سباحة في البر.. مهاجر سوري يحول شغفه لمشروع عالمي

فارس فصيباتي
في مدينة ديترويت الأمريكية، وعلى ضفاف بحيرة ميشيجان، نشأ فارس قصيباتي، ابن مهاجرين سوريين، فلم يكن أحد في عائلته يجيد السباحة، لكن والديه أصرّا على أن يتعلمها منذ سن الخامسة، وكان هذا القرار الشرارة الأولى لمسار غير تقليدي انتهى بتأسيس واحدة من أنجح تطبيقات اللياقة المائية في العالم.
من طلب عابر إلى فكرة بملايين
في عام 2014، وبينما كان يعمل مدربًا للسباحة، طلبت منه إحدى المتدربات إعداد خطة تدريب تناسب تنقلاتها بين الفنادق، لم يدر وقتها أن هذا الطلب سيكون نواة تطبيق "MySwimPro"، الذي أطلقه في العام التالي، ليصبح اليوم أداة يستخدمها الآلاف حول العالم في تطوير مهاراتهم داخل الماء.
التقنية تفتح الأبواب
بفضل التوقيت الذكي والانفتاح على التكنولوجيا القابلة للارتداء، حصد التطبيق جائزة "أفضل تطبيق" على ساعة Apple في 2016، واستمر في النمو حتى واجه تحدي الجائحة، حين أغلقت المسابح وتراجعت الاشتراكات بنسبة 30%، لكنه لم يستسلم، إذ سارع إلى تطوير تمارين منزلية، وأطلق بثًا مباشرًا لبرامج يمكن تنفيذها دون ماء، الأمر الذي أعاد الزخم للتطبيق، ورفع أرقامه لما يتجاوز مستويات ما قبل كورونا، بحسب ما أكده في مقطع فيديو له نشره على “فيسبوك”.
إدارة حكيمة ودخل مرتفع
ورغم اقتراب دخله السنوي من 400 ألف دولار في 2025، يحرص قصيباتي على تجنب مظاهر الترف، فقد اشترى شقة في دبي مقابل 354 ألف دولار، لتقليل تكاليف الإقامة، ويوجه معظم دخله نحو الادخار والاستثمار، بما يصل إلى 15 ألف دولار شهريًا في الأسواق المالية.
بين ديترويت ودبي
يقسم فارس وقته بين ديترويت حيث تعيش أسرته، ودبي التي يعتبرها مصدر إلهام حضاري وابتكاري، ومع أنه يملك الحصة الأكبر في شركته ويستثمر فيها ما يقارب مليون دولار، إلا أنه لا يعتبر نفسه "قد وصل".
ويقول: "أشعر أنني ما زلت في البداية طالما أحدث تأثيرًا إيجابيًا، وأساعد الناس على الاستمرار في السباحة، فأنا في الطريق الصحيح".
طريق بلا أوكسجين
يرى فارس أن الوظائف التقليدية تخنق الإبداع، "لو عملت بدوام من التاسعة للخامسة، لكنت أضعت فرصًا كبيرة، ووقعت في فخ الجمود"، لكنه يعترف بأن حرية إدارة مشروعه لا تخلو من التحديات، وعلى رأسها صعوبة الحفاظ على التركيز وسط تدفق الأفكار.
التركيز أولًا
وبالرغم من حماسه لبناء شركات جديدة، يؤمن بأن نجاح "MySwimPro" لن يستمر إلا بالتفاني الكامل له.
ويؤكد المبرمج السوري: "لو أردت التقدم، عليك أن تركز، لا يكفي أن تكون لديك أفكار كثيرة، الأهم هو أن تلتزم بفكرة واحدة وتنمو معها"، متبنيًا فلسفة قريبة من وارن بافيت، الذي يشدد على أن النجاح يتبع الشغف، لا العكس.
الإبداع لا يتوقف عند التطبيق
بعيدًا عن التطبيق، يخصص فارس وقتًا لتأليف الكتب، وتصوير محتوى تعليمي على قناته على يوتيوب، سواء الشخصية أو الخاصة بالتطبيق، ما يمنحه مساحة للتعبير دون أن يشتت تركيزه عن شركته الأساسية.
النصيحة الذهبية
وعن أبرز نصائحه لرواد الأعمال الجدد، يقول فارس: "إذا كانت لديك فكرة، لا تنتظر الطمأنينة أو الكمال، ابدأ واخرج وتحدث مع العملاء، واختبر فكرتك وابدأ في التنفيذ، لأن الخطوة الأولى دائمًا هي الأصعب".
ويشير إلى أن ريادة الأعمال ليست فقط عن المشروع، بل عن بناء الثقة والمهارات والرؤية، كل تجربة تضيف أداة إلى حقيبة نجاحك.

أخبار ذات صلة
"بوسة ورقص وتوبيخ".. كواليس خناقة مسلم وزوجته في الصباحية
23 مايو 2025 01:23 ص
أطعمتها لطفلها.. صينية تتبنى الكلاب لإعداد الوصفات على منصات التواصل
22 مايو 2025 11:32 م
فلوسه ضاعت بالرحلة.. "شات جي بي تي" يساعد رجلًا في استرداد أمواله
22 مايو 2025 10:03 م
"الإخصاء الكيميائي" للمتحرشين.. حل جذري للجريمة في بريطانيا
22 مايو 2025 09:11 م
أكثر الكلمات انتشاراً