السبت، 31 مايو 2025

05:40 ص

نقيب الأطباء الأسبق: ما يحدث في ملف التعليم الطبي "جريمة"

رئيس الوزراء ووزير الصحة

رئيس الوزراء ووزير الصحة

أصبحت هجرة الأطباء ظاهرة تهدد القطاع الصحي في مصر، بالتزامن مع نقص أعداد الكوادر الطبية مقارنة بعدد المرضى، حيث يبلغ عدد الأطباء المسجلين بنقابة الأطباء نحو 350 ألف طبيب، إلا أن أكثر من نصفهم إما هاجر إلى الخارج أو غادر المهنة نهائيًا.

استقالة الأطباء

أشار تقرير صادر عن نقابة الأطباء إلى تسجيل حوالي 4261 استقالة من الأطباء عام 2022، بمعدل 12 استقالة يوميًا، في زيادة ملحوظة عن الأعوام السابقة، حيث بلغت الاستقالات 4127 طبيبًا عام 2021، و2968 طبيبًا في 2020، و3507 أطباء عام 2019.

من جانبه قال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، إن سفر الأطباء خلال السنوات الأخيرة لم يؤثر سلبًا على الموارد البشرية الطبية داخل مصر، متابعا أن القيادة السياسية وجهت بمضاعفة أعداد خريجي الكليات الطبية لدعم تلبية الاحتياجات المحلية والدولية.

 عدد خريجي كليات الطب 

وأشار مدبولي، إلى أن عدد خريجي كليات الطب بلغ نحو 12 ألف طبيب سنويًا مؤخرًا، ومن المستهدف أن يصل إلى 29 ألف خريج سنويًا خلال السنوات الست المقبلة.

من جانبه الدكتور خيري عبد الدايم، نقيب الأطباء الأسبق، وصف الإجراءات التي اتخذتها الدولة مؤخرًا لحل أزمة نقص الأطباء بـ"الكارثة الحقيقية بكل المقاييس"، محذرًا من أن ما يحدث لا يعد حلًّا، بل مقدمة لانهيار المهنة وتدهور سمعة الطبيب المصري محليًا ودوليًا.

أزمة نقص الأطباء

أكد عبد الدايم عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن تصريحات رئيس الوزراء بشأن مواجهة أزمة نقص الأطباء من خلال مضاعفة أعداد المقبولين بكليات الطب، من 15 ألفًا إلى 29 ألف طالب سنويًا، لا تعكس حجم المخاطر التي تم تنفيذها فعليًا على الأرض، مشيرًا إلى أن هذا التوسع العددي تم عبر إنشاء 11 كلية طب أهلية تابعة للدولة، والسماح بإنشاء 11 كلية طب خاصة، دون توفير البنية التحتية اللازمة، من معامل أو تجهيزات أو مستشفيات تعليمية جامعية مؤهلة.

أضاف: "الأخطر من ذلك أن هذه الكليات لا تملك أعضاء هيئة تدريس كافين لتدريب هذا العدد الهائل من الطلاب، وتعتمد بشكل أساسي على الندب المؤقت من الجامعات القديمة، فيما يعرف بـ'أستاذ الشنطة'، ما ينعكس سلبًا على جودة التعليم والتدريب السريري".

أشار إلى أن هذا التوسع أدى إلى انخفاض الحد الأدنى للقبول بكليات الطب من أكثر من 100% إلى نحو 74%، كما حدث بالفعل في كليات الطب الأهلية بجامعات سيناء، الملك سلمان، شرق بورسعيد، والإسماعيلية. 

وتابع: "نحن بذلك أمام طلاب غير مؤهلين نفسيًا أو علميًا لدراسة الطب، يتلقون تعليمًا لا يرتقي لإعداد طبيب قادر على علاج المرضى".

أوضح أن النتيجة المتوقعة خلال السنوات الست القادمة هي "فيضان" من حاملي شهادات الطب غير المؤهلين علميًا ومهاريًا، مؤكدًا أن "المهنة ستنهار، وستصل سمعة الطبيب المصري إلى الحضيض إذا استمرت الأمور على هذا النحو".

المجلس العالمي للتعليم الطبي

قال عبد الدايم، إن رئيس الوزراء تناسى أن ممارسة الطب في الخارج تشترط أن تكون الكلية التي تخرج فيها الطبيب معترفًا بها دوليًا من قبل المجلس العالمي للتعليم الطبي (WFME)، وهو ما لا يتوفر في معظم الكليات الجديدة، ما سيمنع خريجيها من التقدم لاختبارات المزاولة مثل USMLE الأمريكي، أو GMC البريطاني، أو امتحانات الهيئات الصحية في الخليج.

أكد بهذا الشكل، سيغادر أفضل خريجي كليات الطب المعترف بها إلى الخارج، بينما يتبقى لعلاج المصريين غير المؤهلين علميًا، الذين لم يتمكنوا من الهجرة، لأن شهاداتهم غير معترف بها".

أضاف "ما يحدث الآن جريمة حقيقية في حق صحة الشعب المصري، وسندفع ثمنها طويلًا.. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد".

search