السبت، 14 يونيو 2025

09:14 ص

خبير في الشأن الإيراني: هذا إعلان حرب وعلى طهران عدم تجاهل الحقائق

المرشد الإيراني وبنيامين نتيناهو- أرشيفية

المرشد الإيراني وبنيامين نتيناهو- أرشيفية

نهى رجب

A .A

نفذت إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، سلسلة من الضربات المكثفة، التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، أسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين، فيما توعّد المرشد الإيراني، علي خامنئي، إسرائيل بـ"مصير مرير ومؤلم"، مشددًا على أن طهران لن تترك هذا الاعتداء دون رد.

التوصيف الخاطئ للضربة الإسرائيلية قد يؤدي إلى سقوط النظام الإيراني

وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد عبادي، الخبير في الشؤون الإيرانية، في تصريحات خاصة لـ "تليجراف مصر":" إنه بعد الضربة الإسرائيلية لإيران، أي تقليل داخل طهران من خطورة ما جرى، عبر توصيفه بأنه مجرد اختراق أمني أو هجوم محدود من قبل شبكات التجسس الإسرائيلية فقط، يُعد مجانبًا للصواب، بل ويهدد بتكرار أخطاء استراتيجية سابقة، وقد تؤدي إلى سقوط النظام الإيراني نفسه".

وأضاف "عبادي"، أن “ما حدث لا يمكن بأي حال تصنيفه كعملية أمنية اعتيادية، بل هو إعلان حرب صريح من قبل إسرائيل، وأن التوصيف الدقيق لما حدث هو مدخل أساسي لفهم الواقع واتخاذ قرارات سياسية وأمنية تتناسب مع حجمه وخطورته، وأن تجاهل إيران هذه الحقيقة أو محاولة التقليل من دلالاتها لن يؤدي إلا إلى إرباك منظومة القرار الإيراني وفتح المجال لتكرار أخطاء استراتيجية سابقة”.

يجب على إيران ألا تنظر للضربة على أنها “عادية”

وأكد الخبير في الشؤون الإيرانية، أن قراءة المشهد بشكل خاطئ يمكن الاستدلال عليه بما جرى عقب اغتيال القيادي في "حزب الله" اللبناني، فؤاد شكر، آنذاك، قوبلت عملية الاغتيال برد لم يحدث أي أضرار للجانب الإسرائيلي، والتي اعتبرته طهران، "نصرًا تاريخيًا"، غير أن ما تلا ذلك أثبت بجلاء أن هذا التوصيف كان مجانبًا للحقيقة، إذ أدى الرد الفاشل إلى تداعيات جسيمة، من أبرزها اغتيال الأمين العام السابق للحزب، حسن نصر الله، وانفجارات طالت أجهزة الحزب الاستخباراتية، نتيجة قراءة خاطئة لطبيعة الحدث وتقدير غير دقيق لموازين القوى.

وذكر أن التوصيف الخاطئ لما جرى على أنه "ضربة عادية"، لن يؤدي إلا إلى مزيد من انزلاق إيران في نفس المسار الذي رسمه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، (وهو اضعافها وكسر شوكتها)، تمامًا كما جرى مع أذرع طهران في المنطقة، لا سيما " حزب الله".

وأوضح أن الاعتراف الصريح بطبيعة المواجهة الحالية، والتعامل معها باعتبارها مرحلة انتقالية في شكل الصراع، ضرورة حتمية، لأن الحل لا يبدأ من الرد، بل من التشخيص السليم لطبيعة الحدث، باعتباره ضربة موجهة إلى عمق القيادة الإيرانية عبر ساحة المواجهة الإقليمية.

وأعلنت إسرائيل، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، أنها شنت ضربة عسكرية "استباقية" ضد أهداف داخل الأراضي الإيرانية، في تطور جديد ينذر بتصعيد خطير في المنطقة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان رسمي: "في أعقاب الهجوم الوقائي الذي نفذته دولة إسرائيل ضد إيران، يُتوقع رد صاروخي أو عبر طائرات مسيّرة يستهدف إسرائيل وسكانها المدنيين في المستقبل القريب".

وأوضح كاتس أنه، وبموجب صلاحياته بموجب قانون الدفاع المدني، وقع على أمر خاص بإعلان حالة طوارئ على الجبهة الداخلية، تشمل جميع أنحاء البلاد.

ودعا الوزير المواطنين إلى الالتزام الكامل بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية والسلطات المحلية، والبقاء في المناطق المحصنة لحين صدور تعليمات أخرى.

search