الخميس، 26 يونيو 2025

08:11 ص

نجوى مصطفى
A A

دردشة مع جماهير الأهلي بأمريكا.. لحظات لا تنسى مع مصر الحلوة

قليلة هي الفرص التي تمنحك التواصل مع من يشبهونك من مختلف أنحاء العالم، أناس ليس بينك وبينهم روابط، لا تعرف أسماءهم أو ثقافتهم، لم ترَ البيئات التي جاءوا منها أو الأفكار التي تشكّل وعيهم، كل ما تعرفه أن هؤلاء يشجعون ناديك، يهتفون إلى نفس القميص ويحزنون في اللحظة التي تحزن فيها كما يرددون أناشيد النادي وقت الانتصارات والفرح، وهذا في حدّ ذاته رابط كافِ جدًا لأن تحبهم وتتواصل معهم وتحاول التعرف عليهم.

ومنذ أن وصلت الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في فعاليات كأس العالم للأندية، وأنا أقتنص كل الفرص الممكنة للحديث مع الجماهير الأهلاوية التي جاءت من مختلف أنحاء القارة الأمريكية وبعض البلدان المجاورة، وأحاول أن أتعرّف عليهم وأرصد نظرتهم للبطولة ومشاركة فريقهم المفضل، وما هي الكواليس التي حدثت قبل انطلاق المونديال.

وعلى مدار الأيام الماضية رصدت الكثير من الملاحظات وتعرفت أكثر عن رؤيتهم ووجهة نظرهم وكيف وجدوا مشاركة الأهلي في البطولة من أول مباراة وحتى توديع المونديال، وهو ما يمكن تلخيصه في النقاط التالية:

أولًا، ترى الجماهير الأهلاوية في الخارج أن كأس العالم أهم بطولة للأندية، ووجود ناد مصري في هذا المحفل العالمي مثار فخر واعتزاز، ناهيك أن يكون هذا النادي هو ناديهم الذي يشجعونه على مدار سنوات، أضف إلى ذلك، أن الأهلي ليس مجرد فريق بل هو الحامل  12 نجمة لبطولة دوري أبطال أفريقيا وبالتالي يتم تصنيفه مع أبطال العالم رغم فرق المنافسات بين القارات، ومن ناحية أخرى يرى بعض الجماهير أن قدوم الأهلي إلى القارة الأمريكية حلم لم يحلموا به من قبل لكنه تحقق.

ثانيًا، أيام البطولة كانت بالنسبة لجماهير الأحمر خاصة المهاجرين منذ سنوات بعيدة، أيام لا تنسى لأن الإعلام الأمريكي تناول بالكثير من التقارير والتحليلات الفنية النادي الأهلي باعتباره صاحب ضربة البداية في افتتاحية المونديال أمام فريق إنتر ميامي المستضيف، وبالتالي كان التكثيف الإعلامي والحديث عن إمكانات الأحمر بمثابة فخر آخر فوق ما شعروا به.

ثالثًا، رغم تشجيعهم المستمر ورغبتهم في المكسب الدائم، لكن يدرك جماهير الأهلي في الخارج أن هناك فرقا كبيرا بين الفرق الأفريقية وغيرها من الفرق سواء في أوروبا أو في أمريكا الجنوبية، والفرق لا يتمثل فقط في نوعية اللاعبين بل فروق جوهرية منذ مراحل التأسيس ثم البرامج التدريبية بعد الاحتراف، وهذا لم يصل إلينا بعد ويجب أن نسعى لتحقيقه، لكن في العموم تُدرك الجماهير في الخارج تلك الفروقات التي لم تقلل من رأيهم في فريقهم، بل أن هناك فرقا أكبر من الأهلي من الناحية التسويقية ورغم ذلك خرجت أيضًا والدليل نادي بورتو نفسه.

رابعًا، تأسيسا على النقطة السابقة تابع الأهلاوية في الخارج باستمتاع أكبر فلم يشغلهم المكسب والخسارة وإن تمنوا عبور فريقهم إلى دور الـ16 بالتأكيد، لكنهم رفعوا شعار "مش مهم النتايج المهم الأهلي هنا"، وبهذا الشعار استمتعوا بكل لمسة وحزنوا لكل هدف ضائع وهللوا بهاتريك وسام أبو علي وهدف بن رمضان الأول، ولهذا أيضًا لم يهاجموا لاعبي الفريق بالعكس من استطاع التقاط صور تذكارية معهم فعل، ومن تمكن من قول كلمة دعم قالها، فلم يسخروا أو يهاجموا أو يحللوا لقطة عادة ما تكون منقوصة.

خامسًا، يدرك جماهير الأحمر في الخارج أن البطولة تقام بنسخة جديدة تختلف بالكلية عن النسخ الماضية، وأن مشاركة الأهلي في التجربة تعد الأولى، وبالتالي ستكون أفضل خلال النسخ المقبلة من خلال الاحتكاك والتمرّس أكثر، ببساطة هم مع فريقهم ليتلمس طريقه ويتعلم من الأخطاء لكي ينطلق بعدها وإن كانوا يدركون أن الانطلاق مهما كان سيظل في إطار بعينه.

هذا ما رصدته من جماهير في الخارج ولن أجري مقارنة عما حدث هنا في مصر وكيف تناولنا الحدث وسخر البعض منه أو جلد لاعبين من خلال لقطات مبتورة وتحليلات لا جدوى لها، لكن يكفي أن كثيرًا من الأهلاوية في الخارج يرددون كلمة هي الأبلغ في رأي إذ يقولون "الأهلي ده مصر الحلوة".

search