الأحد، 15 يونيو 2025

01:43 ص

من بيروت إلى طهران.. تل أبيب تُعيد "إكليشيه" سيناريو الاغتيالات

عناصر تابعة لحزب الله وإيران

عناصر تابعة لحزب الله وإيران

نفذت إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، ضربات عسكرية داخل العمق الإيراني، استهدفت قادة بارزين في الحرس الثوري وعلماء نوويين في مواقع حساسة، على غرار ما فعلته سابقًا مع حزب الله في لبنان. 

الاغتيالات المتتالية التي تبدأ من القواعد الميدانية وتنتهي في الدوائر العليا، نُفذت بدقة استخباراتية، ما فتح الباب أمام تساؤلات جوهرية، ما الرسالة التي توجهها تل أبيب إلى طهران؟ وهل بات السيناريو اللبناني يُعاد الآن على الأرض الإيرانية، بنفس "الإكليشيه" وبنفس النهاية المتوقعة؟

سيناريو ممنهج

يرى الباحث السياسي، أحمد عنتر، أن ما يحدث في إيران اليوم هو تكرار ممنهج لما حدث مع حزب الله خلال الأشهر الماضية، فكما بدأت إسرائيل باغتيال قيادات ميدانية في الحزب، مرورًا بشخصيات مسؤولة عن تطوير الصواريخ والطائرات المسيرة، ثم صعدت إلى استهداف رأس التنظيم نفسه، حسن نصر الله، تتبع الآن المسار ذاته في إيران، ولكن على مستوى أكثر حساسية وتعقيدًا.

ويشير عنتر لـ“تليجراف مصر”، إلى أن مصرع القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، واستهداف رئيس الأركان، الجنرال محمد باقري، واغتيال علماء نوويين بارزين ليس تحركًا تكتيكيًا محدودًا، بل خطوة كبرى في مشروع إسرائيلي يهدف لتفكيك البنية الهرمية للقيادة الإيرانية، وصولًا إلى قلب النظام، أو على الأقل الدائرة الأمنية المحيطة بالمرشد الأعلى علي خامنئي.

وأضاف عنتر أن الرسالة الإسرائيلية في هذه العملية كانت صارخة، وموجهة على أكثر من صعيد، أولها لإيران نفسها، كإنهم يقولون لها "أنتم مكشوفون لا مواقعكم محصنة ولا قيادتكم آمنة، حتى في قلب طهران". 

وأوضح عنتر أن طبيعة العمليات تدل على وجود جواسيس داخلية أو اختراقات واسعة في بنية الحرس الثوري الإيراني، خصوصًا أن الضربات استهدفت مواقع محمية ومواعيد سرية لا يمكن رصدها عبر الأقمار الصناعية فقط.

وتابع عنتر أنه رغم التحذيرات الإسرائيلية العلنية التي سبقت العملية، إلا أن القيادة الإيرانية لم تتخذ الاحتياطات الكافية، بل أبقت على مواقع الاجتماعات والمقار القيادية كما هي، ربما رغبة في إظهار الثقة أمام الداخل الإيراني، أو استهانة بنوايا إسرائيل، لكن النتيجة كانت كارثية، وأسفرت عن اغتيال قيادات من الصف الأول.

اغتيالات قادة حزب الله

وفي 30 يوليو 2024، بدأت إسرائيل سياسة الاغتيالات لقادة حزب الله، حيث كان في مقدمة الاغتيالات فؤاد شكر، قائد عسكري بارز وأحد مؤسسي الجناح العسكري وحدة رضوان، في ضاحية بيروت الجنوبية بعملية جوية 

وفي 20 سبتمبر 2024 أنهت إسرائيل على إبراهيم عقيل، قائد وحدة رضوان ونائب في مجلس الجهاد، مع أحمد وهبي وعدد من المقاتلين داخل شقة في الضاحية، بخاصية فتك دقيقة جدًا.

وفي 24 سبتمبر 2024، تم تنفيذ عملية اغتيال ثانية لإبراهيم قبيسي، قائد وحدة الصواريخ في الضاحية الجنوبية، عبر غارة جوية مركزة.

واستمرت إسرائيل في تنفيذ هذه السياسة حتى 27 سبتمبر 2024، عندما أقدمت على اغتيال حسن نصر الله في غارة جوية، متزامنة مع اجتماع بقيادات عليا أدت لمصرعه هو ورفيقه علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية، ضمن عملية ضخمة.

آثار الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في اغتيال حسن نصر الله في 27 سبتمبر 2024

وفي 3 أكتوبر 2024، تم اغتيال هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي الخليفة المحتمل لنصر الله، في ضربة جوية في جنوب بيروت، ما أدى لمصرع نحو 26 من كبار المسؤولين بحزب الله.

المرشد الإيراني يتوعد إسرائيل

توعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، بالرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع حساسة داخل إيران، مؤكدًا أن تل أبيب "أوقعت نفسها في مصير مظلم لن تنجو منه".

وقال خامنئي في بيان رسمي، نقلته شبكة سكاي نيوز عربية، إن "الذراع القوية لقواتنا المسلحة ستقتص من إسرائيل، ولن نسمح لها بالإفلات من العقاب".

وتداولت وسائل إعلام إيرانية، أنباء عن مقتل عدد من الشخصيات العسكرية والعلمية البارزة جراء الضربات الإسرائيلية الأخيرة، وسط تضارب حول بعض الأسماء.

وشملت القائمة كلًا من رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري، قبل أن تنفي مصادر رسمية مقتله لاحقًا، وقائد القوة الجو-فضائية في الحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زاده، إلى جانب القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، والدكتور محمد مهدي طهرانجي، أحد الشخصيات العلمية البارزة.

search