرائيل، ونظام دفاعي متقدم داخل الأراضي السورية، ونزع السلاح من جنوب سوريا بالكامل.

وتهدف الخطة إلى منع أي تهديد محتمل من الحدود السورية، وتعزيز العمق الأمني الإسرائيلي.

استغلال إسرائيلي لأحداث صيدنايا

مع ظهور الحكومة السورية الانتقالية برئاسة أحمد الشرع، صعدت إسرائيل من لهجتها السياسية والعسكرية، لا سيما في أعقاب أحداث جرمانا وصحنايا، اللتين تقطنهما غالبية درزية، واعتبرت تل أبيب أن حماية مصالح الطائفة الدرزية تبرر تدخلها المباشر.

وبالفعل، وجهت إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية حساسة، بل وقرب القصر الرئاسي في دمشق، في رسالة مباشرة إلى القيادة السورية الجديدة.

ترسيخ الأهداف القديمة في الواقع الراهن

تكشف التطورات الراهنة في سوريا عن محاولة إسرائيلية واضحة لاستثمار الفوضى المستمرة، بهدف فرض وقائع جديدة على الأرض تصب في إطار تنفيذ خطة "عوديد إينون".

فمن خلال إضعاف الدولة السورية، وتشجيع الانقسام الطائفي والمناطقي، تسعى إسرائيل إلى ضمان أمنها وتفوقها الإقليمي لعقود قادمة.

search